اتفاق “الأمة” و”العدل والمساواة” يفاجئ القوي السياسية و حكومة الخرطوم تعتبره فرقعة إعلامية وتصفه ب”الابتزاز السياس
في خطوة تفاجأت بها القوي السياسية السودانية وقَّع حزب الأمة السوداني المعارض بقيادة الصادق المهدي ، وحركة العدل والمساواة كبري حركات التمرد في دارفور بقيادة د خليل ابراهيم اتفاقاً اشتمل علي أحد عشر بنداً
دعا فيه الطرفان بحسب نص الاتفاق الذي تلقت الشروق نسخة منه
لضرورة تشكيل حكومة انتقالية لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في إبريل 2010 ، نسبة إلي انتهاء دستورية الحكومة الحالية في التاسع من يوليو الجاري 2009 استناداً لاتفاقية السلام بين الشمال والجنوب والتي ابرمت عام 2005 بحسب الطرفان.
و قال “احمد حسين” الناطق الرسمى باسم حركة العدل والمساواة فى تصريحات خاصة ل(الشروق)عبر الهاتف من لندن : “أن الحركة وقعت هذا الاتفاق ليكون مساهمة وطنية لإيجاد مخرج استراتيجى من المأزق السياسى الحالى الذى أدخلنا فيه المؤتمر الوطنى بسياساته الإقصائية ”
واعتبر “حسين” هذا الاتفاق اختراقاً سياسياً لعمل جماعى وطني ، مؤكدا أنه يرمي “لانضمام جميع الأحزاب السياسية على قاعدة مشتركة” ، م شدداً علي أن الاتفاق ليس تكتيكياً ولا موجهاً ضد المؤتمر الوطنى الحاكم.
وأكد أن هذا الاتفاق يسبب قلقا لنظام البشير، معتبراً أنه بداية كسر احتكار المؤتمرالوطنى للقضايا التى لا تتحمل الإقصاء.
وقال حسين : “أن هذا الاتفاق يعد آخر فرصة للمؤتمر الوطنى لكى يكون جزءاً من الحل، محذراً أنه فى حال مناهضته له فإن البديل سيكون الاتجاه الثورى والعمل العسكرى.
ووجه الناطق باسم العدل والمساواة رسالة للعقلاء من المؤتمر الوطنى بأن يتعاملوا بانفتاح مع هذا العمل باعتباره اسهاما فى حل قضايا الوطن.
من جانبه وصف “وليد السيد” نائب رئيس مكتب المؤتمرالوطني بالقاهرة هذا الاتفاق بأنه مجرد فرقعة إعلامية لمحاولة تقويض التحول الديمقراطي الذي يحدث في البلاد وللتشويش حول الانتخابات.
واضاف “السيد” أن حزب الامة وحركة العدل والمساواة يريدان إثارة بلبلة حول المؤتمر الوطني لأنه أصبح قريباً من الشعب السوداني بانجازاته مؤكداً أن هذا الاتفاق هو واحدة من المزاعم المراد منها هو ” الابتزاز السياسي” للمؤتمر الوطني.
واعتبر “السيد” أن وراء هذا الاتفاق صفقة للطرفين فحركة العدل والمساواة بعد فشلها السياسي والعسكري تريد أن تقول أنها الأوحد علي الساحة في دارفور لكي تثبت للمجتمع الدولي وجودها.
، أما حزب الأمة فيريد أن يبعد الأنظارعن انقاسامات حزبه الداخلية الذي يشهد صراعات كبيرة، مؤكداً أنه ليس بمقدور أي أحد إسقاط النظام باي حال من الأحوال.
وعن رد الفعل الشعبي قال السيد ” لا نتوقع استجابة من الشعب السوداني لهذه المزاعم لأنه واع مؤكدا أن الشعب نفسه هو الذي سيقف أمام هذه التكتلات كما وقف مع الرئيس السوداني عمرالبشير ضد أوكامبو.
وأكد نائب رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة أن حكومته ستدخل الانتخابات بعقل وقلب مفتحين مشيراً إلي أن الشعب السوداني هو الفيصل في الاختيار.
وقال سيف الدين بشير المحلل السياسي السوداني للشروق عبر الهاتف من الخرطوم ان حزب الامة الان يعاني من انشقاقات داخلية كبيرة داخل حزبه كما انه اخفق في امكانية اعادة صفه من جديد
وأضاف أن الصادق المهدي اقدم علي هذا الاتفاق لانه يعتقد ان منطقة دارفور منطقة نفوذ بالنسبة له لذلك بادر بالاقتراب من كبري حركات التمرد التي لها وجودا عسكريا في دارفور
وعن دعوة الطرفان حكومة الخرطوم للتعاون مع المحكمة الجنائية اعتبر المحلل السياسي السوداني ان تغيير الصادق لموقفه بعد أن كان يتحدث عن محكمة هجين أنه بتأييد قرار المحكمة يعد ضربا من ضروب التنازل لحركة العدل والمساواة لانهاخذت عليه كثيرا عند تعنيفها ابان هجوم ام درمان في مايو العام الماضي، واضاف ان المهدي يريد ان يسابق الترابي في التقرب من حركة العدل والمساواة.
القاهرة / رفيدة ياسين