تقرير : عبدالله اسحق
: توصل مؤتمر الصلح بين قبيلتي البرتي والزيادية الي اتفاق موقوف التنفيذ الى ما بعد ثلاثة اشهر، وقد قدرت لجنة الاجاويد الديات والخسائر لكل قبيلة حيث بلغت جملة ديات وتعويضات جرحى وخسائر قبيلة البرتي المطلوبة من قبيلة الزيادية مبلغ «368800» جنيه تدفع منها حكومة ولاية شمال دارفور مبلغ 60%«146800» جنيه ، فيما بلغت جملة الديات وتعويضات الجرحى والخسائر لقبيلة الزيادية لدى البرتي مبلغ «404109» جنيهات تدفع حكومة الولاية منها مبلغ « 260000» جنيه وهو مايساوي 60% لجميع ضحايا النزاع المسلح الذى وقع بمدينة مليط في شهر رمضان الماضى بين القبيلتين الذي خلف عدد 14 قتيلا من القبيلتين 9 من البرتي و5 من الزيادية و17 جريجا من القبيلتين بجانب تعويض لاضرار مادية لحقت بالممتلكات وجرح اكثر من 45 مواطنا.
مراقبون ومتابعون لفعاليات مؤتمر الصلح القبلي بين قبيلتي الزيادية والبرتي يقولون ان المؤتمر سيضع حدا للصراع المتطور بين القبيلتين وانه اسس لمبادئ جديدة في دارفور وهي التزام الدولة بدفع اكبر مبلغ من الديات الي ذوي الضحايا، مشيرين الي ان هذا الالتزام يعتبر سابقة جديدة وسيصبح واحدة من السنن ولوازم التصالح القبلي مستقبلا .
وينظر الملك ياسر أحمداي ملك عموم قبيلة البرتي في السودان الى مؤتمر التعايش السلمي بين قبيلتي البرتي والزيادية بولاية شمال دارفور برضا تام، وقال انه حقق اهدافه ووضع حدا للمشاكل التي كانت قائمة بين القبيلتين المتجاورتين والمتعايشتين في مناطق متعددة بولاية شمال دارفور حيث تم التوصل فيه الي اتفاق ووقعت القبيلتان وثيقة عهد وميثاق امام الادارات الاهلية والاجاويد وفية بذل الجميع جهودا كبيرة من اجل حقن الدماء ، وقررت لجنة الأجاويد تشكيل لجنة فنية للنظر في قضايا الاراضى المتنازع عليها بين القبيلتين برئاسة بابكر سر الختم ومعه ممثلون من المجلس الأعلى للحكم اللامركزى وعضوية لوزارة العدل والمجلس الأعلى للحكم اللامركزى وديوان الحكم المحلى بالولاية وممثلين للشرطة الموحدة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وادوا القسم أمام المؤتمرين ايذانا بتولي مهام عملهم في حسم الخلاف لترفع لجنتهم تقريرها خلال فترة لاتتعدى الثلاثة أشهر، واصدار قرارات حول الصراع في المناطق المتنازع عليها، وقال ان توصيات البيان الختامي للمؤتمر تم تسليمها الي الفريق أول ادم حامد موسى رئيس مجلس الولايات ووالي الولاية عثمان محمد يوسف كبر و عمر ادم سليمان رئيس لجنة الأجاويد وبحضور عدد من أبناء الولاية و الخبراء والمفاوضين من القبيلتين.
ودعا ملك عموم البرتي الاعلام القومي والولائى الى المساهمة بدور ايجابي فى التبشير بالاتفاقية حتى تتنزل على ارض الواقع كما طالب الجميع باستخلاص العبر والدروس من هذه المشكلة حتى لاتتكرر و حتى يتفرغ الجميع لما ينفع الناس.
ويشير عبد الله ادم جزو ناظر عموم قبيلة الزيادية في حديث عبر الهاتف ل«الصحافة» ان وثيقة العهد والميثاق التي وقع عليها كل من الملك ياسر حسين أحمداى رئيس ادارة البرتي الأهلية و الادارة الأهلية لقبيلة الزيادية أكدت بوضوح ضرورة التزام القبيلتين بالتواثق على حفظ الاتفاق الموقع بينهما من اجل التعايش السلمي واحترام ما تم الاتفاق عليه والمحافظة على الأمن والاستقرار والتسامح والتعاون والتكافل امتثالا لمبادئ الدين والعلاقة التي كانت سائدة منذ الازل بين القبيلتين، موضحا ان ادارة الزيادية ملتزمة ببنود الاتفاق وستعمل علي لجم المتفلتين في حال وقوع اي اعتداء يقومون به، مبينا ان الصلح القبلي الذي تم بين قبيلتيهما تم بموجبه عفو بعض ابناء القبيلتين الذين كانوا متهمين بالاشتراك الجنائي، وابان ادم ان الصلح حسم الجانب الجنائي من المشكلة وتم تكوين لجنة من الجهات ذات الصلة للفصل في منازعات الاراضي المتنازع عليها غرب محلية مليط وهي ثانية حييي وقوز العرب وكاملونا وكل الاراضي التي تتعلق بالقضية منذ 1955 وفي الحدود بين محليتي الكومة وام كدادة ومنطقة ام قوزين وقرية ام قوزين وكل الشريط الذي يقع جنوب حدود قبيلة الزيادية من الشرق والغرب والجنوب والشمال الغربي، موضحا انه تم اصدار قرارات اخري يتم بموجبها الفصل النهائي في عملية دفع الديات والخسائر وترسيم الحدود في مدة اقصاها ثلاثة اشهر في مؤتمر تحضره كل قيادات القبيلتين.
فيما تعهد والي ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر لدى مخاطبته الجلسة الختامية بانفاذ توصيات المؤتمر، وقال ان الصلح بين البرتي والزيادية يمثل أنموذجا لكيفية معالجة المشاكل بين المكونات الاجتماعية لسكان الولاية وحقن الدماء، داعيا الطرفين الى تجاوز كافة مرارات الماضي واتباع القول بالعمل وتوفير الارادة اللازمة لانزال هذه الاتفاقية الى القواعد والتبشير بها حتى تعود اللحمة الاجتماعية بين سكان محلية مليط الى ما كانت عليه في السابق، وأعلن التزام حكومته بدفع نسبة 60% من جملة الديات والخسائر وجبر الأضرار للطرفين والتي قررتها لجنة الأجاويد، مشيرا الى أن اعلان التزام حكومته بدفع تلك الديات والخسائر وجبر الأضرار لا يأتي تشجيعا للمتلفتين، ولكنه يأتي حقنا للدماء، كما أعلن التزام حكومته بتوفير كافة المعينات للجنة الفنية المنبثقة عن المؤتمر والتي كلفت بدراسة مسألة النزاع في الاراضى، مبينا أن هنالك آلية محددة ستقوم بجدولة تنفيذ بنود الاتفاق.
فيما اعلن عدد من ابناء القبيلتين ارتياحهم للصلح الذي تم وطالبوا جميع الاطراف في المنطقة التزامهم بمراعاة العهود والمواثيق و بالمحافظة على الأمن والاستقرار ومراعاة كافة الحقوق والواجبات وعدم العودة الى مربع التنازع أو الاقتتال، وعبروا عن رضائهم التام لما تحقق من صلح ، كما عبروا عن شكرهم لحكومة الولاية وللجنة الأجاويد والمسهلين والخبراء لما بذلوه من جهود حتى توصل الطرفان الى الاتفاق المنشود الذي يأملون في اكتماله بانتهاء اللجنة المكلفة بوضع اسس التسوية النهائية من اعمالها في غضون الثلاثة اشهر المقبلة.
[email protected]