تحريض الاعلام الحكومي والانتباهة سبب المجزرة
كشف أحد التجار الشماليين الناجين من مجزرة (بانتيو) بدولة جنوب السودان عن تفاصيل قتل وجرح العشرات من التجار الشماليين بعد دخول قوات نائب رئيس حكومة الجنوب السابق رياك مشار المدينة.
وقال التاجر الذي كان يتحدث من داخل معسكر قوات الأمم المتحدة بربكونا : قوات مشار هاجمت المدينة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء (15 ابريل)، بالأسلحة الثقيلة والمدفعية.
وقتلت هذه القوات نحو 300 من التجار الشماليين، خاصة أبناء دارفور، والذين كانوا يحتمون بمسجد ( خلي بالك) ومستشفى المدينة. ولقيت كذلك اعداد كبيرة من الجنوبيين حتفها في الحرب المندلعة حالياً بين قبيلتي الدينكا والنوير.
وقال التاجر الذي كان يتحدث لصحيفة (الميدان) أن القوات المهاجمة قامت بتصفية (30) جريحاً من الشماليين بالمستشفى، وأكد أن هناك أكثر من (100) جريحا داخل مقر بعثة الأمم المتحدة بـ(ربكونا)، بينهم إصابات خطيرة، مشيراً إلى غرق عدد من التجار أثناء فرارهم من المعارك، بينما المئات من التجار مازالوا في عداد المفقودين.
و حذَّر التاجر من قتل المزيد من الشماليين بعد أن أعلنت قوات مشار حظر التجوال في المدينة، وحملات التفتيش في المنازل بحثاً عن موالين لحكومة سلفاكير.
وظلت اجهزة الاعلام الحكومية السودانية وصحيفة (الإنتباهة) تردد منذ إندلاع ازمة جنوب السودان اخباراً تفتقد للمصداقية وغير مدعومة بالادلة تتحدث عن قتال الحركات الدارفورية مع قوات الرئيس الجنوبي سلفاكير.
ويري مراقبون ان السبب الرئيسي لإستهداف قوات رياك مشار للتجار والعاملين في سوق (بانتيو) من ابناء شمال السودان يعود لحملات التحريض التي قام بها الاعلام الحكومي.
وكانت المعارضة الليبية لحكم القذافي قد قامت بنفس الطريقة بقتل مئات السودانيين وإقامة مجازر ضدهم علي خلفية تصريحات اطلقها وزير الخارجية السوداني علي كرتي بأن قوات العدل والمساواة تقاتل بجانب قوات القذافي. وفي حادثتي جنوب السودان وليبيا شملت حملات القتل والإنتقام جميع السودانيين دون تمييز.
وبدلاً من تحرك الحكومة لكشف ملابسات الحادثة والتحقيق في اسبابها وتعويض الضحايا، أعتبر وزير الداخلية السوداني عبد الواحد يوسف إبراهيم أن الباعث الرئيسي على تلك الأحداث المؤسفة “تورط الجبهة الثورية في القتال الدائر بين جيش جنوب السودان وقوات المتمردين التي يقودها مشار”. وأضاف في تصريحات صحفية “أن ما حدث لهؤلاء الضحايا من قبل قوات مشار جرته عليهم الجبهة الثورية التي تورطت هي الأخرى في القتال بجانب قوات سلفاكير”.
ووزير الداخلية السوداني احد ضباط الامن الذين تم تفريغهم قبل سنوات للعمل التنفيذي حيث تولى منصب معتمد ثم وزير دولة وبعدها وزيراً للداخلية ولاتتوفر معلومات كافية عن مؤهلاته وخبراته التي اوصلته لهذا المنصب الرفيع.