ازرق طيبه (الشيخ عبد الله بن الشيخ أحمد الريح)
صحيفة الغفلة وصاحبها خال الريس تواصل بث السموم العنصرية والنظرات الاستعلائية والمتغطرسة وهي تقود النظام الحاكم الي (هلاكه) وقديما قيل: “البباري الجداد بوديهو الكوشة ” والان النظام باسرة يخطو بثبات نحو الكوشة الكبيرة (مزبلة التاريخ) بفضل تهويمات وخطرفات الغفلة.
وريقة الغفلة تحشد كل مصادر وكوادر الدولة العليمة و(المتصلبته) في وسائل الفبركة ودس السم في الدسم واغتيال الشخصيات وتتبع سبل الضرب تحت الحزام وهي بذلك تحيي سنة مدرسة الوان المحتضرة وتنفذ في برنامج استراتيجي قوامه خبراء فاشلون بعقلية البوليس السري والعناصر المعروفة ( ميم نون ) وسط ضباط أمن النميري والذين مايزالون يعرضون في سلعتهم البائرة (خبراء ) من ايام ترحيل الفلاشا عندما تم (تدقيسهم) بأن هجرة الفلاشا كانت مجرد هجرة عمالة اثيوبية للسعودية والخليج ليشتروا الترماج وقتها.
صحيفة الغفلة وبسذاجة مفرطة تفبرك وتلفق بدون فهم في اتهامات وأقاويل في كل من لا يقف بجانب الحكومة ومؤتمرها الوطني. وصلت جرأتها وجسارتها الي حد التهديد بالتصفية لعرمان وباقان والحلو وهي لا تكف من نشر الاكاذيب عن الحزب الشيوعي والذي يدرك أن مدرسة الغفلة قد عفا عليها التاريخ وتجاوزها الزمن ولم تراوح مكانها صحافة طالبية حائطية قريبة من مطبخ الحكومة.
عندما فشلت الانقاذ وحكوماتها المتعددة الاسامي في استمالة الشيخ عبدالله ازرق طيبة، ترك أمره لمهندس الغفلة بان يتولي بهتانه واغتيال شخصيته وهو لا يعلم أن ازرق طيبة صاحب فكر وعقيدة ومهندس أصيل قطع دراسته في الرياضات عند جامعة الخرطوم منتصف الستينات وكان من النوابغ بشهادة زملائة وادارة الجامعة التي حاولت كثيرا اثناءه عن قراره القاضي بالتفرغ لامر السجادة العركية والطريقة القادرية مساعدا لاخيه الشيخ ابوعاقلة احمد الريح بن الشيخ عبدالباقي ليتسلم اخير مقاليد الشياخة علي الطريقة في العام 1990 بعد وفاة شقيقه. الشيخ عبدالله ازرق طيبة لم يتلقي كورس (الاسبوعين) في علوم الاتصال او اغتني كتيب ( كيف تصير مهندسا في ستة أيام ) ليطلق علي نفسه مهندس .
الشيخ عبدالله ازرق طيبة يعرفه اتباعه ومريدوه ولا يعصون له أمر وهو الذي ابي ان يقبض رشاوي الانقاذ ذرة وسكر وقمح ودولارات وسفر وسياحة وعلاج كما قبضها شيوخ طرق خلاوي الانقاذ أباطرة السوق الاسود واصحاب الكرينات والارصدة الدولايوروية. الشيخ عبدالله انحاز الي البسطاء والمقهورين والمظلومين وفتح داره للجميع بمختلف التيارات الدينية والفكرية والسياسية وهو ليس بحاجة ان يصبح حركة شعبية او شيوعي لان يقول او يتخذ موقف الحق من قضايا وطنه وليس هو الذي يجبن من بطش السلاطين ولا يطمع في مالهم ولا سلطانهم انه غني بدونهم ودائم ما يتعوذ من خبثهم وهمزات شياطينهم ، الغافلين عن ذكر الله اصحاب الغفلات والذين سكتوا عن قول الحق لانهم شياطين خرس و هم خبراء هندسة الغفلة في زمن الانتباهة. .
قرية طيبة الشيخ عبدالباقي يكفيها فخرا أنها مقام السادة العركيين والنواة الاولي لقيام مشروع الجزيرة وهي القرية الوحيدة علي نطاق السودان التي ودعت الجهل والامية والخرافة والدجل من زمن بعيد . قرية لا تعرف الامية وعلي يد مشايخها الاجلاء إ نتشرالاسلام وتعاليمه وبقية العلوم الانسانية ولو كان شيوخها من الارزقية الاستغلاليين لاثروا من تجهيل اتباعهم وكانوا من اخلص الاعوان للسلاطين وأهل دنيا ونزوات ومصالح.
يروي الاخ والصديق الاكبر الاستاذ محمد عوض عبدالباقي وهو من خريجي كلية غردون أنه وفي الاربعينات كان بصحبة زملائه من الكلية يقومون بنزهة في أم درمان وتصادف أن مروا علي الامام السيد عبدالرحمن المهدي وهو جالس أمام منزله ونادي عليهم الامام ودعاهم الي منزله وتعرف عليهم بأنهم طلاب علم فأكثر إجلالهم وعرفهم بنفسه أكثر وتعرف علي أهليهم وتوقف الامام عند الاستاذ عوض عبدالباقي ابن الريح بن الشيخ عبدالباقي فقال لزملائه حتما هذا مشيرا الي عوض لا يشبهكم في كل شيئ إنه من ارومة نادرة في هذا البلد وادخلهم علي صالونه الكبير وفرجهم علي صورة ضخمة تجمع بينه وبين السيد علي الميرغني والشريف الهندي وشيخ ابوسن ناظر الشكرية وقص عليهم مناسبة الصورة عندما ذهبوا الي انجلترا لتهنئة الملك جورج الخامس وكان المستعمر يريد أن يضم الي الوفد الشيخ عبدالباقي ازرق طيبة الكبير لمكانته وكثرة اتباعه ومريديه ولكنه رفض الدعوة بحجة ان ذلك من أمور الدنيا الفارغة التي لا تستهويه .
الشيخ عبدالله ازرق طيبة ليس بشيخ بسيط في فهمه كما يبدو من مظهره فهو يمتاز بعقل راجح وعلم وافر وقدرة فائقة علي الاستماع وترتيب الافكار وذاكرة فوتوغرافية وحديث لا يمل ويمثل العدل وكرهه للظلم والظالمين أهم مفاتيح التعرف علي شخصيته وهكذا كان مفطورا علي حب البسطاء والمظلومين والمقهورين داره العامرة ومسيده الجامع يمثل السودان المصغرالذي يضم كل شعوب السودان وقبائله جميعهم يسبحون بحمدالله ويذكرونه في كل الاوقات وهو بكرمه الحاتمي يغدق ويصرف علي أمة من الناس هي من يوم الحشر ولا أحد يدري كيف يتم ذلك ولعلها من كراماته .إنه انسان متصالح مع بيئته وواقعه لا تتناغض كيميائه مع احبابه ومريديه الذين لا يهابونه بقدر ما يحترمونه لانع بسيط وخلقه فطري لا يحقد ولا يكره حتي من يسيئه . لانه يكره الظلم والظالمين وضع قضية المزارعين همه الاول وهو الذي أشار الي قيام تحالف المزارعين بعد أن شعر أن اتحادهم ما هو الا احد اذرع ظلم المزارعين .شيخ عبدالله له رؤية مستقبلية للمشروع بلورها في قوله ” نعم نحن ملاك لاراضي في المشروع ولسنا بمزارعين ولكننا لم نحس في يوم من الايام اننا نطالب بملكيتنا لهذه الارض التي لا تعني شيئا بدون المزارع وهو صاحب الارض الحقيقي لانه يفلحها ومن هنا يحث الشيخ عبدالله ازرق طيبة علي مقاومة اي شكل من اشكال نزع الارض مرددا أن الحقوق تنزع ولا تستجدي . رجل بهذا الفكر وبهذه القوة هل تستطع الانقاذ محاربته وهو القوي بالحق الواحد الاحد.