بقلم// بهاء الدين بشارة شريف
الأنتهازيه في معناها اللغوي مشتق من كلمة (نهز) اي اغتنم. والانتهاز يعني الاغتنام او المبادره. والشخص الانتهازي هو الشخص الذي يتخذ مواقف سياسية او فكرية لايؤمن بها بل فقط لتحقيق مصالح او منافع شخصية ضيقه على حساب معانة الاخرين. وما اكثرهم في زمننا هذا فاحْذَرُوهم هم العدو قاتلهم الله.
فاذا اخذنا الحكومات المتعاقبه على حكم السودان نجد ان معظم الحكومات التي حكمت السودان جاءوا ببرامج واهداف وشعارات معلنة سواء كان طريقة مجئيهم عن طريق الانقلاب او الانتخاب ولكنهم فشلوا جميعا في تحقيق هذه الاهداف. لانهم اصلا غير مؤمنين بهذه المبادي والاهداف التي جاءوا من اجلها بل فقط استخدموا هذه المبادي والاهداف والشعارات كوسائل للوصول الي السلطه.
فمثلا حكومه المؤتمر الوطني (النظام الحاكم في السودان) منذ العام 1989وحتى يومنا هذا. جاءوا عن طريق انقلاب صريح وواضح وبعد الاستيلاء على الحكم بالقوة، القوا بيان الانقلاب المشؤوم في وسائل الاعلام المرئية والمسموعه واكدوا في البيان ان مبرراتهم للانقلاب انقاذ الشعب السوداني من الفقر والجوع وتمكين دين الله في ارض الله . وبشروا بدنو عذاب امريكا وروسيا. ولكنهم نكسوا عن وعودهم وانتهزوا الفرص واغتنموا من اموال الشعب فمكنوا انفسهم في الارض داخل السودان وخارجه وافقروا وشردوا الشعب. ولم يسلم الدين من انتهازيتهم فاصبحوا يفسرون الكتاب والسنه حسب مصالحهم يحرمون ما احل الله تارة ويحللون ما حرم الله تارة اخري ونسوا الاهداف وانشغلوا بالفوائد. ولذلك كان لانتهازهم هذا والانحراف عن المبادئ عواقبها الوخيمة وانعكاستها السيئة على المجتمع من حروبات وفقر وجوع وتشريد اكثر مما كان عليه قبل مجيئهم. وحطموا صمود المجتمع. وافقدوا المجتمع التمييز بين الحقيقة والزيف لكي يصتادوا في الماء العكر
بل ان ممارساتهم الضيقه الافق شكلت مدخلا دفع المجتمع بكل شرائحها وبكل ماتملكه من قيم ومثل وانجازات ضخمة وتاريخ ناصع وحافل الي الهوي.
التنظيمات السياسية والحركات التحررية ايضا لم تسلم من الانتهازين تراهم يعملون في العلن لحساب تنظيماتهم لتحقيق الاهداف الكلية والاستراتيجية للتنظيم ولكن في الخفي يعملون لحساب مصالحهم الشخصية الضيفة من تكوين ثروات و انشاء شركات و……الخ.
عادة يكون الشخص الانتهازي شخص مثقف وعلى قدر من الذكاء ويجيد اللعب علي الاوتار الحساسة عند البشر . ويجيد اللعب بعقول الاخرين. واحيانا يتصف بالتملق في سبيل مصلحته. وهو يشبه المنافق لحد ما. واذا اعتمدت عليه احتمال عن يخزلك كبير جدا. ويمكن ان ينشق منك في اي وقت طالما توقفت مصلحته ويتجه الي جهه اخر راى فيه مصلحته
فاذا اخذنا حركات دارفور التحررية على سبيل المثال نجد ان الانتهازية والانتهازيون انتشرت في الاونة الاخيرة بصورة كبيرة جدا.يضحون بالاهداف الاستراتيجية التي من اجلها ثارت هذه الحركات (اسقاط نظام. تنمية,خدمات,….الخ) ويعملون لحساب مصالحهم الشخصية ومنافع خاصة لاتخدم الشعب السوداني البته. فقط لوظيفه سياديه او مصالح مالية او مكانه اجتماعية متناسين الاهداف. ويتم ذلك على اكتاف الارامل واليتامى والمشردين والنازحين والشهداء والمعوقين. واول ما يشعر بانتهاء مصلحته في الداخل ترى الانتهازي يبحث في مخرج حتى يحقق مكاسب اخرى.
وهنالك شكل اخر من الانتهازين واخطرهم ألا وهو الاشخاص الذين لاينتمون لاي تيار ولا تنظيم سياسي ثابت بل يعرضون انفسهم للبيع في الاسواق داخل السودان وخارجه. يمكن استخدامهم لاتمام صفقات السلام كما حصل في الدوحة1,والدوحة2 وايضا يمكن استخدامهم لتكبير الكوم او زيادة العددية في ميادين استقبال العائدين من الحركات المسلحه وممكن ان تجعلهم حركات مسلحة نفسه. سبحان الله.
وايضا هنالك شكل اخير من الانتهازين ألا وهو الاشخاص الذين ينتمون لمنظومة معينة ويدعون بانهم اتوا لاهداف استراتيجيه كذا وكذا وكذا ولكن في الحقيقة انهم ليسوا كذلك يعملون لمصالحهم فاذا كان منافعهم مستمرة تراهم مستمرون واذا قل المنافع تقل اداءهم. واذا وقفت المنافع انشقوا منك وتركوكا قائما. واثبتت الدراسات ان معظم الحركات التحررية التي فشلت في ادارة بلدانهم بعد تحريرها كان السبب وجود الانتهازين.فبدلا من العمل للمصلحة العامة والتكاتف في مرحلة ما بعد التحرير وبناء وطن سليم معافى. يسعى الانتهازي جاهد لتحقيق مكاسب في هذه المرحلة الصعبة فبعد سنين من الانتهاز ترجع البلد للمربع الاول وتتفجر ثورة جديدة ضد القديمة. فاحذروهم هم العدو الاول قاتلهم الله.
[email protected]