اختبار الخروج

حسن اسحق
كارهو النظام خرجوا في شهر سبتمبر العام الماضي ضد اجراءات رفع الحكومي الجزئي عن المحروقات ، انتفضوا ضدها ، والاحزاب (الكبيرة) لزمت دورها ،وعدد لا يصل الي اصابع اليد الواحدة خرج، و(الكبار) يترقبون الاوضاع ، اذا سقطت الحكومة ، سيسعون فورا في تكوين حكومة إنتقالية التي تمهد لانتخابات، واذا سقط الشعب، يستنكرون ومعلنين رفضهم استخدام القمع المفرط ضد التظاهرات السلمية ، فهم لا يشاركون في السباق الجماهيري ، لكن يحصدون الجوائز والميداليات ذهبية او برونزية وفضية ، ولماذا يرهقون انفسهم ، وفي عقلهم الباطني ، ان اقفاص المؤيدين كثيرة ومملؤة ، والانصار في كل مكان والبلهاء الذين لا رأي لهم ، فاذا وافق السيد ساندوه ، واذا رفض قبلوا قراره . قوي الاجماع الوطني علي موعد مع عمل سياسي جماهيري في ميدان الرابطة بشمبات بحري السبت المقبل ، واول عمل بعد انتفاضة سبتمبر ، وهي اختبار لقوي المعارضة التي جلست والتي تريد ان تجلس معه ، والرافضة لاي حوار ، في بيئة لا تتوفر فيها حرية العمل الجماهيري في الميادين العامة ، وحصر النشاط في دور الاحزاب ، وفي بيئة حرية الاعلام الصحفي معدومة ،وتشديد الرقابة عليها ، في بيئة لا يسمح فيها التظاهر والاعتصام ، وتسمح الحكومة للجماعات الدينية والاحزاب التي تشاركها رؤيتها في الفكرة ان تخرج متظاهرة تطالب السلطات بارسال قوات الي افريقيا الوسطي ، حفاظا علي دماء اخوانهم ، والشرطة توفر لهم الحماية ، ويهتفون بمكبرات الصوت ضد الامبريالية واعداء الاسلام . والمعارضة نفسها ليست علي قلب رجل واحد ، ومن يقول ان الخروج الشارع ومخاطبة الجمهور لم يحن اوانه ، الا بعد إنتهاء الحوار ، هم من يعول علي النظام ولا يعول علي الشعوب السودانية ، اذا اسقطت الشعوب المؤتمر الوطني ماذا فاعلون ؟، وما المبرر الموضوعي للحوار مع جماعة معروف عنها استخدام الزمن لتجني ثماره وحدها . ان السبت المقبل امتحان للاحزاب هل هي مع النظام ام مع الغالبية ، وسوف تكثر المبررات ان الوقت ليس مناسب كما اسلفت ، والمخذلون يريدون ان لا ينجح اي حشد جماهيري ، واظهار ان القوي السياسة ضعيفة ، قد لا تكون قوية ، وليست ضعيفة ، اذا اتيحت حرية الحشد الجماهيري دون قيود امنية ، فالنتيجة تظهر بعد تفاعل الشارع بما يجري في الساحة السياسية في البلاد ، ونفس المساحة التي تجدها الجماعات الاسلامية ، لا تجدها الاحزاب المعارضة ، فهذه الجماعات مسموح لها بالعمل وغيرها يضرب بالنار .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *