اعتقلت السلطات الامنية السودانية صباح اليوم اكثر من 100 مشيع لجثمان الشهيد على ابكر موسى ادريس الطالب بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم الذي اغتيل امس برصاص جهاز الامن، وتوافدت جموع غفيرة وقيادات العمل السياسي المعارض وقوى الاجماع الوطني والأمين العام لحزب الامة وزملاء وطلاب جامعة الخرطوم وجماهير الشعب السوداني الى مقابر الصحافة في تمام الساعة التاسعة صباحاً، في موكب مهيب لآلاف المشيعين، وبعد ان ووري جثمان الشهيد الارض خرجت الجماهير في شوارع الصحافة تطالب بالقصاص وإسقاط النظام .
واحتشد آلاف الناس منذ الصباح الباكر في المقابر بينما رافقت الجثمان حشود ضخمة يتقدمها قادة القوى السياسية المعارضة ،وبعض رموز المجتمع السوداني ابرزهم الأمين العام لحزب الأمة القومي ابراهيم الامين وعضو مركزية الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف ، الى جانب ، ناشطين وسياسين وقادة التنظيمات الطلابية بمختلف الجامعات .
وردد المشيعون هتافات مناهضة للحكومة ومنددة بقتل الطلاب ومطالبة بالقصاص من قاتل الطالب بالسنة الثالثة اقتصاد علي أبكر موسى ، بينما أكتفت الشرطة بمراقبة المشعيعين من على البعد.
وكانت قوات الامن والاحتياطي المركزي والشرطة تحاصر المقابر من كل الجهات وبعد انتهاء مراسم الدفن بدأت في الاعتقالات العشوائية للمشاركين في التشييع حيث اكد شهود عيان ان عدد المعتقلين تجاوز 100 سوداني وهو ما اكدته منظمة العفو الدولية .
وتواترت الانباء عن خروج مظاهرات متفرقة في عدة مناطق بالإضافة لخروج مظاهرات من جامعة بحري، وأخرى من جامعة الامام الهادي في الجزيرة ابا، فيما علق اجتماع عمداء كليات جامعة الخرطوم الدراسة الى اجل غير مسمى في بيان رسمي، واعتبر طلاب الجامعة بيان الادارة تحيز واضح من مدير الجامعة مع الاجهزة الامنية لمنع الطلاب من ممارسة اي ضغط للكشف عن كادر الجهاز الامن الذي اغتال الطالب على ابكر، كما اعلنت الشرطة عن عدم مسؤوليتها من اغتيال الطالب على ابكر برصاصة في صدرة كما اشارت في البيان الصادر منها بمنع اي نشاط سياسي او تجمع للحركات المسلحة وسط الطلاب، مما يعني حظر نشاط روابط دارفور السلمية في الجامعات، كما ان الاعتقالات اتسمت بجانب عنصري حيث ركز كوادر جهاز الامن على اعتقال المشيعين من دارفور .
وكانت روابط تجمع دارفور نظمت مخاطبة سياسية لشرح الاوضاع بالاقليم في الايام الماضية بعد انتهاء المخاطبة قرر الطلاب تسليم مزكرة للامم المتحدة تطالب بوقف الابادة الجماعية وتقديم مرتكبيها للعدالة على رأسهم مدير جهاز الامن محمد عطا و نائب الرئيس بكري حسن صالح. الجرائم تشمل حرق 51 قرية و إختطاف 45 فتاة و إستشهاد 260 شخص من اطفال و نساء و شيوخ و 350 الف نازح جراء النزاع المسلح بين ميليشيات النظام في مناطق سرف عمرة التي شهدت بداية الصراع الحقيقي يوم 10/3 وبعد نهاية المخاطبة قامت الاجهزة الامنية ممثلة في الشرطة و الامن بإقتحام الحرم الجامعي و اطلقت الغاز بكثافة على الطلاب مما أدى لحالات إختناق عديدة و إطلاق اعيرة نارية لتحصد روح الشهيد الطالب علي ابكر موسى إدريس – المستوى الثالث كلية الإقتصاد و إصابة ثلاثة اخرين بطلقات نارية في الكتف و الفخذ و الراس تم نقلهم للعلاج بمستشفى الخرطوم. قامت الاجهزة الامنية بسحب كل الفورمات و الارانيك التي تستخدم في المستشفى لكتابة التقارير الطبية لجميع الحالات وبإختطاف جثمان الشهيد و تقرير الوفاة مما دفع بالطلاب المحتشدين لإعلان الإعتصام داخل المستشفى لحين تسليم الجثمان لهم و لذويه و إقامة مخاطبة تنويرية بما تم من تنكيل في الجامعة، فما كان من الأجهزة الامنية الا ان تقتحم المستشفى بحاملات جنود و تحاول إستدراج الحشد للصدام داخل المستشفى ثم إنسحبت لخارجها. تم تسليم الجثمان و تقرير التشريح لذويه في مشرحة بشائر حيث رفض ذويه إستلام الجثمان و طلبوا من الطلبة إستلامه الذين قاموا بتاجيل الإستلام ليوم غد صباحا لحين الإعداد للتشييع بعد حصر جميع المصابين و المعتقلين التم إعتقالهم من الجامعة او من داخلياتها التي تم إقتحامها من قبل الشرطة و الامن و طلاب المؤتمر الوطني حتى داخلية البنات المسمى البركس، و تمت مشاهدة طلاب الوطني ينقلون السلاح و الهراوات من داخل مسجد الجامعة لسياراتهم في مشهد اثار حنق و غضب الطلاب لأنه تم على مرأى و مسمع الشرطة.