ادريس دبى وموسى هلال – قراءه لمرحلة ما بعد المصاهرة
Email: [email protected] أيوب عثمان نهار
كنت كما غيرى متابع بشغف شديد الاحاديث التى تناقلت خبر زواج الرئيس التشادى ادريس ديبى اتنو بابنة زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال وكنت غير مصدق للخبر الذى عم وذاع القرى والحضر الى ان قطعت جهيزة قول كل خطيب باتمام مراسم الزواج التى تمت بفندق السلام روتانا والتى كانت تكلفتها المالية تفوق ملايين الجنيهات فى وقت تعانى فيه الدولة السودانية من تداعيات ازمة اقتصادية خانقه تضرب البلاد منذ انفصال جنوب السودان عن شماله فى يوليو 2011 المهم فى امر هذا الزواج ليست تكلفته المالية فحسب فهذا امر مقدور عليه وهو شى ثانوى اذا ما تمت مقارنته بالجوانب الاخرى المتصلة به من الناحية الاخلاقية والاجتماعية والعرفية وما يترتب عليه مستقبلا لكون ان الطرفين ديبى وهلال على النقيضين تماما فى الوقت الحالى لا اقول بعدم كفاءة اى من الطرفين للاخر فالزواج هو شرع ربانى وشر لابد منه وهو السبب الرئيس لوجود الخليقة فى الارض التكاثر والتناسل لتجنب الانقراض وايضا ليس هنالك ما يمنع مثل هذا الزواج طالما الطرفين متوافقين فكريا واجتماعيا وتوافرت شروط النكاح الصحيح فالمصاهرة بين قبيلة الزغاوه والعرب فى دارفور ضاربة فى الجذور ويكاد يكون من حيث الترتيب من ناحية الاكثرية العددية للتزاوج بين القبيلتين هو الاعلى مرتبة من دون باقى الزيجات المرتبطة بقبائل اخرى فى دارفور بين قبيلة الزغاوه والقبائل الاخرى ولو ان زواج ديبى جاء من احد كريمات اى اسره عربية اخرى فى دارفور بعيدة عن الشبهات حتى ولو كانت من قبيلة المحاميد لما دار كل هذا الحديث والذى جاء مجمله فى موقف الرافض لهذه المصاهرة المشبوهة .
وضح من خلال المقدمة اعلاه ان الزواج المفاجى للرئيس ديبى بكريمة زعيم المحاميد لم يكن اعتباطا ولم ياتى وليد الصدفة ولكنه زواج استراتيجى طويل المدى يهدف الى تحقيق اجنده تخص السيد ديبى وحده لا غير وفى الطرف الاخر زعيم قبيلة المحاميد والدينمو المحرك الوسيط الذى سعى بين الطرفين واتم الصفقة كل متابع وحصيف يقرا الاحداث السياسية ويجمع المعلومات ويحللها يخلص الى تحليل استراتيجى يبين بوضوح مرامى هذا الزواج الامنى من الدرجة الاولى الرئيس ديبى الذى ينتمى الى قبيلة الزغاوه واجه ضغوطا كبيرة عليه منذ اندلاع ازمة دارفور وذلك لكون ان هذه القبيلة لها امتداد فى السودان وتداخل فى تشاد وساهمت بشكل كبير جدا فى وصول الرئيس ديبى الى سدة الحكم فى تشاد فى العام 1991 ومن المعروف بان قبيلة الزغاوة تعتبر من القبائل المتميزة جدا فى السودان من ناحية الترابط الاجتماعى فضلا عن تمتع افرادها بعقلية تجارية ناجحة جدا ادت الى حجز افرادها لمكانة متميزه لهم فى عالم الاقتصاد السودانى فبرز منهم العديد من رجال الاعمال والتجار على مستوى السودان وافريقيا وتوجت بالقوة العسكرية والشراسة التى يتمتع بها افراد القبيلة ويعود ذلك لطبيعة تكوينهم ونشاتهم فى بيئة قاسية صحراوية قاحلة هذه الصفات جعلت من هذه القبيلة قوه لا يمكن تجاوزها او الاستهانة بمقدراتها وظهر ذلك جليا فى ثورة دارفور منذ انطلاقتها فمعظم القادة الميدانيين ذوى الوزن الثقيل من افراد هذه القبيلة هذه المقدمة ايضا توطئه لتحليل البعد الاستراتيجى لهذه المصاهرة التى خطط لها نظام الابالسة فى الخرطوم وعودا ذى بدا ومع استمرار ازمة دارفور وتصعيد القضية الى مجلس الامن الدولى ومحكمة الجنايات الدولية ثارت حفيظة الخرطوم منذ صدور مذكرة القبض ضد المشير البشير لارتكابه جرائم ضد الانسانية وجرائم تطهير عرقى فى دارفور فحاول نظام الابالسة الى اختراق هذا الجسم الفولاذى العنيد ومحاولة شقه وشراء قياداته ولكنها محاولات باءت بالفشل جميعا فلم يجد نظام الخرطوم بدا غير تبنى المعارضة التشادية التى فشلت فى تحقيق حلم نظام الابالسة بازالة نظام ديبى فى انجمينا فاستعانوا بابناء اخت ديبى توم وتيمان اردمى فى محاولة لاستمالة جزء من القادة العسكريين الناغمين على ديبى من ابناء القبيلة لتحقيق حلم الخرطوم فكانت غزوة انجمينا التى تكسرت على مشارف العاصمة وتم سحق القوة بالكامل بدعم مباشر وغير مباشر من ابناء عمومته فى الجانب الاخر حاول نظام الابالسة فى الخرطوم مرارا وتكرارا التاثير على ادريس ديبى بحثه على عدم دعم ابناء عمومته فى المقاومة المسلحة مناوى وخليل وفى المقابل وعد نظام الابالسة بدعم الرئيس ديبى ماديا ومعنويا فى العام 2004-2005-وحتى العام 2010 من اموال البترول السودانى التى كانت تسيل له اللعاب فى ذلك الحين قبل انفصال الجنوب وذهاب البترول الذى صار اثرا بعد حين فخرج الرئيس ديبى مع المشير الهارب الى دارفور يبشر الناس بانه رئيس دولة وليس رئيس قبيلة فى محاولة لارضاء اخيه المشير الهارب ولكن فى الخفاء كان الدعم ينساب وهو الشئ الطبيعى فى ذلك الوقت بعلم او بدون علم ديبى فى اغلب الاحيان فالدم عمرو ما ببقى مويه والدم يكاد يكون اثقل من الدين فى بعض المواقف واولى القربى اولى بعضهم ببعض وبعد غزوة امدرمان بقيادة الشهيد د خليل ابراهيم ازدات الضغوط الدبلوماسية والسياسية على الرئيس ديبى فبدا يقلب ظهر المجن لرفقاء دربه ولابناء عمومته وكان ذلك فى العام 2010 ومن حينها بدا تنفيذ مخطط جهاز الامن السودانى الاستراتيجى لتحييد ادريس او فلنقل لاستخدام ادريس لضرب ابناء عمومته فتم منع الشهيد د خليل من دخول الاراضى التشادية الى حط به المقام مكرها فى ليبيا ولتغيير استراتجيته لتتماشى مع مخطط نظام الابالسة الدموى توج ذلك المخطط باغتيال الشهيد د خليل فى البند 1 من الصفقة الغير معلومة البنود والاجندة وكان ذلك فى ديسمبر 2011 ظنا منهم بانه بغياب خليل سوف تنتهى العدل والمساواة ولكن هيهات فالثوره ماضية وتستمد قوتها والهامها وتزداد قوة يوما بعد يوم وما تحالف الجبهة الثورية وانتصاراتها فى الميدان على ارض الواقع ببعيد حسنا فقد خاب فالهم يظن نظام الابالسة ان الفجر قريب ولكنهم نسوا بان فجرهم يماثل فجر اهل الكهف ولا يعلمه الا الله والراسخون فى العلم .
البند 2 من الصفقة الجهمنية هو تنفيذ مراسم الزواج من اعداد سيناريو واخراج ومراقبة وتنفيذ جهاز الامن الوطنى البشيرى الخاص الذى تم بين الرئيس ديبى وابنة زعيمة المحاميد هلال والذى اشرت اليه بانه غير مقبول لا اخلاقيا ولا اجتماعيا ولا قانونيا لدى اهل واقارب الطرف الاول للاسباب الاتيه موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد وزعيم الجنجويد الابرز فى دارفور متعهد ومنفذ الاباده الجماعية والجرائم ضد الانسانية ومذابح التطهير العرقى التى تعرض لها شعب دارفور الاعزل عندما كانت طائرات الانتوف تمطر قرى العزل والشيوخ والاطفال كان هلال حضورا فى القرى والفرقان والحلال ينفذ سياسة الارض المحروقة لارضاء اسياده فى نظام الابالسة وهو جرقاس للجلابه بامتياز وهو مثال لفساد الفكر لدى قيادات شعب دارفور ففساد الفكر يودى الى انتاج امثال موسى هلال قيادات بلا اى رصيد تتشكل موسسات الدولة السودانية وفقا لامزجتهم ولارضاء شهواتهم وتلبية مطالبهم على حساب الشعب السودانى المغلوب على امره موسى هلال ساهم بشكل كبير جدا فى نزوح وتشريد اكثر من ثلاثة مليون مواطن دارفورى ما بين معسكرات النزوح واللجوء موسى هلال ازهق الاف الارواح الطاهره لا لشى سوى انهم كانوا فى المكان الخطا والزمان الخطا موسى هلال مجرم حرب لا يختلف عن المشير البشير ولا عن الجنرال عبد الرحيم حسين ولا عن احمد هرون الذى يواصل فى تنفيذ مسلسل الابالسة الان فى جنوب كردفان رجل بكل هذه المواصفات وكل هذا التاريخ المخزى الدموى وكل لعنات الارامل واليتامى والثكالى ودعوات الشيوخ والنساء تلاحقه اينما حل لو حمت هذه الدنيا كلها لن تجد شعب طيب وبشوش ومسالم مثل شعب دارفور الذى اتصف بالشهامه والكرم والشجاعة واغاثة الملهوف جيتا جيتا حبابكم عشره هذا هو جزاؤه رجل بكل هذا السوء يصير صهرا للرئيس ديبى ؟؟؟؟ حقا هذا زمانك يا مهازل فامرحى ولكن ادريس لا يمثل ثقله الاجتماعى المتداخل بين السودان وتشاد وانما يمثل نفسه فقط وسوف يندم ولو بعد حين ويكتشف سوء تقديراته وقراره الاهوج الذى كتب به نهاية فصول جنرال طالما كان يلقى احتراما كبيرا فى زمان مضى .
البند 3 وهو الاهم والخطير وهو ما يتم وضع اللمسات الاخيرة له الان خلف الكواليس فتواجد موسى هلال بانجمينا لم ياتى فى اطار مجاملة اجتماعيه لصهره ديبى ولكنه لاعادة تنفيذ ما تم فى دارفور مسلسل الاباده الجماعيه 2 لاهلنا فى جنوب كردفان وذلك عبر التخطيط والتنسيق مع ديبى لتصدير الجنجويد الى جنوب كردفان بعدما فشلت القوات المسلحة المغلوبة على امرها فى مواجهة جحافل قوات الجبهة الثورية السودانية ومن المعروف بان قوات ام باغه وهى مصطلح يطلق على الجنجويد اصلا تم استجلابهم من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى عبر وسطاء وزعماء حرب فى ذلك الزمان الاغبر والان تتم تحت سمع ومباركة ديبى شخصيا ؟ الخطير فى الامر هو محاولة ديبى الاستعانة ببعض جنرالات ابناء عمومته فى تشاد لدعم الجنجويد تكتيكيا ونقل تجربة حرب العصابات وطريقة الكر والفر التى تتبعها قوات التورا البورا حركة التحرير والعدل والمساواة ولكنها سوف تفشل لان المحرش ما بكاتل وسوف نرى فى مقبل الايام هزائهم فى ارض المعركة من ابطال تمترسوا على الحرب وخبروا فنونها القتالية وابتكروا تكتيكات واساليب تصلح لان تدرس فى المدارس العسكرية المستفيد الوحيد من كل هذا هو نظام الابالسة فى الخرطوم الذى لا يهمه ان يموت كل شعب دارفور وكل شعب الهامش فى كردفان والنيل الازرق والشرق والشماليه مقابل استمرار الاقليه الحاكمة فى سدة الحكم ولو على جماجم الشرفاء نظام الابالسة نجح فى تنفيذ مخططه الاجرامى الشيطانى الذى استهدف النسيج الاجتماعى والاخلاق السودانية السمحة فضاعت الشهامه واختفت شخصية السودانى الذى تربى على الفطره السويه والقيم والمبادى الاصيله التى ذهبت الى مزبلة التاريخ وحل مكانها اناس جهلاء بلا فكر ولا علم ولا كفاءه ولا خبره عاثوا فسادا ونهبا لاموال الشعب السودانى فافقروه ثم قالو له هى لله لا تعليم ولا صحة ولا مياه شرب نقيه لا مسكن ولا ماكل ولا حريه ولا ديمقراطيه ولا اقتصاد ينمو ولا يحزنون و تحول الوطن الكبير الى زنزانه يقف فى بابها جلادو نظام الابالسة فتحولت ميزانية الدولة الى ميزانية امن ودفاع فضاع الوطن بين الامن والجيش والشرطة كل يلهب بسياطه ظهر المواطن المسكين فاصبح الوطن دولة داخل دولة ومسخ مشوه حتى قادة المعارضه تم تدجينهم وشراءهم لا الامه ولا الاتحادى ولا الشيوعى يرجى منهم ان ياتوا بالخلاص بدات حرب الجنوب فاستمرت خمسون عاما عجافا وتمخض الجبل فولد فارا كبيرا للسلام سرعان ما تبخر فلم نجد لا الفار ولا الكديسه ودورت الساقيه تانى من جديد فى انتظار خمسون عاما اخرى لعلها تجود بانقسام جديد فيتحول السودان من دولتين الى خمسه دولة فى دارفور واخرى فى كردفان واخرى فى النيل الازرق ثم تبدا الساقيه من بعد خمسون عاما اخرى الى ان يرث الله الارض ومن عليها لك الله يا السودان وشعبه فالخلاص بيدكم انتم فقط لا بيد عمرو.
بريطانيا –الاثنين 12/03/2012