رفض حزب الامة القومى وكيان الانصار بشدة تسريبات صحفية نقلت عن مصادر اتهامات بتورط الحزب فى محاولة الانقلاب على السلطة التى تقول الحكومة السودانية انها احبطتها قبل نحو اسبوعين وحذر الكيان بشدة من المساس برئيس الحزب الصادق المهدى وإقحامه فى دائرة المشاركة بمحاولة مشكوك فى حقيقتها .
وأشارت التسريبات الى ان مغادرة المهدى الى بريطانيا كانت خطوة للتغطية على المشاركة فى الانقلاب منوهة الى اتصالات جرت بين المهدى ورئيس جهاز المخابرات السابق صلا ح قوش وهو احد ابرز المعتقلين على ذمة المحاولة كما تناولت الاتهامات تنسيق الحزب مع الجبهة الثورية التى تضم ائتلافا بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفورية تقاتل الحكومة .
وعمم مكتب المهدى فى الخرطوم نفيا اعلاميا لتلك التسريبات وشدد على انها كاذبة ومضللة ترمى للإثارة ولفت الى ان رحلة المهدى الى لندن مرتب لها منذ فترة طويلة جداً وشدد على عدم اجراءه اى اتصال بصلاح قوش وطالب التعميم صحيفة “الوطن” التى نشرت الخبر بالاعتذار للمهدى وهدد بمقاضاتها حال عدم الالتزام بنفى الخبر بذات الطريقة التى نشر بها
وكانت السلطات السودانية اكدت ان التحريات التى اجريت فى المحاولة التخريبية قادت الى تورط حزب معارض – لم تسميه- واعلنت القبض على اثنين من منسوبى المعارضة وأشارت الى ثبوت اتصال بعض المتهمين بحركة العدل والمساواة التي تقول الحكومة انها مقربة من حزب الترابي.
وهاجمت هيئة شؤون الانصار- التيار الدينى لحزب الامة – مروجى تلك الاتهامات بشدة ، و سخرت من اتهام المهدى بالمشاركة مع عناصر فى الحكومة للانقلاب على السلطة وقالت الهيئة فى بيان امس “إذا كان الإمام يُفَكِّر في أي عمل كهذا؛ فإنّ الأوْلى أن يقوم به أنصاره وأحبابه لا التنسيق مع الذين كانوا على قمّة الأجهزة التي عملت على تدمير كيانه وتشويه سمعته ” وقال البيان ان تيارا حاقدا على كيان الانصار داخل النظام الحاكم ظل يروج لتلك الاتهامات لإدراكه خطورة نهج المهدى السلمي على نظامهم .
وشكك بيان الانصار فى مصداقية وجود محاولة انقلابية ولفت الى ان التعتيم على المعلومات الخاصة بالانقلاب فتح الباب واسعا امام الشائعات والأكاذيب والاتهامات؛ التي من شأنها أن تُحدث بلبلة في المجتمع، وتفتح المجال للفوضى. كما اشار الى تضارب تصريحات الحكومة حول الانقلاب.
وأشار “في ظل هذا التعتيم والتضارب وبمالنا من تجارب مع هذا النظام؛ فإننا نشك في وجود محاولة أصلاً، ونظنها محاولات لتصفية الخصومات، وإجراءات استباقية قطعاً للطريق أمام الغاضبين من شباب الحركة الإسلامية “
ونوه بيان الانصار الى ان الجهات التى سربت الاخبار لديها مصلحة في تسميم الأجواء، وجَرِّ البلاد لمعارك داخلية تنفيذاً لأجندة مضرة بالوطن وبشعبه؛ سيما وان تلك التصريحاتٍ بدأت منذ مغادرة رئيس الحزب لبريطانيا من مسئولين في الدولة تُمَهِّد للاتهام قبل الاعلان عن كشف المحاولة المزعومة.
وأضاف البيان “نؤكد أنّ الإمام هو إمام الأنصار و يُعبّر عن أفكارهم ويحرس مبادئهم وأن المساس به؛ مساس بكيان لا يقبل الضّيم ولايسكت عن الظلم ” وأشار الى ان الهيئة تعتبر ذات التسريب مقدمة لشيء ما ودعت الانصار للتأهب لأي طارئ مع التحلى بأعلى درجات الحيطة والحذر ، وأن يكونوا مستعدين للدفاع عن قيادتهم وكيانهم ومبادئهم.
وكان نائب رئيس الحزب نافع على نافع قد ادلى بتصريحات اتهم فيها المعارضة بالتورط في المحاولة التخريبية الأخيرة، وقال إن المعارضة دبرته بمساعدة عدد من الإسلاميين لديهم أطماع شخصية.
وفى سياق ذى صلة انتقد المتحدث باسم الحزب نجيب الخير عبد الوهاب اتهامات نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع المعارضة بتدبير المحاولة الانقلابية واعتبرها خروجا على التقاليد العدلية واتهامات جزافية من حزب لا يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة
وقال في تعميم صحفي ان الاسلاميين لن يصلوا الى مرحلة دولة المواطنة والتعدد الاثني والثقافي والديني الى “قيام الساعة” معتبرا تصريحات نافع استباقا لمجريات التحقيق والعدالة وسخر عبد الوهاب من رفض المؤتمر الوطني للمحاولة التخريبية في وقت وصل فيه الى سدة الحكم بواسطة انقلاب عسكري وقال ان حزبه لا يرغب في سلطة غير قائمة على الديمقراطية والتداول السلمي للحكم.