الاغتيالات السياسية بين الشرعية الدينية والثورية

الاغتيالات السياسية بين الشرعية الدينية والثورية
النور ادم ابكر
[email protected]
في التاريخ الاسلامي أن كعباً بن الاشرف كان يؤلب القبائل لقتال النبي عليه الصلاة والسلام،فأرسل الرسول (ص) مجموعة بقيادة محمد بن مسلمة فتربصت به وأغتالته.
– ربما يؤرخ لهذه الحادثة بإعتبارها أول اغتيال سياسي في الاسلام.
– وعندما يصرح رجل بقمامة ووزن نافع علي نافع مراراً وتكراراً بأن الجبهة الثورية تخطط لاغتيالات ضد شخصيات في الحكومة السودانية…فهذا يعني أمراً واحداً …أن اغتيالات ستحدث.
– لاندعي الغيب ولكن معرفتنا بالسياسة علمتنا ان حدوث أي عمل سياسي لابد ان يسبقه تمهيد بمستوي الحدث.
– وكشف أي مخطط يهدف لامرين … لابطال المخطط بكشفه أو لايجاد رأي عام له.
– ربما الخلفية الامنية لنافع تجعله مدركاً بأن السياسة العالمية تحركها أجهزة الاستخبارات العالمية.
– والاغتيالات وسيلة رخيصة وسريعة لاحداث التغيير السياسي.
– ولايغيب عن أذهاننا حادثة اغتيال الراحل جون قرنق الذي اغتالته الاستخبارات الامريكية بهدف اصابة الوحدة في مقتل…ونجحت في ذلك.
– والراحل خليل ابراهيم الذي ادعت الحكومة السودانية اغتياله…هنالك مؤشرات قوية علي مشاركة دول اقليمية وأجهزة استخبارات عالمية في أغتياله…جهات يهمها ان لايسقط المؤتمر الوطني…وان تبقي حالة التوازن المسلحة بين الحكومة والمعارضة علي حالها الي حين.
– ومن الطريف أن أكثر عمليات الاغتيال الفاشلة المسجلة في موسوعة غينس للارقام القياسية …مسجل بإسم فيدل كاسترو الرئيس الكوبي…الذي تعرض ل 638 محاولة اغتيال فاشلة منذ عام 1959م وحتي تنازله عن الرئاسة 2006م …وكلها قادتها ال CIA بمعاونة بعض المعارضين الكوبيين… واستخدمت فيها كل الوسائل مثل القناصة،المتفجرات،السيجار السام الي العبوات الناسفة وإحداها وضعت داخل كرة بيسبول.
– واذا وضعنا الاغتيالات السياسية في ميزان الشرع…نجد ان النبي عليه الصلاة والسلام (كرجل دولة)استخدم اسلوب الاغتيال السياسي اكثر من مرة.
– الجملة بين القوسين أعلاه مهمة للغاية لمعرفة الحكم الشرعي للاغتيالات السياسية.
– اذ لابد من التفريق بين مرحلتين في الاسلام.
– مرحلة ما قبل الدولة أي مرحلة الدعوة الي الاسلام (مكة) …ومرحلة ما بعد تكون الدولة (المدينة).
– وكل مرحلة من هذه المرحلتين لها حكم يختلف عن الاخري.
– فخلال مرحلة الدعوة الي الاسلام (مكة) لم يستخدم النبي عليه الصلاة والسلام مطلقاً الاغتال السياسي،بل كان ينهي عن استخدام القوة المادية بكافة اشكالها ضد مشركي مكة.
– وذلك كان واضحاً عندما عرض عليه أهل بيعة العقبة الثانية أن يأذن لهم بمقاتلة أهل مني بالسيوف فأجابهم (لم نؤمر بعد).
– والنبي عليه الصلاة والسلام لم يستخدم اسلوب الاغتيالات السياسية في مكة مع مقدرته علي ذلك…لان المسلمون في تلك المرحلة كانوا أشبه بالمجموعة الدعوية.
– من هنا كان الحكم الشرعي بأن استخدام الاعمال المادية والاغتيالات من قبل الجماعات والاحزاب والحركات لايجوز.
– قال تعالي: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) الانعام الاية 151
وكلمة بالحق هذه قصرت علي الدولة…هي وحدها المناط بها تنفيذ هذا الحق.
– وبعد ان هاجر النبي عليه الصلاة والسلام الي المدينة وكون الدولة الاسلامية…نزلت آيات الجهاد لان القتال منوط بالدولة…واستخدم النبي عليه الصلاة والسلام اسلوب الاغتيال السياسي اكثر من مرة…وتنوعت ما بين استهداف معارضين وقيادات وملوك…ويمكن الرجوع في كتب السيرة لقصص اغتيال كعب بن الاشرف – سلام بن ابي الحقيق – عصماء بنت مروان- الاسود العنسي.
– وقصة اغتيال الاسود العنسي توضح لنا ان النبي عليه الصلاة والسلام استخدم اسلوب يشبه الانقلابات العسكرية.
– فالاسود العنسي واسمه عبهلة كان ملكاً في اليمن وله جيش كبير ويسيطر علي اراضي واسعة.
– عملية اغتيال عبهلة او الاسود العنسي قامت بها مجموعة من المسلمين بمساعدة قائد جيش عبهلة ويدعي قيس بن يغوث،وزوجة عبهلة وتدعي ازاد…وازاد هذه كانت زوجة احد قادة اليمن ،قتله عبهلة وتزوج امرأته ،لذلك كانت تضمر له السؤ…وهي التي دلت المجموعة علي ممر سري في الناحية الخلفية لقصر عبهلة…تسللت منه المجموعة المهاجمة واغتالته داخل غرفته،وبذلك انهارت دولة الاسود العنسي وبسط المسلمون سيطرتهم علي اليمن.
– مما سبق نخلص الي ان الاسلام قصر الجهاد…الاغتيالات السياسية…وكل الاعمال المادية علي الدولة فقط وبأمر السلطان (الحاكم) (الرئيس) او كما يحلو للاخرين تسميته.
 
………………..والله أعلم…………….. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *