الأستاذ عبد العزيز ابو نموشة مقرر المجلس القيادي لحركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي في حوار شامل مع ( جريدة التحرير ) حول مسار الثورة السودانية .

حاوره : صديق حمدان
يشكل الحوار الصحفي مدخلا اساسيا لسبر أغوار الحراك السياسي و الاجتماعي. التحرير خصصت مساحة ثابتة لإجراء سلسلة من الحوارات الهادفة إلى استجلاء مواقف و رؤى قادة العمل السياسي و الاجتماعي في السودان.
 نستهل حوارات الإصدارة بإستضافة الاستاذ  عبدالعزيز ابونموشه مقرر المجلس القيادى لحركة / جيش تحرير السودان قيادة مناوي  . الاستاذ أبو نموشة من مواليد قريضة ، جنوب دارفور و كان من أوائل الثوار الذين قادوا الكفاح المسلح في دارفور . يسعدنا أن نرحب بك القائد الأستاذ عبدالعزيز أبونموشة  و يشرفنا كثيرا بأن تكون اول ثائر فى سلسلة حوارات التحرير –  أولا يسعدنى أن ترى إصدارة التحرير النور وأثمن وأقدر لكم هذا الجهد العظيم ويشرفنى أن أكون أول من تحاوره الإصدارة. وسعيد بإتاحتكم لى الفرصة لتحية شعبى الوفى لوطنه الشعب السودانى متمنياً أن يكون هذا هو آخر عهد لهم مع الديكتاتورية والشمولية وحكم الفرد. ونتطلع الى غدٍ يحمل الأمن والسلام والإستقرار فى كافة ربوع سوداننا الحبيب .
 –  القائد أبو نموشة ما هى قراءتك لانتفاضة سبتمبر الأخيرة التي انطلقت بعد رفع الدعم عن اسعار المحروقات؟
أولاً أود أن أترحم على أرواح الشهداء سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته. وأعزى كل أم أحرق قلبها بفقد فلذة كبدها، على أيدى هؤلاء الطغاة. متمنياً عاجل الشفاء للجرحى والمصابين كما أحى صمود الشرفاء فى المعتقلات, و ضحايا النظام في معسكرات اللجؤ والنزوح. و تحية حارة للمرأة السودانية لبسالتها وتقدمها ومشاركتها الفاعلة فى الثورة. كما أرجو أن أذكر الثوار الشرفاء ونفسى أن أرواح هؤلاء الشهداء ستظل ترفرف فوق رؤوسنا لتذكرنا بضرورة انجاز الثورة التي ضحوا بأغلى ما يملكون من أجلها.
> فالهبة الشعبية فى 23 سبتمبر صنعها شعبنا و لبت أشواقنا وإتسقت مع هدفنا الجوهرى وهو إسقاط النظام و إعادة بناء الدولة السودانية، وهى امتداد طبيعي للحراك الثورى المسلح ونتاج حتمى لعقلية النظام القمعية و فرض رؤية أُحادية الجانب فى بلد متنوع بتنوع السودانيين، الأمر الذى دفع بالنظام للدخول فى أزمة إقتصادية حقيقية، أزمة لا يمكن للنظام أن يخرج منها إلا بسقوطه، لجأ النظام لإتخاذ حزمة من التدابير لإنتشال نفسه من هذا الوضع الإقتصادى المذرى، الذى وصفه كثير من المحللين السياسين والإقتصاديين بالإنهيار الإقتصادى ومن بين تلك التدابير رفع الدعم عن المحروقات وهى القشة التى قصمت ظهر البعير وجعلت الشباب السودانى يخرج فى مظاهرات تلقائية عمت جميع مدن السودان ووجدت تجاوب كبير من كل القطاعات وفئات المجتمع ولكن هنالك جملة من العقبات يجب تداركها لتصل الثورة الى غايتها بأقل التكاليف وأقصر المدد، أولاً لا بد من تنظيم ووجود قيادة موحدة لهذه الثورة ، الثورة فى حاجة الى دعم مادى ومعنوى يحفّز الشباب للمواصلة ومحاصرة النظام. فعلى القوى السياسية بما فيها الجبهة الثورية يجب ان لا تقف متفرجة لإنتظار ما يسفر عنه هذا الحراك الثورى السلمى، على هذه القوى إتخاذ موقف واضح وداعم يقلل الخسائر ويعجّل بنهاية هذه العصابة الجاثمة على صدر الشعب لربع قرن من الزمان تفسد وتفرق وحدة شعبنا وتنهب وتبدد أموال وثروات الوطن. ثانياً الأنتباه جيدأً لسياسة فرق تسد التي ما فتأ النظام يمارسها لتمكينه من البقاء فى سدة الحكم. فالثورة مستمرة ومنتصرة لأن أسباب أندلاعها مازالت قائمة والنظام عاجز عن قمعها لأنها خارجة عن سيطرته.
  – ما هو موقف ودور حركة / جيش تحرير السودان في الانتفاضة و ما يترتب عليها؟
  الحركة قد أعطت خيار التغيير السلمى الأولوية. ومازلنا ندعم هذا الخط سياسياً عبر التواصل مع النشطاء بالداخل لإنجاز هذا الهدف. وقد وجهنا منتسبينا بالداخل والخارج للإنخراط فى هذه المعركة مع بقية الشرفاء للخلاص من هذا النظام المستبد. ونحن ملتزمون بموقف الجبهة الثورية بوقف اطلاق النار فور سقوط النظام والإنخراط فى حوار سياسي لتشكيل الحكومة الإنتقالية. وبما أننا فى حالة حرب مع هذا النظام لأكثر من عقد من الزمان وسنبقى كذلك لحين سقوطه بأي من الخيارات فنحن قريبون من شعبنا للتدخل إذا إقتضت الضرورة ذلك.
  – أعلنت الجبهه الثوريه دعم الإحتجاجات والمسيرات السلمية فى السودان ولكن النظام واجهها بالآلة العسكريه الضخمه مما ادي الي استشهاد عدد كبير من المتظاهرين كما حدث في الخرطوم وولايه وسط دارفور مؤخراً وبقية مدن السودان كيف تنظرون لهذا القمع الوحشي من قبل النظام؟
 نحن لا نستغرب هذا التصرف الوحشى من نظامٍ متعطش للسلطة فقد كل الخيارات أمامه لأنه محاصر دولياً وإقليمياً وكل رموزه مطلوبون للعدالة الدولية وهاهو يفقد الشعب داخلياً الذى أدعى زوراً بأنه انتخبه و فوّضه لحكم البلاد، فالبقاء في السلطة بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، نحن نعلم ذلك والشعب قد علم أن حياته بموت هذا النظام وموته وتقسيم وطنه ببقاء هذا النظام ولعلى أرى أن الشعب السودانى قد أختار باطن الأرض على العيش مع هؤلاء المضللين الكذابين فبرغم القتل والتنكيل والإعتقال فهم ماضون فى الإطاحة بهم لا أشك فى ذلك. نتطلع الى دور من شعوب العالم المحبة للسلام والديمقراطية ليدعم الشعب السودانى للخلاص من هذا النظام لينال حريته وآدميته ويسترد الديمقراطية التى سلبها هؤلاء الإنقلابيون المتسلطون.
 هل تعتقد بان انتفاضة سبتمبر كانت مؤشر لقدرة الشعب السودانى علي إسقاط النظام ؟ و في حال نجحت الانتفاضة الشعبية في إسقاط النظام ما هو موقف حركه/جيش تحرير السودان بعد إسقاط النظام ؟
الجبهة الثورية على تواصل مع قوى السياسية والشباب والفئات الأخرى من الشعب السودانى وقد طرحت مبادرة لوحدة موقف المعارضة لحسم المعركة مع النظام وكما تعلمون أن قوى الإجماع الوطنى أكدت على لسان رئيسها الأستاذ فاروق أبوعيسى إنهم بصدد التوقيع علي الاعلان السياسي والمقترح الذي قدمته الجبهة الثورية السودانية بشان مرحلة ما بعد اسقاط نظام المؤتمر الوطني، وان التوقيع علي هذا الاعلان سيكون خطوة مهمة لإنجاز التغيير.
  – ما هو تعليقكم علي تصريح قائد منطقه نيالا العسكريه الذي امر بقتل المتظاهرين و أكد عدم اعترافه بحقوق الإنسان ؟
  برغم إننا لم نقطع العشم فى وجود قادة وضباط وطنيون فى الجيش السودانى حتماً سينحازون الى خيار الشعب، إلا إن هذا التصريح غير المسؤول من هذا اللواء يؤكد وبكل أسف وجود قادة فقدوا شرف الجندية وحنثوا بالقسم الذى أدوه للذود عن تراب الوطن وأمن المواطن، أصبحوا فقط حماةٍ لنظامٍ سلب الجيش السودانى قوميته وأهليته وباتوا يتبارون في إرضاء النظام وسياساته الخرقاء، وتخصصوا فى قتل وتخوين شعبهم متنازلين عن حدودنا وسيادتنا على أرضنا، وهذا التصريح توثيق مهم يحتاجه شعبنا يوم القصاص لنفسه، تصريح يخالف القانون الإنسانى الدولي وحرية التعبير.
  – ما مدي نجاح الثورة في ظل هذا القمع الذي يمارسه النظام فى مواجهة التظاهرات السلمية؟
  الثورة نجحت بكسر حاجز الخوف، والثورة نجحت بالخطب النارية التى تناولت النظام ورموزه بالنقد المسئول الذي لم يستثنى حتى رئيسهم فى جميع مدن السودان بلا خوف أو تردد، ولو ترائى للبعض أن الثورة قد وقفت، فهذا غير صحيح الثورة قد تخبو لكنها لن تتوقف فهى ما زالت مرجل يغلى فى صدور جميع الشعب السودانى ليثور مرة أخرى، فقد أدار الثوار معركة أخرى معركة الجلود (جلود الأضاحى) خلال أيام العيد لقنّوا فيها النظام درساً سياسياً بليغاً لن ينسوه أبداً بعدما تبين لهم تباعد الشعب عنهم وإستجابتهم لنداء الثوار. فالقمع الذى مارسه النظام فى مواجهة العزل وإتهامهم بالتخريب والفوضى ومحاولتهم اليائسة للعزف علي وتر العنصرية زاد شباب الثورة تمسكاً بموقفهم من النظام وفاءً لدماء من فقدوا من الأصدقاء ومواساة لأسر الشهداء وأمهاتهم الثكالى. بل إن محاولة النظام للنيل من هذه الثورة بدعوى العنصرية ساعد فى توحيد وجدان الشعب السودانى وفضح كذب وتضليل أبواق النظام. ما احب ان اؤكده ان هذا الحراك لن يهدأ قد ياخذ مدة لكنه سينتصر ويقذف بهم الى مزبلة التاريخ. وهنا رسالة أود أن أوجهها الى كل مواطن غيور على تراب هذا الوطن الغالى ووحدته، المطلوب فى هذه المرحلة التقارب بين مكوناتنا الأجتماعية المتباينة التى أستغلها النظام لخدمة مطامعه. ز علينا الإبتعاد عن كل ما يعكر تماسكنا ووحدتنا، فلنتلاحم جميعاً لإجتثاث هذا السرطان و نعود بالسودان وطناً معافى من كل الأمراض، وطناً للجميع نؤسسه بمشاركة الجميع بلا وصاية من أحد.
  ما هو تعليقكم على أحداث خورابشي الأخيرة؟
 احداث يوليو المنصرم التي نتجت عن مقتل 7 وجرح آخرين من قوات البعثة الاممية بدارفور، فهى احداث نأسف لها وندينها بشدة وقد أصدرت الحركة بياناً أدانت فيه بأغلظ العبارات هذا السلوك ومعزياً أسر وأصدقاء وزملاء هؤلاء الجنود، ولأن النظام لا يريد أى تقارب بين القوى الثورية المسلحة مع بعثة اليوناميد بعد أكد القادة تعاونهم مع البعثة فى بيانات أصدروها مرحبين بتعيين محمد بن شمباس رئيساً جديدأ للبعثة خلفاً لإبراهيم قمبارى فبدأ النظام تنفيذ مثل هذه المخططات الإجرامية بواسطة مليشياته ونسبها للحركات الثورية فى دارفور بغية التشوية والإساءة إليها ولكن هذه اللعبة أصبحت واضحة ومكشوفة فمليشيات النظام هى من قتلت هؤلاء الجنود لذلك دوماً نطالب بتوسيع صلاحيات البعثة وتفويضها وفك أرتباطها مع الحكومة لتتحرك بحرية وبلا قيود لممارسة مهامها.
  – في ظل الصراع بين والي النظام عثمان كبر و زعيم المحاميد موسي هلال يقال ان الاخير اتصل بالجبهه الثوريه و تحديدا القائد مني مناوي نائب رئيس الجبهه ورئيس حركه جيش تحرير السودان ماذا يريد موسي هلال من الجبهه ؟
  الحركة ملتزمة بخطها السياسي و منهج الجبهة الثورية فى التواصل مع كل قطاعات وفئات الشعب السودانى وقلنا صراحةً “حتى الأصلاحيون من المؤتمر الوطنى إن تخلو عنه لا مانع من التحاور معهم” بهدف  مبدئية الحوار لإيجاد سودان يسع الجميع بتنوعنا وإختلافاتنا لا إقصاء فيه أو حجر لرأى أحد.
  و اخيراَ شكرا الأستاذ عبدالعزيز ابونموشه علي هذا الحوار الدافئ ونتمني لك التوفيق
  أنا شاكر لكم هذه الفرصة الطيبة وأدعو لكم بالتوفيق لإيصال صوت الحق وكشف وفضح ممارسات نظام الإنقاذ
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *