استراحة معارض (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
استراحة معارض (2)
هاشم ابورنات
كنت اقرأ في مقال الكاتب الساخرالاستاذ الفاتح جبرا وهو بعنوان (الاختشوا) ولحظتها كانت تدور برأسي حيرة غريبة فطوال الشهر الماضي كنت كلما قرأت خبرا عن كرة القدم اشعر بأن في السودان (الاختشوا ماتوا)
ونبدأ بخبر قرر فيه مشجعي نادي الهلال الاعتصام حتى يوافق مدرب الهلال الاجنبي باعادة اللاعب هيثم مصطفى الى تشكيلة الهلال (وبهذه المناسبة انا هلالابي وبحب هيثم مصطفى) الا انني توقفت كثيرا عند هذا القرار وقلت ربما كان هذا الاعتصام سياسيا والغرض منه ان يهتف المشجعين في وجه المدرب (هيثم سكر… بس غالي السكر) او ان يقولوا له (دارفور في قلوبنا وهيثم في رؤوسنا… ) او (تعيش الجبال ومعاها الهلال) لكن حيرتي زادت عندما شاهدت مباراتي الكونفدرالية الاخيرتين واللتين انهزم فيهما الهلال والمريخ فشاهدت لعبا بائسا ومبتئسا وشاهدت اللاعبين يتحركون في الميدان كأنهم لعب تعمل ببطاريات نافذة ولدهشتي شاهدت جماهير المريخ تحمل على اكتافها مسبب الهزيمة لآنه كان اللاعب الوحيد الذي لعب جيدا!!! تصوروا شخص يسبب الهزيمة يكرم لآن زملاؤه كانوا اسوأ منه …. ياعالم … نفسي افهم كما يقول اهل عصام الحضري . ونفسي اعرف الجماهير التي تكدست بالاستاد من الساعة الواحدة كما يقول المذيع سوار الذهب ماذا حدث لها بعد فشل المريخ في احراز اي اصابة في ارضه ووسط جماهيره وانا اتوقع ان يرد علي احدهم بقوله (لو …. ان التصويبة بتاعت فلان …)  ياناس هوي.. عوك… لو.. بتفتح عمل الشيطان ولاتجدي .ليس هذا فحسب فاذا ما شاهدت مباراة الهلال فانك ستعرف ان هولاء اللاعبين ليسوا في لياقتهم اطلاقا …. ثم تأتينا تصريحات كبار مسئولي النادي وكأنما الهلال والمريخ قد نالا كأس العالم وعلى رأس هولاء رئيس اتحاد الكرة…. ده شنو يا ناس وينها هي الكرة دي الملايين والبلايين التي تصرف عليها نتاجها حصولنا على كأس سنة 1970  وبعدين كأسين او ثلاثة اخرين والهزائم تتوالى علينا من كل صوب وحدب نمشي في الاول كويييس وفي الاخر نطلع كيت يعني شوية الفلوس البنصرفها على الكرة دي ما كان ممكن تعمل لينا حزبين رياضيين هلال ومريخ عشان يفوزوا في الانتخابات اسوة بما ينوي الاخوة المصريين فعله وذلك لانهم تقدموا فعلا لانشاء حزب رياضي ….بس نحنا نتفوق عليهم شوية ونسويهم اتنين … وجايز …. جايز … عسى ولعل حالنا يتصلح … ويصبح هيثم سيدا … والمريخ يبقى الزعيم بدلا من المرحوم الذي رفع علم السودان (ونقتبس عن مذيعي ومذيعات التلفزيون) نحييه ونحي اسرته….. بعدين نسمي الحزبين حزب الهلال الجمهوري وحزب المريخ الديمقراطي اسوة بامريكا ولكن بدلا من ان يكون شعرهما الفيل والحمار يكون القمر هلالا والنجمة مريخا.
صحف رياضية بلا رياضة واندية مهزومة على الدوام ونسمع طحينا ولا نرى… قعقعة.. والعكس صحيح… وفي غربنا الحرب تدور وتدور وكل ما يعرفه اهلنا في الخرطوم عن ضحاياها هو ما ينشر في الصحف الرياضية …اقصد السياسية التابعة للدولة وكل من قرأ خبرا كان رد فعله…. بالله!!!  ..حاجة غريبة ثم يستطرد …اسمع الليلة الدولار بي كم؟؟
او… اللاعب منو الليلة ..او …الغالب منو
الحالة الاقتصادية في الصفر والناس هلكانة من الفلس والجري ورا الكورة
الناس تموت بالعشرات ولما الواحد يسمع بالخبر … يقول .. خليهم يموتوا الغرابة ديل قاعدين في نفسنا … ثم يستطرد… الله اكبر …كأنما الغرابه هم من يهود بني النضير بينما ابناء بني النضير يلهبوننا بسياط حامية فنقول لهم استنوا حنوريكم.
 وهولاء الغرابه هم الذين يحملون القران في صدورهم وفيهم الاف مؤلفة من القونية. والقونية لعلمكم هم حفظة القران وليسوا حراسا للمرمى فاشلين
لمتين يا ناس حنفتح
متين يجي يوم الناس تشتري صحف سياسية حقيقية بدلا من عشرات صحف الكرة التي ليس بها كرة
ومتين نعمل من اجل وطن واحد ولمتين تسوي فيكم الانقاذ الديراه وانتوا قاعدين كأنكم خشب مسندة ولمتين اولادكم لما يثوروا تقولوا ليهم… يا ود شوف مصلحتك
ومن متين الشعب السوداني كان كدة … الشعب السوداني كان ياما كان يعمل ويجد ويجتهد ويهز ممالك ويرعب دول … ونحنا حتى في الكورة ما قادرين
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
هاشم ابورنات
14نوفمبر.2011
hashimaburnat@yahoo.co.uk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *