حسن اسحق
هذا زمانك ما يامهازل فامرحي، اسرة الرئيس عمر تدعو ابنها لعدم الترشح للانتخابات المقبلة، وليستريح من عبء مسؤولية البلاد ومشاكلها، وبلاويها وكفاويها وفتنها والي اخره. انها اسرة الرئيس البشير، هذا الرئيس الذي يحكم لقرابة ربع قرن، وهو يجلس علي مقعد الجمهورية من دون يحس بالمسؤولية الانسانية والا خلاقية تجاه الشعوب السودانية. كيف تدعوه للتنحي والراحة علي جماجم الابرياء الذين قتلهم ومايزال يمارس فيهم الابادة، اين كانت هذه الاسرة عندما تدفق الموت والاغتصاب وقضي علي الاخضر، ولم يبقي ماهو يابس، لماذا لم تنصح اسرته واخاه عبدالله عمر البشير بايقاف الحرب والموت لصالح السودانيين، فلولا الرئيس ما كان عبدالله ولا وداد بابكر، فهم طفو علي السطح علي جثث الشعوب السودانية، وادخروا الخيرات والاموال لانفسهم، وتركوا الدموع والدماء للاخرين، نهبوا الاراضي من المزارعين وباعوها للخليجيين بحجة تطوير الاقتصاد وفتح الابواب لكل من يريد الشراء، كأن السودان، صار حارة او ضيعة تتبع لحكم البشير واعوانه واسرته واقاربه. ان كلام الاسرة عن راحة ابنهم لا يعنينا في شئ . فاذا رغب الراحة عليه ان يعترف بجرائمه بحق السودانيين في كل اقاليمه، وعلي الاسرة ان تعترف ان ابنهم مجرم قاتل ومغتصب، حتي يستريح بضميره، باعتراف ذاتي، ان الراحة لاتعني الترجل من كرسي الدولة، وترك المنصب، اذ اعترافه بانتهاكاته وجرائمه، ولايقف الامر علي هذا وحده، ان يقدم نفسه للمحاكمة حتي لا يقبض عليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية. فاسرته واعضاء حزبه والموالين هم الاقلية التي نهبت ، وقطعت الطريق امام السودانيين في سعيها الي سرقة كل مقدرات الدولة من مشاريع زراعية، ومصانع نسيج، واراضي مزارعين، ومناجم الذهب، وتجارة المواشي وتصديرها، بعد ان شبعوا من املاك السودانية، ودمروها واضعفوها، يطالبونه ان يستريح، كأنه كان قائدا وطنيا، اوقف الحرب وحار الفقر والبطالة، واوجد وظائف للخريجين، كيف له ان يستريح ، وهو يمارس هواية القتل، ويتلذذ باغتصاب الفتيات واغتصابهم من مليشيات قائدها احد اقرباءه. اذا كان عبدالله البشير حريص علي استراحة القاتل، هل كان مغيبا طيلة ربع قرن عن الذي يحدث في البلاد من دماء تسيل، حتي انها جفت علي الطرقات والعراء، وتعفنت الجثث، واصبحت وجبات للطيور والحيوانات. ان عبدالله الذي طلب من شقيقه ان يترجل تاركا الخدمة لشارون سوداني آخر، لايقدر معاناة وآلام الاخرين، ارادوها لاسرتهم وابنهم، ولتذهب الغالبية الي النار هذا كلامهم..
[email protected]