الحوار على أية أسس؟. ولماذا؟. و وماهي الضمانات ؟. وهي الأسئلة التي يبدو أن حزب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي “يسقط” عند الجلوس للإجابة عنها، فلا يحصدا سوى “الريح”، ولا يلقوا سوى ” ضعف ثقة القواعد الجماهيرية، وحماس الشباب”، و” شكوك الحلفاء”!.
والغريب أن من يقودا الحوار هذه المرة، هم ذاتهم الذين يدعون على الدوام بأسقاط النظام الشيخ حسن الترابي والأمام الصادق المهدي ، الترابي لم يكن يومآ في خانة المعارضه بل هو استاذ في فن التمثيل حتى كدنا ان نصدقه وهو يدعونا على الدوام بأسقاط النظام وهو يضمر لنا غير ذلك فهو من اعطا النظام الشرعية بعد ما شارك في الأنتخابات وهو يعلم بحتمية تزويرها ولكنه كان مصر بمواصلة مسرحية تمكين المؤتمر الوطني في الحكم واليوم هاهو يحمل اجندة المؤتمر الوطني ويهرول الى ام جرس متلحفآ ثوب العار وهو يضع يده في يد كبير الجنجويد موسى هلال ويتبسم مع محمد بشاره وزير العدل فتى النظام المدلل ويظن بأنه اله في هذا الأرض ويحمل في يده اليمن حل ازمة دارفور في ساعه واحده لا غير وفي اليسرى مفاتيح المنايا ايظن انه اله ام يتنزل عليه الوحي ام هذه خطرفات الكهوله..
اما الصادق هذا الرجل برغم المنصب الذي يشغله، ظل بعيداً عن فعاليات قوى الإجماع الوطني، لكنّه هو نجم التفاوض مع الحكومة!، وهو ما يثير التساؤلات حول “الأجندة”؟. وما يزيد الاستفهامات علامات أخر، ونخشى أن يقود الحوار في نهاية المطاف إلى ” خلافات بين قيادات الحزبين ، مثلما يبدو بين الأمين العام و ابناء الهامش داخل المؤتمر الشعبي ورئيس حزب الأمه والطلاب والشباب في حزب الأمه ، وهو ما يهدف إليه “المؤتمر الوطني”، وذلك بقسمة الحزبان، ما بين مشارك، ورافض للمشاركة، وبالتالي إضعاف دورهم ، مع ازدياد مساحة الشك بينهم، وبين قوى الإجماع الوطني، وقوى “التغيير”، وعندما يدرك المؤتمر الوطني ذلك، ويشعر بالأمان، واستباب الأمن، سيكون حزب الأمة والمؤتمر الشعبي ؛ أول ضحايا “المؤتمر الوطني ” ما بين تكميم أفواه، وسخرية صحف عنصرية موالية للنظام”، وما بين ” معتقلات” وضرب .
وهاكذا يتواصل المسلسل الكئيب بنفس التفاصيل المملة….ويواصل الجمهور المتابعة بنفس الغباء واللامبالاة واحيانا يذرف الدموع تعاطفا مع هذا الطرف اوذاك…يبدو اننا موعودون بايام اشد سوادا مما شهدنا خلال ال25 سنة التي خلت طالما ظل اخوان الشيطان هم اللاعب الوحيد في مسرح العبث السوداني وطالما قبلنا ان يكون مصيرنا مرهونا بنتائج حوار النخب النيليه الفاشله وأصحاب المشرع الأسلامعروبي بين اجنحتهم القذرة فحوار الوطني والأمه و أشواق الاسلاميين للوحده وغيرها من سيناريوهات الاسلاميين البائسة لن نجني من ورائها الا ثمارا مرة وخسرانا مبينا فان اصر الشعب السوداني علي لعب دور الجمهور المغلوب علي امره واذا اصرت قواه الحية والمعارضة علي الاكتفاء بالبيانات والشجب والتنديد والتوعد والوعيد ، عندما يتأزم الوضع لدى المؤتمر الوطني ” يلجأ “الانقاذيون” إلى المناورة عن طريق الحوار عندما تشتد الأزمات، ويحكم الحصار حولهم، وهو ما يبدو اليوم بسبب ” انهزام النظام في معاركه الأخيره في كردفان ودارفور من قواة الجبهه الثوريه والذي تزداد درجات ضرباته مع مرور الأيام ووالضربه الموجعه التي تلقتها الأنقاذ في هبة سبتمبر من ابناء الشعب السوداني العزل ،والوضع الأقتصادي المتردي ” ، لجأ النظام الحاكم لحلفائه من احزاب النخبه النيليه الفاشله الذين يحملون ويحلمون بمشروع الأسلام السياسي للبحث عن مخرج توهمآ منها بأن لدى هؤلاء الحل .
والدلائل تشير إلى رفض ابناء دارفور داخل المؤتمر الشعبي الحوار بدواعي ان النظام مازال يقتل ابنائهم وابائهم واخواتهم لكن الشيخ وابناء النخبه النيليه كان ردهم في لقاء الثلاثاء في منزل الشيخ بضاحية المنشيه (ان الباب بفوت جمل والماعوز داك الشارع وانتو ناس جهويين وانتو نسيتوا التاريخ العملوا التعايشي في ناس الشمال هم اتسدو حقهم وهسي بقيتو درون ) هكذا كان يتحدث الشيخ مبررآ لمايفعله النظام في اهلنا في دارفور من قتل واغتصاب وعلي اهلنا التعايش ونسيان كل المرارات التي عشناها بسببه وهكذا بانت نواجز المؤتمر الشعبي بهيئته الحقيقيه وهي تحمل في براثنها العنصريه النتنه ولم اجد في حياتي السياسيه تنظيم يحمل كل هذا العنصريه تجاه ابناء دارفور مثل هذا التنظيم وفي القريب سوف ينشق الشعبي لأن فيهم من استوعب الدرس وعرف ان الشعبي والوطني كلهم اوعيه لأبناء النخبه النيليه الفاشله وانهم مجرد حمالي اباريق داخل مشروع النخبه النيليه وان الدين ما هو الا ماعون يسرق به دماء ابنائهم ، اما داخل اروقة المؤتمر الوطني وعلى مستويات مختلفة هناك بعض الأفراد لا يريدون ولا يقبلون اي حوار يفضي الى تغير بأتاحة الحريات وهؤلاء هم من أجهضوا من قبل اتفاق التراضي الوطني، وأجهضوا اتفاق نداء الوطن، وابوجا وما داموا موجودين فسيغلقون الباب أمام هذا التفكير ، حتى الأن لم نسمع لهم صوتاً فيما يتعلق بموضوع الحوار، والحكومة الأنتقاليه ، بل على العكس تماماً، نسمع أصواتاً مثل أصوات الدكتور نافع علي نافع، والدكتور مندور، وهي أصوات؛ تتوعد بسحق المعارضين، ورغم ذلك ورغم النظام يقتل الطلاب ويعتقل بعضهم لا يزال “الأمة” و الشعبي “يحاوران” برغم تجارب” نداء الوطن”، و”التراضي الوطني”، وابوجا والدوحه وهلم جرا من الأتفاقات و في هذه الأوقات العصية، وبلا نتيجة، سوى أن يكونا” مراقة ” للمؤتمر الوطني حال دخول النظام في اذمه ، وما أن يخرج من ازمته حتى يعود إلى “عادته القديمة”، ومن “خلّى عادتو قلت سعادتو”، والغريب ان الاسلامين يطالبو حركات المقاومه الثوريه ان تأتي وتتحاور بالداخل وان حسن النيه هو الضامن لكل هذه المهازل لماذا لا يذهب الشعبي والامه ز الوطني للحوار في كاوده .
إن مايحيط بإسلاموي السودان أشبه بفرفرة مذبوح يلفظ أنفاسه الأخيرة ، فكل هذا الهرج والمرج في خذعبلات الحوار يكشف عن حقيقة واحدة وهي إعتلال العقل عند إسلاموي السودان حيث لم يكن إلتقاء الكاهن الديماغوغي حسن الترابي وحواريه والديكتاتور البشير من جديد إلا محاولة لإعادة الحياة لجثة الإسلام السياسي في السودان وتوهم أن يكسو عظمه الرميم لحم السلطة بعد أن سقط مشروعهم وسقطت شخوصه وقادته ومنسوبيه سقوطا مدويا في جرائم الفساد والإستبداد والتسلط والظلم والقتل وتفكيك الوطن وتحطيم شعبه ، خمسه وعشرون عام مارسوا خلالها هذه الجرائم وكان الكذب والخداع والتضليل سياسة وممارسة يومية يتقنون ويجيدون حرفتها من غير أن يهتز طرفهم او يوخذهم الضمير في أن احد لن يصدق ترهاتهم بإستهداف الإسلام والمؤامرات الصهيونية والثوابت الوطنية و سواها من طنين افواههم القذرة التي درجوا علي لواكتها ، حيث لم ينفكوا عن عادتهم وهم في غرغرات الموت الإسلاموي العظيم والذي ظل ينخر في داخلهم بعوامل الفناء الذاتي الذي حمل بذرته مشروعهم الديني العقيم الذي انتجته عقل معتل وافكار خربه مشروع يقوم علي الحرب والتطرف ومصادرة الحريات ونشر الجهل والتخلف ومعادة للعلم والإنتاج و يضطهد الإنسان ولايعترف بالدولة والشعب والديمقراطية والعدالة والمساواة ، فمن المنطق أن مشروع كهذا أن يدمر صاحبه حتي وأن ضعفت المباضع علي إجتثاثه.
وهاهم اليوم وهم في موتهم السريري يكتبون نهايتهم والتي تشهد عليها اقتلاع جذورهم في مصر وتونس والمحاصرة الإقليمية للتنظيم الإخواني الضال ، وجفت مواردهم المالية التي تقربوا بالدين من اجلها ليرضعوا من اثدية الدولة السودانية فماعادت مع النهب والفساد والتقسيم والحروب الأهلية يجدون منها قطرة يصطرعون عليها إلا من خلال مسرحية الحوار و الإرتهان لإرادة قطر في أن يكونوا فرس رهانها الإسلاموي الذي يسند قفا اخوان مصر ويعيد تنظيمهم من جديد ، وهذا مالن يحدث لأننا ببساطة نشهد الآن زوال عصر الإسلام السياسي في المنطقة ، فأي محاولة إدعاء علي طريقة الأفلام الهندية بأن يعود البطل من موته حيا مرفوض فالسودانيون لايرون ذلك إلا بعاتي وشبح وهلام وشخصية منبتة ومسخ لاوجود له سوي ضلالات وأوهام ابتدعتها المخيلة الشعبية.
فمسوحات الزيف الإسلاموي للنظام التي تنطلق من منابر الضلال ورجال الهوس الديني والتنادي تحت مسميات اهل القبلة ، كل ذلك محاولات جزافية للعقل المعتل للأسلامعروبي السودان للتعامي عن حقيقة سقوط مشروع الإسلام السياسي في السودان والذي لن تقوم له قائمة وإن حاول النظام تجيير نفسه بزيارات كهانة الإسلام السياسي من المركز الأيدولوجي في مصر والسعودية
ومن جهة أخري تقترب نهاية فصول مسرحية الهذر وخطاب الوثبة بتشكل حكومة دينية بإمتياز يجتمع كهنة وشيوخ معبد الإسلام السياسي من النخب النيليه الفاشله وجنرالات إنكشاريته من العسكرتارية في القصر الجمهوري والبرلمان وفي الولايات يتقاسمون ماتبقي من جيفة الأمول والممتلكات والموارد والإمتيازات وسينهبونها اصطراعا بعد أن قضت فسادا وانهيارا إقتصاديا محاصرا بالأزمات والحروب وسيحاولون فرض سياج ايدولوجي وخطاب سياسي كهنوتي هذيل ومرتعش يتصف بالإضطراب والضعف والهذيان وذلك لإفتضاحه تاريخيا ولصراعهم ماضويا في سلطة لم تكن لهم وإنما اعتدوا بليل عليها واعلنوا من بعد ذلك مقولتهم الشهيرة في القصر رئيس وفي السجن حبيس فهل من بعد ذلك تصدق انفسهم أنهم يصدقون بأن الشعب صدقهم في حكومة قومية ووثبة وحوار لأجل الوطن الذي مزقوه بأيدولوجيتهم الغابرة وبإنقلابهم المشؤوم ، لعمري أن هذا الحوار والوثبة ماهي إلا تأكيد أخير بأن الإسلام السياسي يقبر نفسه بنفسه ، فقد أتاح فرص سانحة لتلك النهاية :- أشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قديس ، فما أجتمعوا إلا لتكون نهايتهم علي هذي الشاكلة لا اعلم الى متى يسكت طلاب وشباب حزبي المؤتمرالشعبي والأمه لكل هذا الهرج من الحوار والصراع حول القمامه
فقط امتلكوا زمام المبادرة …قولوا كلمتكم ولا تلتفتوا لسيناريوهاتهم الغبية فقد كان عهدنا بكم وانتم تتوسدون معنا في المعتقلات والسجون صبركم وصمودكم ورفضكم كل الأغرائات التي قدمت لكم بأسم الدين فلماذا كل هذا الخنوع ولقد ظللنا نسمع منكم وانتم تردون للطغا لا فلما انتم صامتون في وجه الطغاء الأن
بقلم محمد عثمان (حـــــــــمتـــو )