أبو الغيط وسليمان في الخرطوم وجوبا اليوم
البشير: لا عودة إلى الحرب مع الجنوب
أكد الرئيس السوداني عمر البشير انه «لا عودة للحرب» بين الشمال والجنوب في السودان، معتبراً أن نتيجة الاستفتاء في الجنوب «ليست نهاية الدنيا».. في وقت أعلن رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر انتهاء «عهد التنازلات والضغوط الدولية»، بالتزامن مع بدء تحرك مصري باتجاه شريكي الحكم ينطلق اليوم.
وفي تفاصيل موقف البشير الجديد، نقلت وكالة الأنباء السودانية عنه أثناء حفل تخرج في جامعة الرباط الوطني (كلية الشرطة) تأكيده أنه «لا عودة للحرب، وأن الحكومة ستعمل على استدامة السلام»، مضيفاً أن نتائج الاستفتاء «ليست نهاية الدنيا».
ورأى المراقبون في تصريحات الرئيس السوداني الجديدة تراجعاً ضمنياً عن تشدد أبداه الأسبوع الماضي مؤكداً أنه «لن يقبل بديلاً» لوحدة السودان، رغم التزامه باتفاق السلام الذي يقضي بتنظيم استفتاء مطلع العام المقبل لتقرير مصير الجنوب السودان. غير أنه ألمح إلى صعوبة إجرائه في غياب اتفاق بين الشمال والجنوب حول ترسيم الحدود.
تشدد مع القوات الدولية
في هذه الأثناء، قال رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر، خلال مخاطبته الهيئة التشريعية القومية في الخرطوم، رفض الحكومة السودانية التجديد لبعثة الأمم المتحدة وقواتها بعد انتهاء فترتها في يوليو المقبل، متهماً إياها بالعجز وسوء السمعة والتورط في العديد من قضايا الفساد في جنوب السودان.
وأكد الطاهر أن السودان سيدخل «في مرحلة الاستقرار النهائي في حالتي الوحدة أو الانفصال»، مضيفاً أنه بعد يوليو لن يكون هناك اتفاقيات، وسيصل سلام دارفور إلى نهايته، لا سيما بعد الاستفتاء على الإقليم. وقال إن البلاد ستدخل مرحلة جديدة ليست فيها قوات انتقالية ولا تنازلات، وسيدخل السودان مرحلة الاستقرار النهائي بغض النظر عن خيار الجنوبيين في الاستفتاء.
وأقر الطاهر بتعرض السودان خلال الفترة الماضية لضغوط هائلة من مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية لم تمارس ضد أي دولة في العالم، مشدداً على أنه من الآن وصاعدا لن يخضع السودان لأي ضغوط أو تنازلات خاصة.
تدخل مصري
في هذه الأجواء، يبدأ وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان اليوم الخميس زيارة إلى الخرطوم وجوبا (عاصمة جنوب السودان) هدفها التهدئة واحتواء أية خلافات بين شريكي الحكم.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن المسؤوليْن المصريين سيجريان خلال هذه الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين السودانيين، وفى مقدمتهم الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سيلفا كير، مشيراً إلى أن الاتصالات والتحركات المصرية مع كافة الأطراف السودانية «تهدف دائما إلى تهدئة الأوضاع» في السودان.
وأوضح أن مصر تسعى للاستفادة من «علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف وشريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان لإقناع كل جانب بضرورة تفادي أي تصعيد ، مشيرا إلى أنه يمكن التعامل مع أية نقاط خلافية من خلال الحوار لمصلحة كل أهل السودان».
وفي معرض رده على سؤال حول تفسير البعض للمشروعات المصرية في جنوب السودان على أنها دعم لانفصال الجنوب، قال زكي إن «هذه رؤية قاصرة جداً ولا تمت للواقع بصلة»، مشيرا إلى أن «مصر عندما تساعد أهل السودان، سواء في الجنوب أو أي منطقة أخرى «تساعد بهدف دعم الاستقرار والتنمية في السودان ككل».
البيان الإماراتية