وجهت الادارة الامريكية امس الاول عبر اعلان رسمي نشر علي موقع البيت الابيض الامريكي ضربة قاصمة لاحلام اليقظة المتواترة لنظام الحكم القائم في الخرطوم عن امكانية التطبيع مع الولايات المتحدة الامريكية والذي ظلت تروج له الكثير من الدوائر داخل النظام علي شكل رسائل بطريقة تصور الامر وكأن الاخرين يعتمدون عليهم بصورة اساسية في قضية الحرب علي الارهاب وقضايا الهجرة وهو امر فيه جزء من الحقيقة ولكن ليس بالحجم الذي تروج له حكومة الخرطوم وبعض اعوانها الذين ظلوا لايخفون طربهم وفرحهم بالتطبيع المزعوم كل ماذكر اسم السودان علي لسان اصغر موظف في اي دائرة امريكية علي الرغم من العنوان الواضح للقضية والمتمثل في رفض الولايات المتحدة التعامل مع الرئيس السوداني باعتبارة احد مطاريد العدالة الدولية واشياء من هذا القبيل.
ولكن السدنة الكرام وموظفي الاعلام الرسمي في الخرطوم ظلوا يغضون الطرف عن هذه الحقيقة في ظل قبولهم بهذا الحد الادني المهين في التعامل بين البلدين علي امل حدوث معجزة تغير الامور.
حيثيات القرار الامريكي المشار الية تقول بكل وضوح ان الرئيس الامريكي يقول :
“Sudan is an unusual extraordinary threat to the national security and foreign policy of the United States”
” ان السودان لايزال يشكل تهديدا استثنائيا وغير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة “
فماذا بعد ذلك وماذا تبقي لهم وهم وحدهم المعنيين بتقييم العلاقة التي بينهم وبين الامريكان ومايجري في الكواليس وفي الغرفة المغلقة وقصة اللقطات المصورة التي تجمع بين شخصيات عسكرية رفيعة من هنا وهناك والتي يكشف صدور الامر التنفيذي الامريكي الاخير انها كانت محض مقابلات روتينية بين موظفين و ليست لها علاقة بالعلاقات الثنائية والسياسية المفترضة بين البلدين كما ظلت تصورها عمليات النشر المخادع المتواتر من بعض الجهات الاعلامية الموالية لنظام الخرطوم.
قرار الادارة الامريكية والعبارات القاسية التي وصفوا بها نظام الخرطوم تجعله مكشوف الظهر تماما في توقيت حرج في ظل تنامي الاحتجاجات المطلبية الداخلية وتدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ومع ذلك يجب ان يدرك من يهمهم الامر ان الطريق الي الخرطوم لايمر عبر واشنطون التي اصبحت تتعامل بعقلية التاجر والبقال الشاطر في الازمنة القديمة .
عملية اعادة بناء مؤسسات الدولة القومية والسلام والاستقرار في سودان مابعد الانقاذ والذي قد ياتي بعد انهيار مفاجئ وغير محسوب للنظام يحتاج
اول ما يحتاج الي صيغة قومية والي جهد خارق وتحليل سليم وادارة واقعية للازمة واحتواء اي فراغ وقطع الطريق علي احتمالات الفوضي والحفاظ علي المتبقي من كيان الدولة السودانية في ساعة معينة اتية لاريب فيها لكنه لا يحتمل ترف الشعارات والمعالجات الانصرافية.
محمد فضل علي .. كندا
[email protected]