على غرار كل الفراعين والطغاة الذين لا يفهمون الدروس مهما كثفت لهم الا في نهايتها وربما لا يفهمونها أصلا.
وعلى خطى شارل ديغول المنهزم امام ثوار ارض المليون شهيد في خطابه الأخير والذي انصاع امام الحراك الثوري الرافض للاحتلال , افتتح كلامه في يونيو 1954 يومها بعبارة (فهمتكم ) وطرح إصلاحات كثيرة كانت وقفا على قادة الاحتلال لكن كانت إصلاحات متأخرة ولا تعني شيئا للثوار الذين كانوا يتوقون للانعتاق والذي كان , وهي ذات العبارة التي كانت اخر حديث الطاغية زين العابدين بن علي للشارع التونسي المنتفض والذي حاول امتصاص غضب الشعب ولكن بعد فوات الأوان.
وعلى خطى بن علي وصحبه وفي خضم الحراك الثوري الذي انتظم الشارع السوداني ضد نظام المؤتمر الوطني وحفنة الانتهازيين حوله, وفي محاولة يائسة للرئيس السوداني عمر البشير لامتصاص غضب الشارع ,ولخداع الشعب انه منهم أورد قصة سمجة انه من غمار الشعب وانه عانى من قبل وقد عمل اعمال هامشية شاقة وعامل طلبة بيومية واستشهد بأحد اسنانه المكسورة مؤكدا ان هذه السن كسرت نتيجة لسقوطه من سقالة البناء وقال البشير : “كنت أعمل “طُلبة” (عامل يومية) أحمل قدح “المُونة” مع معلم بحي “شمبات” بالعاصمة الخرطوم، حتى وقعت من على “”السقالة” وكسرت سني، وعندما أصبحت ضابطا رفضت تعويضها بـ”سن” مُركبة، لكي أتذكر كلما وقفت أمام المرآة في الصباح لحلاقة ذقني “كنت وين” (كيف كان حالي)، لذلك نسعى لكي لا يعيش شعبنا هذه الحياة.) انتهى كلامه .
ولكن السؤال البديهي السيد الرئيس كل هذا الذي جرى ويجري وانت تنظر وتتعظ صباح مساء بسنك التي تذكرك بالمسغبة والفاقة فكيف يكون الحال لو كانت سنك سليمة معافاة ؟؟
الحمد الله الذي رد امانته حتى لا تنقلوا الخرطوم واخواتها من المدن السودانية الى ماليزيا والجميرة والنخيل بدبي.
كيف بالله عليك السيد الرئيس لو ان ليس لك (فلجة) لوامة تذكرك بصحراء ود بانقا التي طردتك الى الجزيرة الخضراء التي اشبعتك الكسرة رغم السباب والجحود الذي تسمعه صباح مساء لموا طنيه الشرفاء الذين احتضنوك وتوسمهم من على منصة في اشرف بقاعها ان الذين خرجوا عليك رفضا لسياسات التمكين والاقصاء بانهم مأجورون وخونة وموساد؟؟
السيد الرئيس تحلب البقرة تحلب الجاموس ولا تنكسر سنك او تنكسر رقبتك او تنكسر كلك تسقط بس.
السيد الرئيس الشعب السوداني قرر وهو اعلى سلطة ولا يلغي قراراه الا سلطة اعلى منه لذلك كله امامك طريق واحد ان ارحل عن الشعب السوداني.
السيد الرئيس كسر السن هي البداية والجاتك في سنك لا يعنينا ولكن انتظر القادم .
السيد الرئيس الشعب السوداني اليوم وبالأمس وغدا هو ذلك الشعب المعلم ولاءن استكان لبعض الشيء ليكشف للعالم زيف شعاراتكم التي كره الناس حتى في التكبير الذي هو اعلى قيم التوحيد نتيجة لتكبيراتكم الجوفاء والخداعة فلن يلتفت اليوم لأي محاولات يائسة لاستعطافه.
الدول التي تخوفوننا ان نكون مثلها وهي في خضم تلك الحرب اللعينة لا يقف حتى نازحوها في صفوف الخبز , وسعر صرف عملاتها امام عملات من تدربتم من قبل ضدها(امؤيكا روسيا ليك تدربنا) واليوم تستعطفونها ثابتة ثبات يقين الشعب السوداني ان رحيلك اصبح ابلج من الشمس في رابعة النهار.
السيد الرئيس اما علمت ان الصومال التي كنت تصدر اليها المليشيات اليوم يتندر وزير في حكومتها ومحذرا مواطنيه من مغبة السقوط الى الدرك الذي وصل اليه الحال في السودان؟؟
لا تجدي محاولات الترقيع والتلميع من هنا وهناك ولا تنفع البرامج المدفوعة ومحاولات استعطاف الشعب , كنت لثلاث ثلاث عقود من الزمن الم تتذكر هذا الشعب ومعاناته الا اليوم حين غرغر نظامك واحتضر؟؟
انت ليس من هذا الشعب , كيف تكون من الشعب تحس بآلامهم وانت واسرتك تتاجر بقوت الشعب وتسكن في أبراج وتنظرون الى الشعب من عل وتصدرون القرارات المجحفة والجبايات المرهقة للشعب وتهربون أمواله الى الخارج على مسمع من الناس.
حديثنا معك انتهى وليس لنا غير ان تسقط بس
رسالتي الى الشعب السوداني الابي ان الشوارع لا تخون وان الوحدة هي الترياق وسلم نجاة البلاد والعباد من شرذمة التدمير.
لا تثنيكم تثبيط المخذلين و الوعود البراقة التي لا يصدقها حتى مطلقوها وان انتظموا الشارع فهو الخلاص والوحدة هي المناص.
وتسقط تسقط تسقط تسقط بس.
حسن فضل
[email protected]