(وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)
صدق الله العظيم
ليس هنالك قبيل من الناس، جمع الرذائل بكل أنواعها، وأحتواها من جميع أقطارها، مثلما فعل تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يحكم السودان اليوم !! ولقد فاقت منكراتهم، وفواحشهم الحصر، وتجاوزت أسوأ التصورات عنهم، حتى شهدوا على أنفسهم، بكل فعل قبيح .. ولأن قضية الأخلاق لا تتجزأ ، فقد كان الفساد المالي، ونهب أموال الفقراء والمساكين، وما تبعه من ترف، وبذخ، وبطر، وتطاول في البنيان، وثراء فاحش، وسط شعب جائع، دافعاً للمزيد من التردي، في معاطن الفسوق والفجور .. ولأن الإخوان المسلمين كانوا ولا زالوا، يتمسحون بالدين، ويضللون به البسطاء، فإن هذا الإستهزاء بأرفع القيم، هو الذي جعل الله لهم بالمرصاد، يتعقبهم بالخزي، فكلما خانوا في السر، إفتضحوا في العلن، حتى تنكشف عورتهم لكل الناس، فيتخلصون م
ن عقابيل تضليلهم.
ولم نسمع قبل الإخوان المنحرفين، بأن سفير أي دولة، خاصة الدول الأفريقية أو العربية أو المسلمة، قبض في جريمة تحرش جنسي .. ولكننا سمعنا بالأخ المسلم الذي تحرش بإمرأة في مركبة عامة في نيويورك، في شهر يناير الماضي، وحين تم القبض عليه، أخرج بطاقة تدل على أنه ملحق بالسفارة السودانية، ليتخلص بها من مسؤولية فعلته النكراء !! والآن هذا أخ مسلم آخر، ودبلوماسي أيضاً، تحرش بفتاة في بار في “مانهاتن” بنيويورك، وحين تم استدعاء الشرطة، حاول الهرب، ولكنه قبض، فأخرج بطاقته الدبلوماسية، كما فعل أخوه من قبل ..
ولقد جاء في التعريف، بهذا الأخ المسلم، المتحرش جنسياً بالفتيات في البارات (حسن إدريس صالح سكرتير ثاني بالبعثة الدائمة لجمهورية السودان بالأمم المتحدة … تحرش بفتاة عمرها 23 عاماً في أحد البارات في ” مانهاتن” .. خريج جامعة جوبا كلية القانون وأخ مسلم من أيام الجامعة وكان يعفى من الرسوم الدراسية … وعمل سكرتيراً لحرم السيد رئيس الجمهورية قبل إلتحاقه بالخارجية ) (وسائل التواصل الاجتماعي 10/10/2017م)
ولو كانت الجريمة الجنسية، حالة فردية، تخص شخصاً معيناً، لما وقفنا عندها، ولما ربطنا بينها وبين تنظيم الاخوان المسلمين .. وذلك لأن الضعف البشري، وعجز كثير من الناس عن السيطرة على شهواتهم وغرائزهم، أمر موجود، كحالات فردية، في كل المجتمعات.. ولكن أن يشتهر بمثل هذه الممارسات، تنظيم كامل، يرفع لواء الإسلام، فهذا ما يجب الوقوف عنده طويلاً !!
وإذا كان الفساد الأخلاقي، قد إزداد في حكم الاخوان المسلمين، فلأن كوادرهم هي التي تمارسه، ولا يتم عقابها.. ولم يحدث في السودان، قبل حكومة “الإنقاذ”، أن انتشر الاعتداء الجنسي على الأطفال، حتى خاف الناس على أولادهم من المدارس ومن المساجد !! وانتشر زواج المثليين حتى عبروا عنه في جلسات البرلمان !! فقد جاء ( وكان أعضاء بالمجلس الوطني أكدوا في جلسة إستماع لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة بالمجلس 1 مايو 2013 ، تزايد حالات زواج المثليين بالبلاد، وتفشي معدلات الاصابة بمرض “الايدز” وتنامي ظواهر الدجل والشعوذة والتطرف. وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي، ان ” البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الأيدز والدجل والشعوذة”)(حريات 31/3/2014م).
وعن أبلغ إدانة من الإخوان المسلمين لنظامهم، في إطار الفساد الأخلاقي، جاء (رسم القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس منظمة أنا السودان د. محمد محي الدين الجميعابي صورة قاتمة للشباب في البلاد وكشف عن دراسة علمية أكدت زيادة أعداد الشواذ جنسيا وانتشار زنا المحارم بسبب ارتفاع نسبة العطالة وسط الشباب وانعدام القدوة الدينية والسياسية منوها الى أن حزبه كان لديه شيخ واحد وهو الترابي واستدرك “ولكن مرمطوه وفقدناه”. وقال الجميعابي في ندوة حول المخدرات نظمتها الأمانة الاتحادية بالمؤتمر الوطني إن الدراسة أثبتت سرعة إنتشار الايدز بسبب زيادة الشواذ وتابع “لو كل أبو ربط ولدو في ضهرو لن يضمن عدم وصول الشواذ اليه” رافضا الافصاح عن احصاءات الدراسة وأضاف ستصابون بالذهول لو ذكرت الأرقام، وانتقد تفاقم زيادة نسبة التسرب المدرسي مبينا إن والي الخرطوم إعترف في حديث سابق معه بأن نسبة التسرب من مدارس الولاية بلغت 66 ألف طالب سنويا، وسخر من المشروع الحضاري بسبب عجز الحكومة عن تشغيل الخريجين)(الراكوبة 21/2/2014م).
هذا هو تصريح د. الجميعابي – والجميعابي لمن لا يعرفه – كان من أبرز قيادات الأخوان المسلمين، في جامعة الخرطوم في السبعينات .. وكما قال د. عبد الحليم المتعافي، في برنامج مراجعات الذي يقدمه السيد الطاهر التوم، كان المتعافي والجميعابي من الكوادر التي كلفت بالاختلاط بالطالبات، غير المحجبات، ومصادقتهن بغرض تجنيدهن للإتجاه الإسلامي !! والترابي، الذي يأسف الجميعابي الآن لفقدانه لشياخته، كان قد افتى لهم في ذلك الوقت، فيما اخبرنا المتعافي، في نفس البرنامج، بأن لا يترددوا في التعامل مع الطالبات غير المحجبات، وتجنيدهن بكل سبيل، لأن أسوأ ما يمكن ان يحدث هو أن يقع أحد الإسلاميين مع إحداهن في ممارسة الرذيلة !! أما إذا ابتعدوا عن الطالبات، فإن الشيوعيين سيقومون بتجنيدهن فيتحولن الى ملحدات، والزنا أفضل من الإلحاد !! هذه هي تربية الترابي، ولهذا حين وصل تلاميذه للسلطة، حدث هذا الوضع المشين الذي اشتكى منه الجميعابي. ومن النماذج أيضاً ما نقلته الأخبار عن الأخ المسلم المسؤول في ولاية البحر الأحمر والذي ضبط وهو يمارس الدعارة مع عدة نساء في نهار رمضان !!
وأسوأ من إنحراف الإخوان المسلمين، عدم محاسبتهم للفاسدين من أعضاء تنظيمهم، فقد جاء (أعفى المشير عمر البشير إمام مسجد أدين في جريمة إغتصاب طالبة وحكم عليه بالسجن “10” أعوام . واصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم ٢٠٦/٢٠١٣. وكانت محكمة جنايات الدويم حكمت العام الماضي على / نور الهادى عباس نور الهادي بالسجن “10” سنوات والجلد 100 جلدة وذلك لإغتصابه الطالبة “ر.ح” . وتعود حيثيات القضية إلى أن المجني عليها حضرت اليه باعتباره “شيخا” لمساعدتها في النجاح بالإمتحانات، وذلك بـ “العزيمة” على قلمها فقام بتخديرها ومن ثم إغتصابها. وتم القبض على المتهم ورفعت الأوراق إلى المحكمة التى استمعت إلى المجني عليها التى أفادت بأن المتهم قام بتخديرها ثم إغتصبها، واثبتت البينات اتيانه الفعل المذكور بما في ذلك فحص الحامض النووى DNA ، وحكمت عليه المحكمة بالسجن والجلد وإستنفذ كافة مراحل التقاضي وقد أيدت المحكمة العليا الحكم)(حريات 29/8/213م).
لقد أساء هذا الأخ المسلم، المتحرش بالفتاة الأمريكية، الى الشعب السوداني إساءة بالغة .. ولا شك أن هنالك مسؤولين أمريكيين، يحاولون الآن، الربط بين الشعب السوداني والتحرش الجنسي !! بل إن هذا الأخ المسلم قد أساء الى الأمم المتحدة نفسها .. فقد جاء (طالب تقرير من منظمة UN Watch باستبعاد الدبلوماسي حسن ادريس محمد صالح من منصب نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة المشرفة على 4500 منظمة حقوق انسان غير حكومية وقال هيليل نوير المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة الأمم المتحدة : إذا سمح للرجل المتهم بالإعتداء الجنسي أن يواصل الإشراف على مئات من منظمات حقوق الإنسان المدافعة عن حقوق المرأة فإن ذلك سيلقي بظلاله على سمعة الأمم المتحدة ككل. وأضاف “إنه الثعلب الذي يحرس الدجاج”)(رابط التقرير: https://goo.gl/afrQJD)
لماذا نجد هذه الجرائم المنكرة، متفشية في تنظيم الإخوان المسلمين ؟! إن تنظيم الإخوان المسلمين يرفع شعارات إسلامية، ولكن ليس لديه أي تربية لأعضائه على قيم الإسلام .. فهم يظنون أن أحدهم لو صلى وصام وحج وزكى، أصبح نموذجاً للمسلم الصحيح، مع أن المنافقين كانوا يؤدون كل الشعائر !! وحين تحدث مرشد التنظيم حسن الترابي رحمه الله عن الفساد في حكومة الإنقاذ، وذكر له محاوره أن هؤلاء المفسدين كانوا تلاميذه، قال أن الاخوان لم يكن لديهم تجربة في إدارة المال العام، ووجدوا في أيديهم أموالاً طائلة، فلم يستطيعوا منع أنفسهم من السرقة !! وقال إنهم سقطوا في الإمتحان لأن المال العام لم يكن ضمن المقرر الذي درسوه وعرفون!! (لقاء الترابي مع قناة الجزيرة في برنامج أحمد منصور) ولم يسأله محاوره: هل تحريم السرقة، لم يكن من ضمن تربيتهم في تنظيمهم ؟! ونحن نسألهم الآن هل مقرر التربية الإسلامية، الذي عرفوه في تنظيمهم، ليس فيه تحريم قتل النفس، والإغتصاب، والزنا، ودخول البارات، والتحرش الجنسي ؟! على ماذا تربى أعضاء التنظيم إذاً، إذا كانوا يفعلون كل هذه المنكرات ويظلون إخواناً مسلمين ؟!
ومن أسباب سقوط الإخوان المسلمين، تعاليهم، وظنهم أنهم أفضل من غيرهم، لرفعهم للشعارات الإسلامية.. والنظر للآخرين على أساس أنهم غير مسلمين، ومن هنا إستحلوا أموالهم، وأعراضهم. فهم يعتبرون أنفسهم مجاهدين والنساء الأخريات جواري لهم !! وهذا ما فعله هذا الدبلوماسي الصعلوك، فهو يعتبر الفتاة الأمريكية كافرة، ولا قيمة لها كإنسان، ولهذا يعتدي عليها !! والتحرش الجنسي، والإغتصاب، جريمة دافعها استحقار المرأة، وإزدرائها، ومحاولة إنتهاكها، لتأكيد إخضاعها وإذلالها .. وهذا يفسر ما قام به الإخوان المسلمون، في المليشيات من إغتصابات في دارفور.
وحتى يؤخذ حق الفتاة الأمريكية، وما لحق بالشعب السوداني من إساءة، فإنا نطالب حكومة الإخوان المسلمين، ألا تكتفي بإبعاد الدبلوماسي عن منصبه، أو نقله الى إدارة أخرى، وكأنه أخطأ في عمل مهني أو إداري .. وإنما يجب أن يعتبر هذا الاخ المسلم مجرماً، ويحاكم وفق الشريعة الإسلامية، التي ظل يدعو لتطبيقها، منذ أن كان طالباً في جامعة جوبا !! والشريعة الإسلامية تعتبر التحرش مقدمة للإغتصاب، ولهذا فهو من ضمن الفساد في الأرض، وعقوبة الفساد في الأرض واضحة في القرآن ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).. فإذا كان الأخوان المسلمين لا يحتملون أن تطبق عليهم الشريعة، فهل يريدونها عصا يلوحون بها للآخرين ؟!
إن تنظيم الإخوان المسلمين، جماعة دخيلة على الشعب السوداني، لا تشبه أخلاقه، ولاتعيش قيمه .. ولقد دمرت هذه الجماعة الفاجرة، حياة السودانيين داخل السودان، بشتى الوسائل .. وهاهي تشوه سمعتهم في الخارج، فهل ترك الإخوان لهذا الشعب، فرصة غير الإعراض عنهم، ثم مواجهتهم، وإزالتهم، وتطهير البلد من رجسهم ؟! قال تعالى (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) صدق الله العظيم.