كست حالة من الاحتجاج الرسمي والشعبي صحف الخرطوم اليوم اعتراضاً علي الهجوم علي السودان ، حيث هاجمت كل الجرائد السودانية تقريبا الإعلامي المصري بقناة النيل الرياضية المصرية ” ابراهيم حجازي ” بسبب ما اعتبره تساهلا من الشرطة السودانية في ردع تحرشات الجمهور الجزائري بالمشجعين المصريين وهو ما أثار غضب الاعلاميين السودانيين، وفي غضون ذلك استنكرعدد كبير من الإعلاميين السودانيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الهجوم الاعلامي المصري علي السودان عقب انتهاء المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر والتي انتهت بفوز المنتخب الجزائري علي المصري بهدف مقابل لاشئ حيث تاهل منتخب الجزائر الي كاس العالم 2010 وكانت قد اقيمت المباراة باستاد المريخ بام درمان في السودان باختيار من الفيفا .
ورأي إعلاميو السودان أن الإعلام المصري يُحمِّل هزيمة المنتخب المصري للسودان، حيث خرجت صحف الخرطوم اليوم تنتقد وسائل الإعلام المصرية وتعاتبها لاتهامها للسودان بالتقصير .
“الإعلام المصري يلعب بالنار”هكذا بدأ “مصطفي أبو العزائم” الإعلامي السوداني رئيس تحرير صحيفة اخر لحظة حديثه في اتصال هاتفي للشروق من الخرطوم قائلا : ” إن الاعلام المصري خذلنا جميعا بإلقاء هزيمته وتحميلها للسودان والسودانيين مشيراً الي أن السودان حكومة وشعبا ووسائل الاعلام كانت تقف مساندة للمنتخب المصري وأوضح : “أنا شخصيا كتبت في عمودي اليومي “بعد ومسافة” قبيل المباراة مقالاً بعنوان ” عذراً للجزائر فالسودان ليس أرض محايدة ” ، مشدداً علي أن الأمن والتنظيم الذي قامت به السلطات السودانية لتنظيم هذا اليوم لم تشهده الخرطوم من قبل فقد نشرت أكثر من 15 الف رجل أمن سوداني وهيأت كل الأجواء لكي تستقبل ضيوفها وترحب بهم ،وأكد أن هناك عدد من السودانيين قد تعرضوا للإصابة واعتدي عليهم الجزائريون بسبب تشجعيهم للمصريين ، مشيراً الي أن هناك سوداني قد طعنه جزائري لأنه كان يحمل علم مصر ،واكد ابو العزائم الاعتداءات التي تمت في القاهرة عقب المباراة السابقة كانت أكثر من التي حدثت في الخرطوم.
في الوقت نفسه قال الكاتب السوداني “عثمان ميرغني” رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية للشروق : “تفاجئنا بالهجمة الإعلامية المصرية علينا ولدينا إحساس بالصدمة وكأن الاعلام المصري يطالبنا بأن نلزم المنتخب الجزائري علي الهزيمة “، وأضاف “ميرغني” فعلنا كل ما بوسعنا خارج الملعب لكن داخل الملعب كان الدور دور المصريين وحدهم ، ورأي أن هذه النتيجة معجزة بالحجم المتوقع نتيجة للشحن الذي كان عند جمهور الجزائر.
وعلي صعيد متصل قال “ضياء الدين بلال” الكاتب السوداني مدير تحرير صحيفة الرأي العام السودانية ” أن التدابير الأمنية وغير الأمنية التي تمت في هذه المباراة كانت علي قدر الحدث ، واضاف صحيح حدثت تفلتات …لكنها كانت ستحدث في القاهرة أيضا لأنه من الصعب ضبط كل هذا العدد من الآلاف الثائرة ن مؤكداً أن السلطات الأمنية السودانية قامت باللازم وعدد الإصابات قليل مقارنة بالمتوقعة وبالتالي أي محاولة لتضخيمها لتغطية أي شئ آخر امر غير مهني من قبل أجهزة الإعلام وبه انتقاص غير مبرر بالمجهودات التي بذلتها السودان حكومة وشعباً لاستضافة المباراة ، وقال بلال : ” كان ملاحظ أن هناك إعداد جماهيري جزائري للتعامل مع المباراة أكثر من المصري ، فكان هناك ضعف في التشجيع بالنسبة للجماهير المصرية وحذر زائد أدي إلي تقليل فاعلية التشجيع وهذا من الأسباب التي أضعفت اداء الفريق المصري ، واستطرد الكاتب السوداني حديثه : ” اعتقد أن الإعلام المصري بالهجوم علي السودان سيؤثر سلباً علي العلاقات بين البلدين الشقيقين ومن الممكن أن يصعد الأمر لمعركة ثلاثية”،كما أكد أن السودان حكومة وشعبا كان محايدا في الإعداد والإشراف للمباراة مشيراً إلي أن هناك عدد كبير من الجماهير السودانية كانت مناصرة للمنتخب المصري ورأي أنه يجب ألا تُرسل لهؤلاء رسائل سالبة ، وأوضح بلال
أن هناك تحامل إعلامي زايد علي السودان كدولة بذلت كل ما بوسعها لاستضافة هذه المباراة ورأي انه كان الأولي من الفيفا أن تقيم هذه المباراة دون جمهور حيث كان هناك مقترحا تقدمت به بعض الجهات
وأكمل مدير تحرير الرأي العام حديثه قائلا : ” رغم هذا العدد الكبير من الجماهير المصرية والجزائرية الا ان السلطات السودانية استطاعت ان تخرج بهذه المباراة الي بر الامان دون خسائر كبيرة واعتداء بعض المتفلتين الجزائريين لم يقتصر علي المصريين فقط بل طال السودانيون ايضا ومطار الخرطوم وهذا دليل ينفي أي محاولة خبيثة للاشارة بان السودان حكومة او شعبا كان متواطئا مع هذه التفلتات.
رفيدة ياسين