الان قبل فوات الاون 1 2

  • صرير القلم 
    بقلم :مصعب طه علي 

    كم كان شاعر الانسانية محمد الحسن سالم حميد معبراً عن حال وطنه واهله حينما جادت قريحته الشعرية 
    ب:
    مابين سجن وبيت اشباح 
    وعطالة ودم مباح
    ومذلة تودي الغربة 
    والغربة جراحا جراح 
    مالحل في بلدك زاتا
    تتحدي سلاح بسلاح
    تهزم خفاش العتمة
    ويعم سودانا صباح
    عرف حميد منذ وقت مبكر ان الحل الوحيد اما هكذا نظام دموي قمعي هو السلاح فنظام الجبهة الاسلامية لايعرف غير منطق الزخيرة والرصاص والسلاح جزء لا يتجزء عندهم من العمل السياسي 
    وابلغ دليل علي هذا دماء الشباب الطاهرة التي ارتوت بها الارض 
    تلك الدماء والارواح التي ازهقها النظام بدم بارد ودون ان يرف له جفن لمجرد انهم قالو لا للغلاء ولا للموت الجماعي بالتجويع والمسغبة 
    هذا النظام الذي كلما وجه وجهه تلقاء قبلة من قبل السودان الاربع وجد قبلته التي يمم شطرها بحر وانهار من الدم والدموع ففي الشرق البؤس والمجاعة التي خيمت علي تلال الشرق بجانب امراض العصور الوسطي التي تجاوزها العالم منذ امد بعيد مثل السل والجدري….الخ 
    اما في الغرب فشلالات الدماء المنهمرة بغزارة في وديان دارفور بسبب الفتن والمشكلات القبلية التي زرعها النظام بواسطة ازياله هناك حيث من لم يمت بالانتينوف مات بالدسائس والمؤامرات والحروب القبلية 
    مرت الان عشر سنوات ونيف من الشهور علي احراق دارفور ومايزال النظام يواصل حرق ماتبقي من القري والمناطق 
    دون اي وازع او رادع من المجتمع الدولي او اي تدخل انساني لأنقاذ ماتبقي من اهل البلد المنكوبة بعصابتها 
    وايضاً حينما يوجه النظام وجهه الكالح الملطخ بدماء اهل البلاد حينما ييمه شطر الجنوب المفصول او الجنوب الجديد يجد النظام نفسه قد احرقه عن بكرة ابيه 
    ففي جبال النوبة ترتكب مجازر عرقية وابادات جماعية يندي لها جبين الانسانية واهوال يشيب لها الولدان 
    اما في الشمال والذي اغلب قيادات النظام خرجت منه لكن هذه القيادات كأنها كانت تحمل حقداً دفيناً تجاهه فقد افقرت العصابة ارض الحضارت وشردت اهلها بسدود وهمية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب 
    والهدف الاساسي الذي سعت اليه عصابة الانقاذ من هذه السدود هو طممس الحضارات السودانية الضاربة في اعماق التاريخ لفرض ايدولوجيتهم وتوجههم الحضاري المزعوم ومسح اثار السودان القديم واختزال تايخ السودان في توجه واحد وفرض اوحادية كيزانية مغيتة تجافي الواقع 
    هذه الاوحادية تعتبر الفتح الحقيقي ودخول البلاد في الاسلام يبدأ من الجمعة الثلاثين من يونيو 1989م
    وكذلك هذه الاوحادية التي تريد عصابة الحزب الحاكم فرضها لاتعير التنوع والتباين اي اهتمام فالتنوع عند العصابة مصدر للحروب والتشرزم وليس مصدر اثراء وفائدة للدولة كما في الدول المتقدمة والتي عرفت قيمة التنوع ودوره في رفد الدولة بما يعينها علي التقدم والاستمرار بخطي ثابتة نحو القمة 
    من خلال القول اعلاه يتضح لنا ان نظام الاجرام ولغ في دماء السودانيين بمختلف سحناتهم و بمختلف انتمأتهم القبلية والمناطقية دون تميز فقد كان النظام عادلاً جداً في توزيع الظلم علي كل اهل السودان 
    -والان وثورة العشرين من سبتمبر التي حركت مياه الشارع الراكضة ومهرها خيار الشباب بدمائهم مهراً للحرية والديمقراطية والغد الافضل لأن شعبنا يستحق الافضل –
    قد جوبهت بالرصاص فلم يعد هناك غير الرصاص والجهة الوحيدة الان التي تملك السلاح خلاف نظام الطاغية هي الجبهة الثورية والتي تملك المشروعية الان لحماية المتظاهرين في العاصمة فليس هناك مايدعوا للاقامة في مناطق طرفية نأئية لاتوثر مطلقاً علي الفيل الرابض في كافوري 
    وهنا يمكن القول ان الراحل المقيم الدكتور خليل ابراهيم كان سباقاً لزمانه فقد عرف اللعبة واصولها وقواعدها حينما خاض ملحمة الذراع الطويل جهاراً نهاراً فقد ادرك الفقيد انه لافايدة ترجي من معارك طرفية مع ازيال السلطة بل المعركة يجب ان تكون مع راس النظام لا ازلامه ومرتزقته 
    علي الجبهة الثورية الان ان تحسم امرها وتتوجه تجاه الخرطوم والجماهير الان ستستقبلهم استقبال الفاتحين وستكون لهم السند الحقيقي بعد ان رأت بطش النظام في قلب العاصمة وبعد ان صدقت ماكان يروي لهم عن وحشية ودموية النظام والتي كنا حين نقصها للعامة في الخرطوم كانو يعتبرونها من قبيل الاحاجي والمللوجات 
    اما اعلام الطاغية ذو الميزانية المليارية فقد اضحي مكشوفاً واصبحت سوأته تعرض نفسها بلا استحياء فخطابه الذي يعرضه ويروج له اصبح خطاب استهلاكي منتهي الصلاحية تجاوزه زمن التكنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *