ادارة ترمب تصنف السودان كدولة مثيرة للقلق على نحو خاص ؟
1-اجتماع نداء السودان ؟
عقد المجلس القيادى لتحالف قوى نداء السودان إجتماعه الدورى فى باريس بمشاركة جميع مكوناته، وبرئاسة السيد الإمام . بعد انفضاض السامر في باريس في يوم الاثنين 28 مايو 2018 ، صار قادة النداء يحلمون بأن تحالف أبراج المعاناة وارتفاع الأسعار ، وازمة الوقود ، وتلاحم مكونات المعارضة ، واستدامة قمع النظام وفساده ، يمكنها أن تجعل شرارة الواتساب تشعل حريقا ثالثاً آخر ، كالذى اشتعل ، في غياب الواتساب ، في اكتوبر 1964 وابريل 1985 .
اقسم القادة على التغيير والتحرير وبلوغ صنعاء مهما طال السفر ، فالوطن يستحق في الجهد لتحريره ، دماء الشهداء، وتشوهات الجرحى ، ومعسكرات الذل والهوان للنازحين واللاجئين ، والبلاغات الكيدية ضد رئيس النداء ، في الحرب الوحشية التي يشنها نظام البغي على الشعب السوداني ، في ظل تأييد امريكي واوروبي واسع ، بين عناوينه ما كُتب بالعربية ، ومنها ما تلفع الكبة الاسرائيلية .
خصوصاً وقد ايقن قادة النداء ان لا امل مع الرئيس البشير ، وامر القبض يتدلى على عنقه ، في حوار جاد بمستحقاته ، وهو لا يزال يصر ً على أن ( 1 + 2 = 4 وليست 3 ) ، فالمغالطات صارت علنية ، والهوة تزداد اتساعاً وعمقاً ، بحيث صارت عصية على التجسير .
تجد البيان الختامي للاجتماع في الانترنيت ، وقد حوى موقف النداء حول جميع المسائل الوطنية العالقة ، ولكن يمكن الاشارة الى خمسة مستجدات ادناه :
واحد :
من الواضح ان المجتمع الدولي قد صار يختزل قضية السودان في التعاطف و العون الانساني للنازحين واللاجئين ، على حساب التاييد والدعم السياسي لقضية التحول الديمقراطي .
والفارق بين الاثنين كبير: فالتأييد السياسي يقود لتغيير النظام ، وهذا التاييد السياسي الدولي مفقود ، لان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تستعمل النظام الانقاذي كباشبوزوق لوقف الهجرة الافريقية غير القانونية عبر السودان الى الغرب ، وتصدق تدليس نظام البشير الارهابي بانه يساعدها ، وهو الارهابي بامتياز ، في مكافحة الارهاب .
في المقابل ، يحصر التعاطف الإنساني المشكلة في تقديم الاغاثات للنازحين ، مع الابقاء على نظام البشير . وحتى هذا التعاطف قد ذبل ، وصارت قضية دارفور والمنطقتين خارج الرادار الدولي .
في هذا السياق ، صرح القائد مني اركو مناوي بانهم يعرفون الطريق إلى الخرطوم بمعنى تغيير النظام ، وانهم لا يحتاجون للمجتمع الدولي ليساعدهم في تغيير النظام . ولكن فقدان التاييد السياسي الدولي يزيد من فرص تأرجح القضية ، لتراوح مكانها على ما هي عليه عبر السنوات ال 29 الماضية ، وعلى اساس كونها صارت قضية انسانية توجب التعاطف وتقديم الاغاثات الانسانية ، وليست سياسية توجب الدعم والمؤازرة لتغيير النظام الشمولي بنظام ديمقراطي .
هذه هي المسالة ، كما قال احدهم في زمن غابر بعيد ؟
اتنين :
تميز الاجتماع لاول مرة بمودة وثقة متبادلة بين قادة النداء لم تكن موجودة من قبل بين الفصائل المختلفة ، واتفاق كامل على العمل في مسيرة واحدة نحو الهدف المشترك لاقامة السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل . وتمثل الوحدة بين فصائل المعارضة حجر الاساس في بناية النظام الديمقراطي القادم .
وفي يوم الاربعاء 30 مايو 2018 ، في القاهرة ، نور السيد الامام الرئيس عمر الدقير بمخرجات اجتماع باريس ، الذي لم يتمكن الرئيس الدقير من المشاركة فيه لوعكة صحية المت به .
تلاتة :
اكد الاجتماع على التركيز في انجاح ادارة التنوع ، والعمل على ازالة مظلومية المهمشين باساليب سلمية خالية من العنف ، والتركيز حصرياً على المقاومة المدنية السلمية ، فالنداء غير معني بالخيار العسكري في اي صورة من صوره ، وشدد على ان تكون المواطنة هي المرجعية الحصرية للحقوق والواجبات .
اربعة :
سوف يرسل السيد الامام ، بوصفه رئيس النداء ، رسائل لامبيكي والاتحاد الافريقى والمجتمع الدولي ، يؤكد التزام النداء بتفعيل خارطة الطريق ، التي تعمل على تحقيق مطالب الشعب السوداني حول الحل السياسى والسلمى الشامل المتفاوض عليه، ووقف الحرب وتوفير الحريات قبل الدخول فى حوار وطنى جاد بمستحقاته مع النظام .
خمسة :
ندعو الحركة الشعبية الشمالية ( جناح عبدالعزيز الحلو ) ، وحركة تحرير السودان بقيادة البطل عبدالواحد النور ، وتحالف قوى الاجماع الوطني ، وتحالف قوى الاصطفاف الوطني ركوب سفينة النداء ، حتى يكتمل العقد الفريد ، ويصل الجميع ومعهم الشعب السوداني الى الجودي حيث السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل .
ونتذكر دوماً الآية 110 في سورة يوسف :
حتى إذا إستيأس الرسل ، وظنوا انهم قد كذبوا ، جاءهم نصرنا ، فنجي من نشاء ، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين .
2- ادارة ترمب تصنف السودان كدولة مثيرة للقلق على نحو خاص ؟
في يوم الثلاثاء 29 مايو 2018 ، وبعد اقل من 24 ساعة على نهاية اجتماع النداء ، نشرت وزارة الخارجية الامريكية التقرير الدولي للحريات الدينية لعام 2017 . احتوى التقرير على ادانات صريحة لنظام البشير على انتهاكاته المُستدامة للاقليات الدينية المسيحية في السودان ، وتفسيره المتزمت للشريعة الاسلامية ، وتطبيقه الحدود وبتر الاطراف على المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، وتطبيق نظام البشير لقانون النظام العام والجلد بالسوط حتى للمرأة التي تلبس البنطلون المحتشم .
كما احتوى التقرير على حزمة توصيات مقدمة لادارة ترامب لإنفاذها . تحتوي هذه التوصيات على عدة عقوبات امريكية ضد السودان .
ترجعنا ساقية جحا مرة ثانية للعقوبات الامريكية بعد رفعها في اكتوبر 2017 ، والسبب استبداد النظام وفساده وقمعه للحريات .
نختزل ادناه خمسة من هذه التوصيات ، التي من المحتمل ان تقوم ادارة ترمب بتفعيلها فوراً :
اولاً :
سوف تدعو ادارة ترامب لاجتماع دولى في واشنطون في يوليو 2018 ، على مستوى وزراء الخارجية ، للدول الاوروبية وغيرها من الدول الفاعلة التي لا تمارس التمييز الديني . سوف يعتمد هذا الاجتماع على عقوبات جماعية اقتصادية حادة ضد السودان وغيره من الدول التي تمارس التمييز الديني ، ومنها مصر والسعودية وجمهورية افريقيا الوسطى واريتريا .
ثانياً :
تمت اعادة تصنيف السودان كدولة مثيرة للقلق على نحو خاص في موضوع التمييز الديني
Country of particular concern CPC
حسب قانون الحرية الدينية الدولية
International Religious Freedom Act IRFA
ثالثاً :
تقييد المساعدات الامريكية للحكومة السودانية ، بإستثناء المساعدات الانسانية ، وبرامج تعزيز الديمقراطية ، والمساعدات المقدمة للمناطق المهمشة .
في هذا السياق ، سوف تواصل المعونة الامريكية تقديم وجبة الافطار لاطفال مرحلة الاساس في ولايتي الخرطوم والبحر الاحمر .
رابعاً :
سوف لن يرجع السفير الامريكي للخرطوم ، الذي تم سحبه في عام 1998 ، الا بعد ان توقف الحكومة السودانية انتهاكاتها للحريات الدينية ، وانتهاكاتها للحقوق الانسانية .
خامساً :
الضغط على الحكومة السودانية لتنفيذ خطة العمل التي طرحتها وزارة الخارجية الامريكية خلال عامي 2015 و2017 ، والتي طالبت بعدة اصلاحات في موضوع التمييز الديني ، وانتهاك حقوق الانسان ، ومنع الاحتجازات التعسفية .
3- خاتمة .
صار نظام البشير ، بسبب سياساته البئيسة ، مكباً للادانات ضد الاستبداد والقمع ، وانتهاك الحريات ، وانتهاك حقوق الانسان ، وانتهاك الحريات الدينية ، والاحتجازات التعسفية ، وفتح البلاغات الكيدية ضد السيد الامام وغيره من قادة السودان الشرفاء .
نال نظام البشير ، وعن جدارة ، عدداً من الانواط المشينة ، التي تجعله اسؤا نظام حكم مر على السودان في التاريخ الحديث . نشير الى اربعة من هذه الانواط المخزية :
+ صار سودان الانقاذ سابع افشل دولة في العالم .
+ وخامس افسد دولة في العالم .
+ وفي قاع قائمة الدول التي لا تطبق مقاصد الاسلام .
+ وبصدور التقرير الامريكي حول التمييز الديني في مايو 2018 ، صار نظام البشير يمثل دولة مثيرة للقلق على نحو خاص ؟
قلتم انى هذا ؟
قل هو من عند الرئيس البشير وسياساته البئيسة .
والحل ؟ في الحل : اي حل نظام البشير ؟