استمرار الاشتباكات بين الشرطة السودانية ومحتجين بعد وفاة طلاب
الخرطوم: «الشرق الأوسط» لندن: مصطفى سري
استخدمت قوات الأمن أمس الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق مظاهرات لليوم الثالث في العاصمة السودانية بعد وفاة أربعة طلاب في جامعة إقليمية الأسبوع الماضي. واحتشد نحو 600 طالب في جامعة النيلين في وسط الخرطوم مرددين «مقتل طالب مقتل أمة» و«ثورة ثورة حتى النصر» في أكبر احتجاج منذ العثور على جثث الطلبة في قناة مائية. وحاول المحتجون التحرك إلى محطة للحافلات في وسط الخرطوم، لكن قوات الأمن استخدمت الهراوات لتفريقهم وألقت القبض على عدة أشخاص. ولم تعلق الشرطة على الفور.
وتفادى السودان الاحتجاجات الضخمة التي أفضت إلى إسقاط زعماء مصر وتونس واليمن وليبيا، لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وشكاوى أخرى أدى إلى خروج مظاهرات أصغر حجما على مدى العامين الأخيرين.
وطوقت قوات الأمن أيضا جامعة الخرطوم التي شهدت احتجاجات أول من أمس وكانت مركزا لمظاهرات سابقة مناهضة للحكومة. وحمل نشطاء شبان السلطات السبت المسؤولية عن وفاة الطلاب الأربعة الذين عثر على جثثهم في قناة مائية بجامعة الجزيرة في منطقة زراعية جنوبي الخرطوم. وكان طلاب جامعة الجزيرة من منطقة دارفور بغرب السودان.
وقال متحدث باسم رابطة لطلاب دارفور السبت إن الطلاب كانوا يطالبون بإعفائهم من رسوم الدراسة، وفقا لمرسوم رئاسي يقولون إنه يقضي بذلك حين فض مؤيدون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم مظاهرتهم. وقالت الرابطة إنه عثر على جثث أربعة من الطلاب في قناة مائية في وقت لاحق.
وأكدت الشرطة في ولاية الجزيرة أنه عثر على جثتي طالبين على الأقل، لكنها قالت إنه لا توجد علامات على حدوث عنف. وقالت وزارة العدل إنها ستشكل لجنة للتحقيق في الأمر.
واندلعت مظاهرات محدودة في أنحاء السودان في يونيو (حزيران) الماضي بعد أن أعلنت الحكومة إجراءات تقشف لاحتواء أزمة اقتصادية نجمت عن انفصال جنوب السودان المنتج للنفط. لكن الاحتجاجات هدأت بعد حملة أمنية.