البشير ودبي يناقشان في الخرطوم تطبيع العلاقات والتوصل إلى اتفاق مع معارضي نظاميهما

البشير ودبي يناقشان في الخرطوم تطبيع العلاقات والتوصل إلى اتفاق مع معارضي نظاميهما
الخرطوم – النور أحمد النور، القاهرة – «الحياة»

بعد سنوات من القطيعة، أجرى الرئيس السوداني عمر البشير وضيفه التشادي إدريس دبي محادثات لتسوية القضايا العالقة بين البلدين وإنهاء حال التوتر بينهما تمهيداً لفتح صفحة جديدة في علاقاتهما، وتسريع عملية السلام في دارفور.
وتزامنت الزيارة مع اصدار الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية قراراً أمس برفض اعتماد التهم في قضية المدعي العام ضد بحر إدريس أبو قردة أحد قادة متمردي دارفور. واعتبرت الدائرة أن الأدلة لم تكن كافية لاثبات وجود أسباب جوهرية للاعتقاد بأنه يتحمل المسؤولية الجنائية كشريك أو شريك غير مباشر في الجرائم التي ادعى بها المدعي العام في شأن الهجوم الذي حصل في أيلول (سبتمبر) 2007 على موظفي بعثة الاتحاد الأفريقي ومنشآتها في موقع حسكنيتة، في شمال دارفور.

وقال وزير الخارجية السوداني دينق ألور للصحافيين إن الرئيس التشادي دخل فور وصوله إلى الخرطوم، وهي زيارته الأولى منذ نحو ست سنوات، في محادثات مغلقة مع البشير ناقشت الملفات كافة ومن بينها تطبيع العلاقات ونشر قوات مشتركة على حدودهما لمنع نشاط معارضيهما ودفع مفاوضات دارفور المتعثرة في الدوحة.

وشدد ألور على أن زيارة الرئيس التشادي التي وصفها بـ «التاريخية»، سيكون لها تأثير إيجابي قوي على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية بين الحكومة وحركات دارفور المسلحة والتي لا تزال تروح مكانها.

وعُلم أن الرئيسين درسا مساعدة بعضهما في التوصل إلى اتفاق مع معارضيهما، إذ تملك الخرطوم نفوذاً على تحالف المعارضة التشادية وتستضيف أكثر من خمسة آلاف من مقاتليه في دارفور، كما تربط نجامينا علاقة وثيقة مع زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها أيضاً الرئيس دبي.

وكان دبي وصل إلى الخرطوم في زيارة هي الأولى منذ توتر علاقات البلدين على خلفية اتهامات متبادلة بدعم كل دولة لمعارضي الأخرى. وفشلت ستة اتفاقات سلام وقعها الرئيسان في تطبيع علاقات البلدين.

وبدأ التوتر في العلاقات بين البلدين عام 2003 مع اندلاع التمرد في إقليم دارفور ووصل ذروته في أيار (مايو) 2008 عندما قطع السودان علاقاته الديبلوماسية مع تشاد على خلفيه اتهامها بدعم هجوم متمردي «حركة العدل والمساواة» على الخرطوم.

ومن المقرر أن ينشر الطرفان قوات مشتركة قوامها نحو ثلاثة آلاف عسكري على الحدود بين البلدين.

من جهة أخرى، قضت دائرة الطعون الانتخابية في المحكمة العليا أمس بقبول ثلاثة طعون من جملة 25 طعناً قُدّمت إلى المحكمة. وقبلت المحكمة الطعون المقدمة من رئيسة حزب الاتحاد الاشتراكي فاطمة عبد المحمود ورئيس الحزب القومي الديموقراطي منير شيخ الدين وأعادتهما إلى لائحة المرشحين للرئاسة ليرتفع عدد المتنافسين الى هذا المنصب إلى 12 مرشحاً. وكانت مفوضية الانتخابات استبعدت فاطمة وشيخ الدين من السباق الرئاسي لعدم وفائهما بمتطلبات الترشيح.

كما رفضت المحكمة الطعن المقدم من وزير الخارجية السابق لام أكول أجاوين ضد قبول ترشيح رئيس حكومة إقليم الجنوب سلفاكير ميارديت باعتباره قائداً عسكرياً للجيش الجنوبي، وقالت المحكمة إنها لا تملك الاختصاص للنظر في الدعوى والبت فيها.

وقال رئيس المحكمة محجوب الأمين إن قرارات محكمته نهائية وملزمة لأطراف الطعن والمفوضية القومية للانتخابات.

وكان الاستاذ الجامعي معتصم عبدالله طعن في أهلية الرئيس البشير وقال إنه خدع شعبه بانقلابه العسكري الذي استولى به على السلطة وتعذيب معارضيه والتنكيل به وإعدام 28 ضابطاً في الجيش بعد اتهامهم بمحاولة إطاحة حكمه وهروبه من العدالة الدولية في شأن انتهاكات دارفور.

إلى ذلك، أكد حزب المؤتمر الوطني أن الشراكة بينه وبين «الحركة الشعبية لتحرير السودان» تهدف إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، ونفى أي اتجاه لمقاطعته الانتخابات في الجنوب.

وسخر المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور مما تناقلته مواقع الكترونية من توقعات باكتساح مرشح «الحركة الشعبية» ياسر عرمان الانتخابات الرئاسية، وقال «سنكتشف حقيقة هذا الحديث في نيسان (ابريل) المقبل». ورأى أن سيكون «كذبة ابريل».

نائب البشير

وفي القاهرة، استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في مقر رئاسة الجمهورية في القاهرة في حضور رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان، ومن الجانب السوداني وزير الدولة في وزارة الخارجية علي أحمد كرتي ورئيس جهاز الأمن الوطني والاستخبارات الفريق محمد عطا المولى وسفير السودان في القاهرة عبدالرحمن سر الختم ومدير مكتب نائب رئيس الجمهورية السفير عثمان الدرديري المبارك.

وصرح وزير الإعلام والاتصال السوداني الزهاوي ابراهيم مالك بأن لقاء الرئيس مبارك مع علي عثمان طه بحث في العلاقات المصرية – السودانية وكيفية تطويرها بما يخدم الجانبين، وأن نائب الرئيس السوداني شدد على أهمية دعم مصر للسودان في المجالات المختلفة خصوصاً أمام المحافل الدولية والتعاون الدولي خصوصاً أن السودان في المرحلة المقبلة قادم على مرحلة تحوّل ديموقراطي ترتكز على الانتخابات وإجرائها في مواعيدها والاستفتاء على الوحدة.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *