ابوبكر القاضى: منشور (هذا او الطوفان) كان عملا فدائيا على طريقة شباب تونس

ابوبكر القاضى: منشور (هذا او الطوفان) كان عملا فدائيا على طريقة شباب تونس

فى 18 يناير 1985 رفض الشهيد محمود التراجع عن المنشور اختار الموت باسما

الشعب السودانى على موعد (بعد الاستفتاء) مع جيل (سيدى بوزيد) والرهيفة التنقد

جيل الشباب العربى الذى بدا يفجر نفسه امام سلطات البلدية فى تونس والجزائر وموريتانيا وفى القاهرة هذا الجيل من عمر (27 سنة ) كان فى بطن امه او كان يولد لتوه عندما كان الشهيد محمود محمد طه مصلوبا فى سجن كوبر فى تمام العاشرة من صباح 18 يناير 1985 — فاذا استلهمنا ادبيا نظرية التناسخ عند فقهاء الهندوس — يمكن ان نقول ان روح الشهيد محمود قد تناسخت وانتقلت الى هذا الجيل من (عمر 27 سنة) — وقررت روح الشهيد محمود الانتقام الايجابى — وذلك بالهام الاجيال روح الجهاد بقولة الحق امام السلطان الجائر — والهام الاجيال روح التحدى حتى الموت من اجل الحرية ورفض الاستكانة

لم يحتمل جعفر نميرى روح التحدى والجراة الزائدة الواردة فى منشور هذا او الطوفان — لذلك وافق خطيا على محاكمة الاستاذ محمود وتلاميذه الاربعة تحت المادة 98 ط من قانون امن الدولة الذى تم ادماجه قسرا فى قانون عقوبات 1983 الذى سماه الشهيد محمود بقوانين سبتمبر — وكان الهدف من المحاكمة ارهاب واذلال الشعب السودانى — وبعد صدور حكم الاعدام ارسل النميرى الوسطاء للاستاذ محمود طالبا منه التراجع فقط عن المنشور وليس عن افكاره الجدلية — بل بلغ الامر ان ذهب النميرى شخصيا للشهيد محمود فى سجن كوبر لاقناعه بالتراجع عن فحوى المنشور — الا ان الشهيد الذى كان فى عمر 76 سنة اختار الاعدام مع الصلب — رافضا الانحناءة لنظام المستبد جعفر نميرى — واختار طائعا الموت باسما — تاركا للاجيال الحاضرة والقادمة صفحة بيضاء من التحدى والعناد فى وجه الاستبداد

اقول — الشعب السودانى على موعد (بعد الاستفتاء) مع جيل شباب (سيدى بوزيد) — جيل 27 سنة على نطاق العالم العربى الذى يحكمه حكام لا يرحلون — يعدلون الدساتير ويمددون — واذا رحلوا يورثون — وقد كشف صاحب ويكيلكس فضائح وفساد راس النظام السودانى المطلوب للعدالة الدولية — وقد نضجت ظروف الثورة فى السودان — وثبت فشل النظام للقاصى والدانى — فشله حتى فى الحفاظ على وحدة السودان واراضى السودان — وبالمناسبة — صاحب ويكيليكس ايضا من جيل شباب (سيدى بوزيد) — جيل التحدى — والشعب السودانى له ميراث منذ اكتوبر وابريل فى اسقاط الانظمة العسكرية الاستبدادية — ولا تنسو شعبنا اليوم مسلح وله (ذراع طويل ) — والمعنى( ايده لاحقة) وسلاحه مجرب (ضد الامن بس) — وشعب ام درمان خير شاهد — وجيشنا واعى من اكتور ومن ابريل ومن 10 مايو 2008 — جيشنا مع شعبنا (جيش واحد شعب واحد ) — والعدو واحد هو المؤتمر الوطنى وزبانيته من الامن والاستخبارات — والى جنات الخلد روح الشهيد محمود فى ذكرى استشهاده

ابوبكر القاضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *