ارتدادات خطاب أوباما في إسرائيل: على نتنياهو الاختيار بين تغيير حكومته أو الذهاب إلى البيت

باريس غير معنية بموقف الرئيس الأميركي من الحجاب
أثار خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي ألقاه في جامعة القاهرة أمس الأول، ردود فعل متباينة في إسرائيل، وإن أجمعت كلها على أن الخطاب سيترجم كضغط اضافي على حكومة بنيامين نتنياهو لجهة وقف الاستيطان والقبول بحلّ الدولتين.

وصدرت الصحف الإسرائيلية أمس، متخمة بالتقارير والتحليلات بشأن الخطاب، لكن كبار المحللين أشاروا إلى أنه سيتعين على نتنياهو الاختيار بين تغيير حكومته والاستجابة لمطالب أوباما أو الذهاب إلى البيت. وكتب المحلل السياسي في صحيفة ‘معاريف’ بن كسبيت، أن ‘نتنياهو سيضطر إلى اتخاذ قرار في الفترة القريبة’، بشأن ما إذا كان سيستمر في رفض مطالب إدارة أوباما.

وأضاف كسبيت أنه ‘على نتنياهو إما أن يقول نعم لأوباما أو لا، مثلما تعين على (رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق) اسحق شامير تقديم الإجابة لـ(وزير الخارجية الأميركي الأسبق) جيمس بيكر بخصوص عقد مؤتمر مدريد’.

من جانبها، رأت محللة الشؤون الحزبية في ‘يديعوت أحرونوت’ سيما كدمون، أن ‘المشكلة هي أن نتنياهو وبدلا من تشكيل إجماع قومي حول الدولتين للشعبين والتوجه نحو أوباما بينما يتكتل الجمهور الإسرائيلي وراءه، فإنه وصل إلى هناك مع صعوبة في لفظ كلمتي دولة فلسطينية’.

وأضافت أنه من الجهة الأخرى فإن المشكلة هي أن ‘الإدارة الأميركية والكونغرس يعرفان أن أكثر من نصف الجمهور الإسرائيلي يؤيد هذا الشعار، مثلما دلت الاستطلاعات الأخيرة’.

ورأى المحلل السياسي في ‘يديعوت أحرونوت’ ايتان هابر، الذي شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين، أن المشكلة الأساسية في خطاب أوباما كانت التوازن، إذ أنه ‘بعد سنوات طويلة من تدليلنا بانعدام توازن أميركي، كان في مصلحتنا، فإن الخطاب كان بداية تقويم جديد في العلاقات بين واشنطن والقدس’.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في ‘هآرتس’ ألوف بن، أن ‘خطاب القاهرة يعبر بالنسبة إلى إسرائيل عن انقلاب استراتيجي، وليس أقل من ذلك’.

فرنسا

ولم تقتصر ردود الفعل على خطاب أوباما على الشرق الأوسط، فقد وصلت ارتداداته الى بعض الدول الأوروبية.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن باريس التي تمنع ارتداء الحجاب في المدارس العامة، لا تشعر بأنها معنية بالكلام الذي قاله أوباما وأيّد فيه أن ترتدي المسلمات الحجاب في الغرب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي ‘لا نشعر تحديدا باننا معنيون بهذه العنصر المحدد من الخطاب، (لاننا) نحترم تماما حرية المعتقد وحرية الزي’، موضحا أنه في ‘المدارس الابتدائية والثانوية العامة، المطلوب عدم وجود رموز تظهر الانتماء الى ديانة او اخرى’، مضيفا ‘هذا الامر ينسجم مع تاريخنا والدستور ومبدأ العلمنة، ما دمنا نعتبر ان هذه العلمنة الراسخة تشكل الفضاء العام للتعليم الابتدائي والثانوي’.

كما اعتبرت رئيسة رابطة القانون الدولي للنساء آن سوغييه أمس، أن تصريحات أوباما عن الحجاب تشكل ‘صفعة’ لجميع النساء اللواتي يناضلن لعدم ارتداء الحجاب.

إسبانيا

وفي إسبانيا، توقف محللون باستغراب أمام ما اعتبروه ‘مغالطة تاريخية’ ارتكبها أوباما في خطابه، بجمعه في حقبة واحدة بين التسامح الديني في الاندلس اثناء الحكم الإسلامي ومحاكم التفتيش الكاثوليكية.

وقال أوباما في خطابه إن ‘الاسلام لديه تاريخ عريق من التسامح، نرى ذلك في تاريخ الاندلس وقرطبة اثناء محاكم التفتيش’.

وعلقت صحيفة ‘اي بي سي’ المحافظة على الخطاب، بأن هذه العبارة ‘تظهر جهلا تاما بتاريخ شبه الجزيرة الايبيرية’.

وكان اوباما يلمح الى سيطرة العرب على الاندلس بين 711 و1492، لاسيما الخلافة الاموية في قرطبة (جنوب) في القرنين الثامن والتاسع، حيث تعايش المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام.

غير أن تاريخ محاكم التفتيش الكاثوليكية في اسبانيا يرجع، بحسب بعض المؤرخين، الى عام 1242، وملاحقة ‘الهراطقة’ انحصرت، حتى هزيمة العرب التامة في الاندلس بسقوط غرناطة في 1492، في الأراضي التي كانت خاضعة لحكم الملوك الكاثوليك.

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *