اعتراف صريح لا يعفي من المساءلة
حسن اسحق
انفرط العقد مجددا مرور اكثر من عقد،علي المفاصلة الشهيرة
التي قادت الترابي مؤسس ثورة الا نقاذ الي تأسيس حزب اسلامي معارض آخر
يصادم به المؤتمر الوطني ،ويتحداه في العمل السياسي العام ويهدد في مرات
عديدة بكشف الاسرار،وبعضها ظهر في في كتاب العشرية الاولي من الانقاذ
.فصل المؤتمر الوطني اعضاءه الاصلاحيين،هذا ما سموا به انفسهم،رافعين
مذكرة للرئيس ،وضعوا النقاط علي حروف الاصلاح الداخلي،كما يتمنوه،من
اعادة اصلاح مؤسسة الحزب ، وحرية المشاركة من دون حظر لاحد، وحريات
الاعلام والقضاء علي الفساد بعد ان تمكن في جسد حزب الرئيس ،وصار افتخار
يردد في مجتمعاتهم الانتهازية. وتلي المذكرة اتساع دائرة التظاهرات
السبتمبرية/ الاكتوبرية ،توفقت بعد القمع المفرط باستخدام سلاح القتل،
انتقد مقدمو المذكرة هذا البطش من قبل الاجهزة،وطالبوا ان يسمح للجميع ان
يعبروا بحرية ،وفتح تحقيق في ذلك . الحكومة تحت سيطرة القيادة المنتفعة
من الصلاحيات والامتيازات ضاقت ذرعا ،لم تستطع التحمل،قوة تحملها كشفته
التظاهرات السابقة. واخيرا فصلهم المؤتمر،فضل الله احمد عبدالله، غازي
صلاح الدين، وحسن رزق ،وجمدت عضوية البقية ليأمنوا شرهم،وشر ذوي القربي
(قبائلهم )، من رفعوا المذكرة 30 عضوا،فصل ثلاثة، ماذا حدث للاخرين، هل
وجودهم القبلي اثر علي قرار الفصل ،هذا ما تظهره الاشهر ؟. في الحقيقة
اقروا بأخطاء حزبهم السابقة وتمنوا الاصلاح في اطار الحزب الداخلي ،ولكن
لم يعترفوا بالكوارث الانسانية في السودان ،ومن سببوها ،ليحاكموا علي
افعالهم وجرائمهم ،ان الاصلاحيين المنشقين ،اول شئ يقوموا به ،ليثبتوا
حقا انهم كذلك،يعترفوا بالاخطاء والجرائم المرتبكة في حق السودانيين
،عندما كانوا في النعيم، وموافقهم بشأن جرائم الحرب والابادة ان تتسق مع
حق المتضررين ،هامشيا وخرطوميا .الاصلاح اذا لم يعقبه هذا، فهو شبيه
بخروج زعيم انقلابهم ،وترأسه لحزب مناوئ ،فلم تأتيه الجرأة ليغسل يديه من
هذا المرض الاسلاموي الانقاذي . هذه الفئة تخشي المحاسبة والمساءلة
،مهما تحدثت عن الاصلاح ،وبعد سنين عجاف يذرفون الدمع ،وضعية ورقة
الاصلاحيين قد تطابق مع المثل الافريقي ،طالما ليس للنمور مؤرخين ، ستظل
قصص الصيد تمجد الصيادين .ان الاصلاح بعيد عن فكرة الحزب ،لانها تثير
بلبلة ،ثم ان حافة الهاوية اقرب الي من يتبادرون بذكرها. فغازي وصاحباه
يجب ان يعترفوا ،ليرسموا صورة جديدة عن فكرتهم المألوفة ،فشجاعة ذلك
بعيدة …..