اتخذوا من تحالف الجبهة الثورية مجلساً عسكرياً يمثل الشعب السوداني

أيها الشعب السوداني  الغيور على ما تبقى من أرض الوطن  والحادب على مصلحة الوطن الحريص على وحدة نسيجه الاجتماعي ورأب ما تصدع منها  عرب وأفارقة بكل ألوان الطيف وبمختلف مشاربهم ،في الشروق والغروب  والشمال والجنوب مروراً بالوسط نخاطبكم بمختلف فئاتكم وطبقاتكم من أطباء ومهندسين  ومعلمين وموظفين وعمال ومزارعين ورعاة وكل الكادحين ضحايا الخدمة المدنية (الصالح العام ) والخصخصة أن تقفوا في وجه الظلم والعدوان المتمثل في المؤتمر الوطني ومليشياته الذي عصف بالبلاد في غياهب التخلف والمرض والجهل والفقر والفرقة والشتات والعنصرية البغيضة وأصبحت البلاد في فوضى عارمة تهتك العرض والحرث والنسل وتهضم الحقوق وتسب الغير وترفع من شأن  الجاهل والوضيع وتحط من مكانة المتعلم والشريف  وجعلت الهم الوحيد للمواطن في محاولة يائسة كيف التغلب على  الثالوث المرعب ( الجوع والمرض والفقر ) وجعل البلاد في مخمصة ،المجاعة لم يعد ينظر إليها بمنظورها التقليدي أي انعدام ما يُؤكل وما يشرب ولكن المجاعة التي بمثابة كارثة أن ترى  المأكل والمشرب ولن تستطع سد رمق جوعك وجوع أبنائك .
أيها الساسة الشرفاء الذين يؤثرون مصلحة  الوطن عن مصالحهم ومطامعهم الشخصية إن الوطن اليوم في أحوج ما يكون  لمواقفكم الوطنية  الصادقة السامية  النبيلة التي تجعل مصلحة الوطن هي العليا وتهون جميع المصائب وتصغر من أجل الوطن الواحد الموحد وأن التغيير آت لا محالة علماً أن التأريخ سيسجل المواقف الوطنية بأحرف من نور ،إن  التأريخ لا يقض الجفون على غزي الآثام والأوزار .
أيها الإعلاميين والصحفيين الشرفاء أصحاب الكلمة الجريئة والأقلام التي لا تقل حده من السيف  الذين لا يخشون في الحق لومه لائم،أن ما تقدموه من أعظم الأمور ألا وهو كلمة حق في وجه سلطان جائر الذين لا تغرهم الأموال والوظائف  كي يكونوا أبواقه ويجمّلوا صورته القبيحة بمقابل حفنة من الدولارات  والحق دائماً هو الأعلى ، كلمة الحق إن تقلها تمت وإن لم تقلها تمت إذاً قلها فمت .
أيها الضباط  وضباط صف و الجنود الأحرار اتخذوا قراركم الصائب  قبل فوات الأوان من أجل مصلحة الوطن وذودوا عنه بدلاً من الذود عن نظام جائر وخائن للوطن ومواطنيه ورأس نظامه مطلوب للعدالة الدولية  وأعلموا  علم اليقين أن ملكاً لا يساوي شربه ماء جديرٌ ألا يدافع عنه وأن يذهب غير مأسوفٍ عليه إلى مزبلة التأريخ ،  قتالكم لبني وطنكم أي أنتم في حرب مفتوحة لا ناقة لكم فيها ولا جمل ،منذ استقلال السودان إلى الآن لم يخض السودان حرب خارجية مع أي دولة معادية ،الحرب في السودان حصدت أرواح الملايين من بني وطني كان من الإمكان أن يكونوا إضافة فعّالة  في كل المجالات  التي يمكن أن ترتقي بالوطن إلى مصاف العالمية ،علما ما أنفقته حكومة المؤتمر الوطني في الحرب ورشاوى الدول من أجل تضييق الخناق على معارضيه كفيل بتنمية السودان وبنيته التحتية ولا تعوزه إلى سرقة حقوق الغير أو التسول لبعض الدول  .
أيها الطلاب الأوفياء صناع الثورة والتأريخ  لكم ماضٍ ناصع البياض في تفجير وصنع الثورات جاء دوركم في هدم صنم المؤتمر الوطني الذي باع الذمم والهمم رخيصةً من أجل أزلال الوطن وشعبة ،وحرمانكم حقاً شرعياً وهو مجانية التعليم ومن حُرم العلم حُرم حرماناً عظيماً ،إضافة إلى سلب حقوق الطلاب المشروعة وزجهم في السجون وبيوت الأشباح بدلا من توفير البيئة التعليمية الصالحة .

 
السودان الوطن المتسامح أهله الطيب نيله وأرضه وسماءه وأعظم ما يميزه عن غيره وسائر الأوطان كرم وخلق إنسانه الذي لا نظير له في كل البلدان العربية والأفريقية ولعل هذا الخُلق الرفيع جاء نتيجة للتمازج والتقاء الثقافات والأعراق المختلفة التي أصبحت نعمة على السودان الوطن والإنسان ،في عصر المؤتمر الوطني(عصر المهازل)   بدلاً من استغلال النعمة هذه استغلالاً صحيحاً وتوظيفها في مكانها السليم و الطبيعي،استغلوها استغلالاً مشيناً فصارت نغمةً عليهم بسبب جهلهم وكراهيتهم التي لا مبرر لها وعنصريتهم البغيضة التي لا تعترف بالأخر وبدلاً من تصحيح مسار سيرهم من أخطاء الأنظمة السابقة التي لم تعي الدرس إلى أن وجدت نفسها في مزبلة التأريخ ، شرذمة المؤتمر الوطني سلكوا نفس الخطى التي توصلهم إلى مزبلة التأريخ ، تحالف الجبهة الثورية السودانية قادر على حل كل المشاكل العالقة بدأً بتغيير حكومة المؤتمر الوطني ونظام الحكم الذي فشل منذ الاستقلال عام 1956 إلى يومنا هذا أن يجعل من السودان دولة ديمقراطية فدرالية تقوم بواجبها نحو مواطنيها  بدلاً من تهجيرهم وتعذيبهم وقتلهم وتشريدهم وتجويعهم وسجنهم وتخويفهم وهضم حقوقهم .
خالد أبكر أبوريش
أمين الإعلام والناطق باسم العدل والمساواة __ مكتب القاهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *