اغتيال خليل ابراهيم مقدمة لاستقلال دارفور أم سيكون لقوى الوسط راي اخر؟؟
يكمل الشهيد دكتور خليل أبراهيم اليوم 40 يوما على رحيله الذى اصاب جميع المتطلعين الى التحرير والعدل والمساواة والسودانيين الجدد وصعود القوى الاقليمية لمناطق صنع اتخاذ القرار بكثير من الالم في مقابل القوى المركذية التى ظلت لعقود طويلة تسيطر على دوائر صنع القرار في ما يمكن تسميته بالسودان .
وتضاربت الاراء والتعليقات حول الطريقة التى رحل بها (خليل أبراهيم) مابين أيادى خارجية سعت بدفع من حكومة الخرطوم لاغتيال الخليل وما بين أدعاء ظلت تردده حكومة الخرطوم بان الرجل رحل الى العالم الاخر نتيجة للعمليات التى دارت في ولاية شمال كردفان وكانت الغلبة فيها بحسب قولهم لجند الخرطوم .
وبحكم القاعدة الصحفية التى تقدم التشكيك في كل ما يقال حول أي حدث والبحث وعدم الركون الى ماينشره كل طرف , حاولت بقدر الامكان التريث والبحث بشكل مستقل عن هذا الحدث الجلل , وكان مدخلي لهذا التحقيق هو السؤال عن 18 ساعة ضاعت مابين اعلان حكومة الخرطوم ممثلة في ناطقها الرسمي باسم الجيش الصوارمي خالد سعد الذي كان اول من خرج بتصريح يعلن مقتل (استشهاد) خليل أبراهيم في منطقة (ود بندة ) يوم 25 بينما أقرت حركة العدل والمساواة على لسان الناطق باسمها جبريل أدم بلال بان رئيس الحركة (الشهيد) خليل أبراهيم رحلت روحه جراء قصف جوي في يوم 24 ديسمبر وهنا نلحظ فارق الزمن الذي جعلنا نتشكك في رواية الحكومة السودانية خاصة وانها تراجعت عن رواية الناطق باسم الجيش بحسب رواية وزير الدفاع عبدالرحيم حسين الذي قال ان رحيل (خليل ) جاء نتاج لقصف جوي ومما اضعف من صدقية الرواية الحكومية كان قول مدير المخابرات الفريق محمد عطا الذي أشار بدوره الى ان رحيل (خليل ) كان نتاج لعملية استخبارية شارك فيها عناصر من العدل والمساواة كانوا مصادر معلومات القوات الحكومية .
ونسبة لان كاتب هذه السطور كان حضورا في العزاء الذي أقامته حركة العدل والمساواة في مدينة لندن واستمع الى رواية شقيق (الخليل) الذي تم تعينه لاحقا رئيسا لحركة العدل والمساواة والذي رد على تساؤلنا بان (اغتيال) خليل أبراهيم جاء نتيجة لمؤامرة خارجية شاركت فيها دول مختلفة تسلمت أموال طائلة للقيام بهذة المهمة القذرة بحسب تعبيره وقتها واشار بشكل خاص لدول الجوار دون أن يسميها وهو ما كان مدخلى في هذا التحقيق وهو كشف هذه الدول التى رفضت قادة العدل والمساواة تسميتها بشكل واضح وان كانوا المحوا الى بعض منها باشارات ظاهرة .
ومع هذا فاني تسألت عن الدول المستفيدة من رحيل (الخليل) ووضعناها كمدخل لهذا التحقيق وظللت أبحث عن هذه الدول الى ان طالعت لاول مرة تصريحا واضحا يشير باصابع الاتهام لدولة بعينها ساهمت في هذا الاغتيال في الكلمات التى سطرها المبعوث الامريكى السابق للسودان اندرو ناتيوس الذي اشار بوضوح الى ليبيا في مقالته التى نشرتها (فورن بوليسي) وجاء فيها الاتى(منح القذافي الدكتور خليل إبراهيم أحد قادة الحركات الرئيسية الثلاث مبالغ نقدية كبيرة وصواريخ، وبعد موت القذافي وفي 25 ديسمبر قتل خليل ابراهيم في غارة جوية يشاع أن الحكومة الليبية الجديدة زودت الخرطوم بإحداثيات المعسكر الذي يُعتقد أن خليل كان فيه يعد العدة للتحرك بقواته لمهاجمة الخرطوم، ولعل موت خليل منح حكومة الخرطوم مهلة من الهجوم القادم عليها من التحالف الجديد ولكنها مهلة مؤقتة فقط.)
حسنا ناتيوس يشير الى الثوار الليبين بانهم من قدم أحداثيات موقع تواجد خليل ابراهيم ليتم أغتياله لكن هذا لايعفينا عن البحث عن الجهة التى أستفادت من المعلومات التى قدمها ثوار ليبيا وقامت بعملية التنفيذ ونسبة لان تنفيذ عملية (اغتيال خليل ) تمت بدقة عالية لا تتوفر للقوات الجوية السودانية . مما جعلنا نتسأل من هي الجهة التى قامت بعملية تنفيذ الاغتيال وبالرجوع الى الوضع الماثل في ليبيا نجد أن الثوار الليبين الذين يحكمون طرابلس الان ماهم بالرجال المستقلين بارائهم وتصوراتهم لمستقبل المنطقة مما يجعلنا نصوب النظر نحو الجهات التى تسيطر على الوضع في ليبيا من خلف ستار ولديها المصلحة والقوة اللازمة لتنفيذ هذه المهمة ونجد ان فرنسا على راس قائمة الاتهام هذه وهو ما جعلنى اوجه اتهام فرنسا بانها من قامت بعملية تنفيذ اغتيال (الخليل) بهذة الدقة الغير معهودة خاصة وانها لديها قوة جوية متطورة للغاية في شرق تشاد المتاخم لموقع الاغتيال ودفعت بهذه الاتهامات والحجج الى أحد اعضاء البرلمان في فرنسا وهو في المقام الاول صحفي وعمل كدبلوماسي في بلده الاصل في احد الدول الافريقية قبل ان يكون فرنسيا وهو الذى رد على اتهامنا لفرنسا بقوله ( فرنسا ليس من طبيعتها ان تغتال قياديا في مقام خليل ابراهيم بهذه الصورة الفجة وهى ان كانت تريد أغتياله لما غلبتها الحيلة عندما كان خليل موجودا في طرابلس وفي خضم الثورة الليبيبة , ولما تركته يغادر طرابلس , بغض النظر عن الطريقة التى اعلنت بها حركة العدل والمساواة وصول خليل ابراهيم الى أراضي دارفور ) ويضيف الصحفي والبرلماني الفرنسي قائلا ( فرنسا علمت باغتيال خليل من دولة تشاد لحظة اغتيالة وتفاجات بذلك مثلها مثل الاخرين , وعلمنا لاحقا ان دولة تشاد قامت بشكل منفرد أغتيال خليل عبر واحدة من الطائرات المقاتلة والمتطورة التى استجلبتها من أسرائيل بعد أقتحام المعارضة التشادية الى انجمينا , وبعد أن دحرت انجمينا المتمردين على حكم الرئيس ادريس دبي لتقوم بعدها الى استجلاب طائرة متطورة من دولة اسرائيل لمطاردة المتمردين على حكم الرئيس دبي وعلى طريقة مطاردة أسرائبل لناشطى حماس ) وليكشف بعدها ان الطائرات التى تم استجلابها من أسرائيل لمطاردة المتمردين التشاديين , استجلبت لها تشاد مدربين من دولة الجزائر لتدريب طياريها على العمل بها نسبة للتعقيدات العقدية التى منعت تشاد من جلب مدربين من أسرائيل واستعاضت عنهم بمدربين من الجزائر .
ويواصل محدثنا قوله بان تشاد لتقديرات خاصة بها قامت باستخدام هذه الطائرة في استهداف خليل ابراهيم لدواعى تتصل بالرئيس أدريس دبي وحده دون غيره وان فرنسا علمت باغتيال خليل مثلها ومثل الدول الاخرى .
صحيح ان الرئيس أدريس دبي يعلم علم اليقين أن خليل الذي انقذ حكم (ديبي) من معارضيه , لقادر على ان يؤثر على استقرار تشاد باعتبار ان من أنقذ حكمك لقادر على ان يطيح بك وهو أمر ظل يقلق الرئيس أدريس دبي خاصة وان الشهيد(الخليل) يشاركه في العمق القبلي المتمثل في (الزغاوة) التى ينحدر منها الشهيد خليل و(ادريس دبي ) .
صديقنا الصحفي الذي يعمل في كبريات المؤسسات الاعلامية في دولة قطر التى استضافت محادثات سلام دارفور والتى اثمرت عن وثيقة الدوحة للسلام في دارفور لفت نظرى في خضم هذا التحقيق الى ان الرئيس أدريس دبي هبط الخرطوم قادما من (الدوحة) عندما خطب أبنة زعيم قبيلة المحاميد (موسى هلال) في الخرطوم وهى الخطبة التى سبقت مقتل (الخليل بايام ) وابدى محدثى استغرابه من ان وسائل الاعلام ظلت تقول ان (ادريس دبي ) حضر لخطبة أمانى هلال من تشاد !!!.
وهنا لايمكننا ان نغفل تصويب النظر نحو دولة قطر ودورها ومصلحتها في غياب خليل ابراهيم عن المشهد الدارفوري خاصة وان الدوحة تعلم جيدا ان وجود خليل ابراهيم على ميدان المقاومة في دارفور يهدد بشكل كبير السلام الذي ترعاه مع بعض فصائل دارفور والتى رفضها خليل ابراهيم بدوره واعلن نيته أفشال المجموعات التى تدعمها قطر تحت مظلة وثيقة الدوحة للسلام في دارفور .
من ماسبق من أقوال يمكن ان نقول الاتي حول جريمة أغتيال خليل أبراهيم :
1- الدائرة التى كانت تعلم بمخطط اغتيال خليل ابراهيم داخل المؤتمر الوطني والحكومة السودانية كانت ضيقة لدرجة لايمكن تصورها وهو ما يظهر في التصريحات المتضاربة للمتحدث باسم الجيش ووزير الدفاع ومدير المخابرات محمد عطا مما يشير بجلاء ووضوح ان الرئيس السوداني وحده من كان يعلم بمخطط اغتيال خليل ابراهيم الذي يرجح انه أطلع عليه في زيارته لدولة قطر التى استمرت لخمسة ايام لم يشارك فيها بمؤتمر الحضارات الذي أقيم بالدوحة وغاب عنها الشيخ حمد امير قطر الذي كان يتطلع لدور سوداني في سوريا المضطربة يومها وقدم الرئيس السوداني (السبت) ممثلا في الفريق الدابي ودوره المستمر الى الان في سوريا في مقابل انجاح وثيقة الدوحة بتغييب معارضيها وعلى راسهم خليل ابراهيم باي صورة من الصور.
2- تشاد ورئيسها أدريس دبي الذين شاهدوا السلاح الثقيل الذي بحوزة خليل ابراهيم بعد خروجه من ليبيا قبيل سقوط العقيد الغذافي عند مرور خليل باراضي تشاد الى ان وصل وادي هور , شكلت مصدر قلق كبير للرئيس دبي , الذي لم تغب عن ذاكرته نجده خليل ابراهيم لحكمه , عندما سيطرت قوات حركة العدل والمساواة على مداخل ومخارج انجمينا وثبتت حكم الرئيس ادريس دبي في مواجهة معارضية وهو ماعنى بشكل واضح لادريس دبي ان من ثبت حكمك من داخل انجمينا وهو فقير من المال والسلاح لقادر على ان يطيح بحكمك وهو الغني بالسلاح والمال الذي استجلبه (الخليل) من ليبيا وشاهدها من سمح بمرور (خليل) الى وادي هور عبر تشاد وفاء للصلات القبلية بينهم وهو الامر الذي اطار النوم من عيني (ادريس دبي) .
3- ليبيا الثورة التى استقر لها الامر في طرابلس بعد مغادرة خليل , سلمت (اضانها) لالحاح نظام الرئيس البشير الذي دعم ثوارها بالسلاح والاطباء بناء على توجيهات (أمير المؤمنين) الجديد وظن الليبين انه دعم من (الجار المتضرر) من نظام العقيد , وظل مبعوثي نظام البشير يخوفونها بان (الخليل) لقادر على ان يهذ سلطتها بما له من سلاح ومال ورجال وباعتها حقيقة سخيفة مفادها ان الثوار ماكان لهم ان يدخلوا طرابلس لولا مغادرة (الخليل) ليبيا ومع أنهم يعلمون كسلطات سودانية ان جند(الخليل ) كانوا بعيدين تماما عن مجريات المعارك التى دارت اثناء الثورة الليبية , ومع هذا لم يضن الثوار بالمعلومات التى ارسلتها (الوسائل ) التى دسوها في ركب (الخليل) قبيل مغادرته لمطار طرابلس !!!!. مع ان هناك شكوك كثيرة تدور حول مساهمة ثوار ليبيا في عملية اغتيال خليل خاصة وانهم لايملكون من أمرهم شئ وان الامور يديرها شيخ (الجزيرة) .
خلاصة الرحيل هل هي بداية ملامح لخروج دارفور عن الدولة السودانية !!
ان أغتيال خليل ابراهيم بلا شك يفتح الباب واسعا امام دخول ادب الاغتيالات في الحياة السياسية السودانية ويشير كثير من الكتاب والصحفيين في الخرطوم الى ارتفاع درجة التامين حول القيادات العليا بالدولة السودانية وخاصة الرئيس عمر البشير بعد ان هدد عدد من قادة العدل والمساواة بالثار لمقتل خليل , لان كثير من الدوائر الغربية بدات تسريب بعض المعلومات عن دور البشير الشخصي في عقد صفقة (اغتيال خليل).
وماتجدر الاشارة اليه هنا ان المؤتمر الوطني سوق كثيرا لاصدقائه ان حركة العدل والمساواة ستتفكك حال ماغاب خليل عن الحياة الدنيا ولكن وقائع الحال اثبتت عكس ذلك عندما تداركت حركة العدل هذا الحادث بخطوات سريعة تمثلت في تعين الطاهر الفكي رئيسا مؤقتا وبعدها أقامت مؤتمرها وعينت جبريل ابراهيم رئيسا جديدا للحركة وهى خطوات تحسب لها كثيرا ومن جهة اخرى نجد ان اتفاقية الدوحة والمؤتمر الوطني يعانيان اشد المعاناة هذه الايام بعكس ما كانوا يتوقعون فالحزب يعاني من تصدعات كثيرة في ولاية غرب دارفور بعد تعين حيدر قالكوما من التحرير والعدالة واليا وشهدت جنوب دارفور احداثا دامية بعد اقالة (كاشا) والذي تعد اقالته ضربة لسلام الدوحة فهو الوالي الوحيد الذي استقبل التجاني السيسي واخرج له الجماهير في وقت كان يوسف كبر يهدد السلطة الانتقاليه بشكل مبطن وبخروج كاشا تبقى وثيقة الدوحة تحت مرمى نيران الحرس القديم في دارفور الذين قبروا اتفاق ابوجا من قبل.
كثير من المراقبين والفاعلين في الشأن الدارفوري لم يخفوا خوفهم من ان يكون رحيل (خليل) بداية ل(استقلال) دارفور عن الدولة السودانية في ظل ضعف أدوات التغير في مركز الدولة السودانية , وان (الخليل) كان الرابط الاكبر والاوثق لثورة دارفور بمايجري في وسط السودان , خاصة وان (خليل) كان ينظر له على مستويات قاعدة الجماهير السودانية بوصفة احد القادة القوميين الذين ينظرون بشكل صحيح لمشاكل السودان المتطاولة بانها نتيجة لعلة في طريقة تعامل (الخرطوم) مع تطلعات الاقاليم , نظرا لان (خليل) دائما ماكان يقدم نفسه على انه سياسي قومي يسعى لحل شامل في السودان في الوقت الذي كان كثيرون يربطونه بحزب المؤتمر الشعبي في هذا الخصوص, مع ان الرجل كان يتطلع ويعمل لان يكون زعيم المهمشين بحق وحقيقة وبرحيله تظل كل الاحتمالات مفتوحة للقادة الدارفورين الموجودين في الساحة الذين جرب بعضهم الوجود في مركز السلطة في الخرطوم واصابتهم هذه التجربة باحباط مابعده احباط واخرين يرفعون شعار التغيير عبر البدايات الجديده فهل يدفعهم الياس من تطاول أمد التغيير عن النظرة القوميه ويزاحموا الاخرين في رفع الشعار المستتر لاستقلال دارفور ام سيكون لمقبل الايام حديث أخر مع الاقرار بان رحيل خليل ابراهيم ماهو الا خطوة نحو تقسيم السودان (الفضل) وتظل المبادرة بيد الصامتون في الخرطوم الذين بيدهم (قلب) الطربيذة على الجميع (تشادهم وبشيرهم ) واخرين لاتعلمونهم وضمير الشعب يعلمهم ويترحم على (خليل ابراهيم) وايام شباب السودان الواعى حبلى بالكثير !!!
عمار عوض
[email protected]