غازي العتباني لـ«البيان»: الكرة في ملعب الحكومة وما حدث إنجاز كبير
الأطراف السودانية توقع على إعلان مبادئ للحوار الوطني
المصدر: دبي – عثمان فضل الله
تمكنت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى من إحداث اختراق كبير في عملية الحوار الوطني السوداني الهادف إلى ايقاف الحرب المستعرة في البلاد منذ العام 2011، وانتزعت الآلية التي يرأسها رئيس جنوب افريقيا السابق تامبو أمبيكي توقيعات أطراف النزاع على اعلان مبادئ في ورقتين متماثلتين أكد فيهما كل طرف على حدة التزامه الحوار وسيلة لحلحلة قضايا البلاد والإيقاف الفوري لإطلاق النار والشروع في مفاوضات سياسية تنهي حالة الاحتقان السياسي.
وبينما هنأ امبيكي الأطراف الموقعة، حبست الخرطوم أنفاسها انتظاراً لردة فعل الرئيس عمر البشير الذي ألزمه الاتفاق بجدول زمني لا يتعدى التسعين يوماً لانفاذ جميع بنوده تمهيداً لإطلاق عملية سياسية تشرف عليها لجنة الوساطة.
الكرة في ملعب الحكومة
وقال غازي العتباني رئيس وفد لجنة (7 7) وهي لجنة انبثقت عن الأحزاب التي وافقت منذ يناير السابق على دعوة الرئيس عمر البشير للحوار الوطني إن «الكرة الآن في ملعب الحكومة» وأضاف غازي في حديثه لـ«البيان» من اديس أبابا ان «الاتفاق الذي تم توقيعه مع الوساطة الإفريقية خلا من دعوات (التفكيك والمراوغة والإقصاء) التي كانت تتبناها الأطراف السودانية كل ضد الاخر» ، وأضاف غازي «ان التوقيع تم بعد مفاوضات ماراثونية مع الفريق الإفريقي عالي المستوى بقيادة الرئيس أمبيكي ومع القوى السياسية والمسلحة التي شاركت بفاعلية في النقاش».
وشدد غازي على ان «التوقيع تم فقط مع ممثلي (7 7) ولم يشمل توقيعاً من الجبهة الثورية. لكن الوساطة وقعت بصورة مستقلة مع مجموعة اعلان باريس وثيقة تحمل نفس المبادئ بما يعني بحسب غازي ان تلك المجموعات السياسية تؤيد من ناحيتها تلك المبادئ وهي على استعداد للمشاركة في الحوار بمقتضاها.
الإنجاز الكبير
ووصف غازي ما حدث بـ«الإنجاز الكبير اذا تمت قراءته بتدبر، لأنه يكسر الجمود السياسي ويفتح باب المبادرة السياسية على مصراعيه ويضع الأسس المبدئية للحوار الجامع».
وبينما لم تصدر ردة فعل من الخرطوم حيال الخطوة، هنأ تامبو أمبيكي، الموقعين على الاتفاق، معتبراً إياه «خطوة مهمة في إنجاح الحوار الشامل في السودان». وقال، عقب مراسم التوقيع، إن «الهدف من هذا الاتفاق هو اتخاذ خطوات للحوار والتفاوض الذي سيتم بين الحركات المعارضة وحكومة السودان لمعالجة القضايا المختلف حولها.
وداخل اروقة الحزب الحاكم رجحت مصادر نافذة تحدثت لـ«البيان» ان تكون خطوة التوقيع تمت بالتشاور مع ممثلي المؤتمر الوطني في لجنة الحوار، غير انها لم تستبعد ان يحدث الاتفاق انقساماً داخل اروقة الحزب، واعتبرت ان موقف البشير هو الفيصل.
8 بنود
وينص الإعلان على ثمانية بنود رئيسة تمثل مرتكزات للحوار الوطني السوداني الشامل، شددت على وقف الحرب للوصول إلى وقف العدائيات ومعالجة الأوضاع الإنسانية باعتباره من أهم أولويات بناء الثقة، والحوار السياسي هو الخيار الأوحد لحل الأزمة في السودان، وتعزيز وتأكيد الحريات والحقوق الأساسية للإنسان، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والمحكوم عليهم في قضايا سياسية .