الشرق الاوسط: أحمد يونس ومصطفى سري
اعتبرت جمهورية جنوب السودان اشتراطات الحكومة السودانية لتمرير نفط الجنوب بتنفيذ الترتيبات الأمنية وفك الارتباط مع الحركة الشعبية غير منطقية، وأكدت أنها لم تتسلم خطابا رسميا من الخرطوم بذلك، فيما هاتف الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت نظيره عمر البشير وقدم له التهنئة بعودته معافى إلى بلاده بعد العملية التي أجريت له في المملكة العربية السعودية، في وقت نفت فيه جوبا وجود أي هجوم من الميليشيات التي يقودها المتمرد ديفيد ياو ياو على ولاية جونقلي. وأكدت أن الأحداث التي شهدتها الولاية تعود إلى سرقة أبقار بين القبائل.
وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده جاهزة لضخ نفطها عبر السودان للتصدير. وأضاف أن عوض الجاز، وزير النفط السوداني، كان قد طلب وقف ضخ النفط بسبب الحرب في جنوب كردفان. وقال «الجاز أو حكومته لم يتقدما بخطاب مكتوب إلينا بوقف ضخ النفط إلى السودان». وأضاف «لن نأخذ حديث الجاز بشكل رسمي حتى يصلنا خطاب رسمي برفض وصول النفط بسبب الترتيبات الأمنية»، مشددا على أن بلاده جاهزة وقامت بكل التحضيرات اللازمة لضخ النفط عبر ميناء بورتسودان للتصدير. وقال «كنا سنبدأ الضخ من الأمس، وبالطبع لا يمكن أن نفتح أنابيب النفط من جانب واحد لأن ذلك سيوثر على الآبار». وتابع «المعارك الدائرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحركة الشعبية الشمالية والقوات السودانية أمر يخص الخرطوم، وهي مشكلة داخلية ليس لدينا دخل فيها».
وكانت الخرطوم قد رهنت استئناف تمرير نفط الجنوب باستخدام البنى التحتية للشمال بقيام الجنوب بتجريد ونزع سلاح مقاتلي الجيش الشعبي في النيل الأزرق وجنوب كردفان، باعتبارهم يتبعون بالأساس لجيش الجنوب، بالإضافة إلى سحبهم داخل حدود الجنوب وإيوائهم في معسكرات لجوء تسهم الخرطوم في نفقات إنشائها. وعرضت الخرطوم مبادلة المعارضين الجنوبيين، الدكتور لام أكول رئيس الحركة الشعبية (التغيير الديمقراطي) المنشق عن الحركة الأم، والجنرال المتمرد ديفيد ياو ياو، المرتبطين بصلات مع نظام الخرطوم، مقابل خطوة مماثلة من جوبا إزاء ثلاثي الحركة الشعبية بالشمال عبد العزيز الحلو ومالك عقار وياسر عرمان.
وقال إن اتفاق التعاون بين الخرطوم وجوبا لم يربط بين الترتيبات الأمنية وعمليات ضخ النفط. وأضاف أن حكومته تعمل الآن ترتيباتها لاستقبال الرئيس السوداني عمر البشير عندما تحدد الخرطوم موعد الزيارة، مشيرا إلى أن رئيس بلاده سلفا كير هاتف البشير أمس يهنئه بشفائه وعودته إلى الخرطوم بعد العملية الجراحية التي أجريت له في المملكة العربية السعودية. وقال إن حكومته سترسل وفدا عالي المستوى إلى الخرطوم لتقديم التهنئة للبشير وحكومته.
على صعيد آخر، قال فيليب أقوير، المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات نهب للأبقار شهدتها مقاطعة تويج الشرقية وبلدة لانكان التي تقع ضمن مناطق قبيلة لو نوير في ولاية جونقلي. وأضاف «ليس هناك أي هجوم من ميليشيات ديفيد ياو ياو على المنطقة، والأوضاع هادئة بعد أن قام الجيش باسترداد الأبقار المنهوبة وردها إلى أصحابها»، مشيرا إلى أن قواته تسيطر على المنطقة، وأن عمليات نهب الأبقار تنشط من حين إلى آخر في المنطقة. وقال «ليست هناك أي توترات أمنية أو عسكرية في المنطقة».
وتعتبر ولاية جونقلي من المناطق الغنية بالنفط في جنوب السودان، وتقوم شركة «توتال» الفرنسية بعمليات التنقيب، وقد شهدت المنطقة أعمال عنف العام الماضي أودت بحياة أكثر من ألفي مواطن ونزوح آخرين، مما دعا الحكومة لتوسيع عمليات نزح السلاح بنشر أكثر من 15 ألف جندي، غير أن المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة تتهم جوبا بأن جيشها ينتهك حقوق الإنسان في عمليات نزح السلاح من قتل خارج الإطار القانوني إلى جانب عمليات الاغتصاب.
وحصل جنوب السودان على الاستقلال عن السودان العام الماضي لكن حكومته ما زالت تكافح لبسط سيطرتها على مساحات شاسعة تزخر بالأسلحة بعد عقود من الحرب الأهلية انتهت في عام 2005.
وكان مشرعون من جونقلي نقلوا إلى «رويترز» أن ميليشيا ياو ياو ستقوم بإرسال قوة من 6000 فرد في ثلاثة طوابير نحو مقاطعات أكوبو شرق وأكوبو غرب وتويك شرق. وقال البرلماني كوتين باياك جيل «إننا نبلغ الحكومة الوطنية وحكومة الولاية والمجتمع الدولي بأن شيئا يجري في ولاية جونقلي، وإذا استمر على ما هو عليه الآن فسوف تحدث كارثة أخرى».
الشرق الاوسط