ما زال الحال هو الحال و الحديث عن اعلام الجبهة الثورية السودانية منذ فبراير 2010 واكتوبر 2013 وهي المدة التي تفصل بين مقالين اثنين كتبهما العبد الفقير يشكو غياب الجبهة الثورية اعلاميا,و كنا نامل ان يتغير الحال , من حيث وجود منبر اعلامي مهني يعبر عن الجبهة ورسالتها ويترجم انشطتها السياسية سواء كانت مسلحة في مناطق العمليات او تلك الانشطة ذات الطابع المدني.
صحيح ان مكونات الجبهة كل له منبر الكتروني يبرز تلك الانشطة ولكن وجود منبر يعبر عن كيان الجبهة حاجة ملحة تمليه الضرورة وتحديات المرحلة و خاصة وان الجبهة الان تعتبر الامل الوحيد للشعب السوداني في ان يكون البديل الشرعي والانسب لحكم السودان , الذي فشلت فيه كل التجارب الحزبية والعسكرية المختلفة في ادارة التنوع الثر الذي يتمتع به وطننا , وركن كل تلك الانظمة الى اصطفافات جهوية واخرى عقدية تدار بامرة تنظيمات دولية لها اجندات ارهابية , مما سبب في تفتت الوطن ونسيج مجتمعه.
ان أزمة اعلام الجبهة الثورية احيانا في المنابر (النيران الصديقة ) التي يدعي القائمين عليها على انهم يعبرون او يعتبرون لسان حال الجبهة لكن هذه المنابر احيانا هي تضر بالجبهة اكثر مما يتصور البعض , سواء ان كان في الانتقائية التي يتناول بها القضايا والانشطة التي تخضع احيانا لاهواء اشخاص بعيدين كل البعد عن روح ورسالة الجبهة .
ويخلطون ما بين مواقفهم الشخصية وموقف الجبهة التي لا تعتمد على اهواء اشخاص.
فالرسالة التي تمليها علينا واجبنا الوطني والثوري ونأمل ان تصل بشكل جيد لقادة الجبهة الثورية , هي ان يسارعوا الى انشاء منبر اعلامي يعبر عن مكتسبات الجبهة ورسالتها التي كثيرا ما تعرضت لتشويه من العدو وحكومة الاقصاء ومليشياتها التي تمتهن القتل وتفتيت تراب الوطن , واملنا الا تقف الجبهة عند الموقع الالكتروني ولكن ان يقفز خطوات نحو قناة فضائية او اذاعة .
هذه الرسالة موجهة بشكل خاص لقادة الجبهة , وان يحذروا من النيران الصديقة وتحدثه من تشويش.
*** هذه رسالتنا السابقة:
الجبهة الثورية السودانية حضور ميداني وغياب إعلامي !!!
شكلت العمليات العسكرية الأخيرة التي قامت بها الجبهة الثورية السودانية حراكا مهما في إطار العمل الثوري والمضي نحو إسقاط النظام , ولا شك ان حضور الجبهة بمكوناتها المختلفة في إطار العمليات الميدانية والضربات الموجعة التي تلقتها حكومة المؤتمر الوطني ومليشياتها في جبهات متعددة من مسارح العمليات في دارفور الكبرى وكردفان والنيل الأزرق في الفترة القصيرة الماضية , أطرت لمعالم الخلاص الوطني الذي ينشده جماهير الشعب السوداني.
ولا يختلف اثنان في أن النظام وجد نفسه عاجزا أمام القوة الضاربة للجبهة التي حررت الكثير من المناطق وسيطرت على كل ولايات دارفور (عدا المدن الكبيرة ) وهذا باعتراف النظام نفسه. , فضلا عن التصدع الكبير في جسم النظام وما يعانيه من صراعات النفوذ ,مما ينبئ بقرب نهاية هذا النظام.
ان الملاحظة المهمة في هذا العمل الجبار والحراك الميداني الفاعل و الذي يجري ينقصه التفاعل الإعلامي من قبل مؤسسات الجبهة, والتي تعنى بالجانب الإعلامي والتي لم تكن بقدر المسئولية والجهد الذي ينتظره هؤلاء الأشاوس الذين قدموا عملا رائعا في الإطار العسكري الميداني , كان من المؤمل أن يوازي هذا العمل حراك إعلامي يبرز مجهودات الجبهة بطريقة تليق بمستوى قوات الجبهة الباسلة.
لا تكفي الجبهة الثورية أن تعتمد على موقع الكتروني بسيط قوام موادها المنشورة بيانات تصدر من هنا وهناك ولا يختلف أحد في ان الجبهة تستهدف في رسالتها الإعلامية جمهور عريض 70% سبعين في المائة من هؤلاء المستهدفين لا يستطيعون الدخول على الانترنت ولا يملكون أدوات استخدامها و معظم الآخرين لا يملكون ثمن الحصول على الخدمة. لذلك من العسير جدا ان تتحدث الجبهة عن رسالتها وهي لم تملك أدوات إيصالها للناس , وأنا اعتقد جازما ان كثير من اللغط الذي يثار حول مشروع الجبهة الثورية وما تلا ذلك من توقيع ميثاق الفجر الجديد والذي يمثل نقطة فارقة في العمل الثوري الجاد , أصابت العملية تشويش واسع من النظام في ظل غياب إعلامي واضح للجبهة , هل يكفي ان تصدر الجبهة ميثاقا دون ان تتبع ذلك حراكا إعلاميا واسعا تدحض بها افتراءات المغرضين وتعضد بها أراء المساندين لذلك الميثاق الذي اعتبره وثيقة مهمة في طريق الخلاص؟؟
وكما الدكتور يوسف الكودة في (طرفة بعد توقيعهللوثيقة ) ان حضورنا هنا ان لم يدث شيئا فهو يكفي أننا أخرجناكم من تهمة الكفر!!
وأضاف شيئا مهما ان التكفير ليس من مهمة الحكومة والعلماء ولا رئيس بلد بل المحكمة.
لهذا كله اعتقد ان الجبهة في حاجة ماسة لمراجعة أداء أمانتها الإعلامية وحتى مضمون الخطاب الذي يقدم للناس أنا اعتقد انه خطاب لا يرقى لمستوى جبهة كبيرة يرجو منها جماهير شعبنا الكثير.
انا لا انتقد شخص أمين الإعلام الذي نكن له كل احترام ولكن في ظل العمل العام من الضروري ان يقوم مسار الأداء , واعتقد أن الجبهة في حاجة لإعادة صياغة أمانة إعلامها بشكل مهني بعيد عن المحاصصة التي تضر أكثر مما تنفع.
كتبت مقالا في فبراير من العام 2011 بعنوان (تحالف الجبهة الثورية السودانية: مطلوبات النفاذ إلى الخلاص )نبهت لهذا الأمر وها نحن نقع في تلك المحاذير
رابط المقال هنا :
http://www.sudanile.com/index.php?op…4-27&Itemid=55
فالمطلوب من الجبهة الثورية الآن وقبل الغد إعادة النظر في أداء فريقها الإعلامي وضرورة إشراك كافة مكونات الجبهة في هذا الهم واعتقد ان كان يمكن لموقع الجبهة قد يكون أكثر فاعلية مما هو عليه الان لو اشتركت كل مكونات الجبهة فيها.
بقي أن نهنئ أشاوس الجبهة الثورية في كافة مسارح العمليات , والتهنئة لجماهير شعبنا.
والله من وراء القصد
حسن إبراهيم فضل
[email protected]