الاخوان المسلمون بيان للشعب السوداني الابي عن رفع الدعم عن المحروقات

يمر السودان بمرحلة عصيبة هذه الأيام لا سابقة لها من قبل وقد تنكبت الحكومة الجادة حينما وقعت اتفاقية الخراب الشامل في نيفاشا دونما اخضاعها لأبجديات الدراسة الواعية ، فضاع على إسرها جزء غالي من السودان بما فيه ثروات نفطية وطبيعية فأودت بنصف بترول البلاد آنذاك وضاع النصف الآخر بعد الاستفتاء الأحادي للجنوبيين ذلكم الخطأ الاستراتيجي القاتل ، وجاءت الطامة الكبرى بعد إغلاق أنابيب النفط لتسقط قيمة الجنيه السوداني الى أدنى مستوياته أمام العملات الأجنبيه مما انعكس سلباً على وضع المواطن المعيشي بالارتفاع الجنوني لضروريات حياته المعيشيه وأصبحت الأسواق محرقة ألهبت وجهه البسيط ، مما أضطر الحكومة لزيادة السعر الموازي ذلكم الحل الكارثي والذي وجد فيه المواطن نفسه أمام حرب ضروس لمجابهة تعليم أبنائه وعلاجهم وهو لا يملك الحد الأدنى لتوفير قوته اليومي.
ثم تاتي الحكومة بثالثة الأثافي في وقت وجيز لتتحدث عن رفع الدعم عن المحروقات وزيادة أسعارها والذي لا محالة سينعكس على أسعار كل السلع الأخرى وهذه الخطوة ستكون بلا شك قاصمة الظهرللمواطن السوداني ليواجه أخطر مطحنة في تاريخه مما يدخل الحكومة في مغامرة خطيرة غير محسوبة العواقب قد تؤدي الى انهيار أركان الدولة.
إزاء هذا الواقع المرير يرى الاخوان المسلمين:
أولاً: أن تتحمل الحكومة مسؤليتها كاملة تجاه هذا الواقع المرير وأن لا تترك المواطن السوداني يتحمل وزر أخطائها وتخبطها ليزداد جوعاً الى جوعه وفقراً الى فقره وجهلاً الى جهله ومرضاً الى مرضه.
ثانياً : على الحكومة أن تبدأ بنفسها في تقليص الصرف الحكومي البزخي والغير مرشد وذلك بتخفيض أعداد الجيوش الجرارة من الدستوريين وخفض مخصصاتهم العالية.
ثالثاً : على الحكومة ضرب أوكار الفساد بصورة واضحة وجليه وقوية وجادة بكل أنواعه المالي والاداري والاعلامي والاخلاقي واسترداد الاموال المنهوبة وإعادتها لخزينة الدولة.
رابعاً: على الحكومة رفع الاجور والمرتبات أولاً قبل الشروع في رفع الدعم عن المحروقات وزيادة أسعارها.
وعليه ينبه الاخوان المسلمون الى أن لا يحمَّل المواطن ما لا طاقة له به، وأن تكون الحكومة خادمة للمواطن وليست سيدة عليه ضاربة من نفسها المثل الأعلى مسترشدة بالافذاذ من هذه الأمة من أمثال سيدنا عمر بن الخطاب (لو رتعت لرتعوا)، وعلى المواطن السوداني أن يتحمل مسئوليتة التاريخية بأن لا يسمح بتمرير مثل هذه القرارات الكارثية التى تؤثر على حياته عاجلاً وآجلاً.
“ربنا لا تحمنا ما لا طاقة لنا به” “ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا”
وصل الله علي سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
والله أكبر ولله الحمد
الاخوان المسلمون -الأمانة السياسية
رجب 1433هـ الموافق يونيو 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *