+ ليبيا والسودان ، تشكلان ( شأنا داخليا) بالنسبة لاولويات مصر الجديدة .
++ سلامة ( السيسي) الشخصية ، والامن الاقتصادى المصرى يقتضيان خلق حزام امنى على امتداد دول الساحل والصحراء ، وزوال مشروع الانقاذ .
اذا كانت اولويات السيسي / الرئيس المصرى المنتخب ، هى المواطن المصرى ، وتوفير الخبز والغاز له ، وهو ما نختصره بالشان الداخلى المصرى ، فان ملفى ( ليبيا والسودان ) تشكلان ( شأنا داخليا مصريا) وذلك لارتباطهما ب ( امن الدولة المصرية ، وامن وسلامة الرئيس المصرى المنتخب شخصيا ) ، فى هذا المقال سنحاول استكناه دوافع زيارة السيسي الخاطفة للخرطوم و قراءة انعكاسات التحولات الجذرية فى ( مصر الجديدة) ، فى عهد الرئيس السيسي المنتخب ، واثرها افريقيا عموما ، ودولتى الجوار( ليبيا والسودان) اللتان تطوقان مصر ، وتشكلان عمقا استراجيا للامن القومى المصرى ، بحيث تشكلان امتدادا طبيعيا يتماهى تماما مع الامن القومى المصرى المرتبط بوجود وكيان الدولة المصرية .
اولا : ( ليبيا) ، الطفل الذى يحتضر، الاكثر حاجة للاسعاف !
١- اتفهم ان مصر الجديدة ستعطى الاولوية القصوى فى الوقت الحالى الى ليبيا ، دون اهمال السودان ، وذلك لسببين جوهريين ، الاول هو ان ليبيا دولة ( تحتضر) ، واللبن يعطى للطفل الذى يصرخ بالحاح ، والعناية الفائقة تعطى للطفل المريض دون التوأم الاخر ، فالدولة الليبية فى مرحلة كسر العظام بين مجموعة الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وبصحبته القوى الوطنية الليبية الراقبة فى الوفاق الوطنى وتقديم التنازلات الكبيرة من اجل الحفاظ على الدولة الليبية والتحول الديمقراطى، من طرف ، وبين الارهابيين والتكفيريين / مليشيات انصار الشريعة والاسلاميين القبليين المتشددين من طرف اخر ، والسبب الثانى لمنح الاولوية لليبيا هو ان الدولة الليبية الموحدة القوية هى ( الانسب) ، و الاليق ( بقيادة ) ادارة الملف السودانى ، لان ليبيا لها تجربة طويلة فى التعامل مع الملفات السودانية ، ولان الدولة الليبية الان هى الاكثر تضررا من التدخل السودانى المباشر لدعم مليشيان جماعة انصار الشريعة تنفيذا لخطط التنظيم الدولى للاخوان المسلمين وايران .
٢- اكدت مصادر المعلومات المنشورة على الشبكة الدولية ان التنظيم الدولى للاخوان المسلمين يركز جهوده لدعم مليشيات انصار الشريعة فى ليبيا ، والمليشيات الاسلامية الاصولية الارهابية المتشددة للوصول للسلطة وفرض سيطرتها الكاملة على ليبيا ومواردها البترولية ، وفى سبيل ذلك حول جزءا كبيرا من كوادره القتالية على الجبهة السورية الى ليبيا ، بقصد الاستيلاء على السلطة فى الدولة الليبية .
وعلى صلة ، فقد كشفت المعلومات عن تورط النظام السودانى فى دعم جماعة انصار الشريعة فى ليبيا والتواصل معها ، بالزيارات الميدانية لقادة انصار الشريعة للسودان ، لتامين عبور الامدادت العسكرية (الايرانية والخليجية ) الواردة بحرا ، عبر ميناء بورتسودان ، وبرا ، وجوا لنقل القوات المقاتلة ( قوات الدعم السريع المكونة من الجنجويد ، فلول المعارضة التشادية ، وفلول القوات المهزومة الفارة من دولتى مالى وافريقيا الوسطى) .
. وخلاصة القول ان ليبيا فى طريقها لان تكون وكرا للارهاب يهدد امن مصر والجزائر ، وامن البحر الابيض المتوسط ، وكل دول الساحل والصحراء، وسوف يتضح لاحقا فى هذا المقال ان مصر حين تدعم الجهود الرامية لمكافحة الارهاب فى ليبيا فانها بذلك تؤمن افضل واقصر الطرق لحماية امنها القومى ، فى بواباته الغربية والجنوبية على السواء ، وضمان امنها المائي الذى يمرعبر السودان . وقبل ان نتناول التحديات المصرية لحماية امنها القومى ، فانى ساتناول مسالة اهمية استرداد مصر لدورها الافريقى .
ثانيا : هل يسترد السيسي دور مصر فى الساحة الافريقية ؟!
١- منذ اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٩ بدات الدبلوماسية المصرية فى افريقيا تتراجع ، فقد شعرت الدول الافريقية بانه لا يوجد سبب موضوعى لمقاطعتها لاسرائيل بعد ان زار المرحوم انور السادات اسرائيل ، واستعادت مصر طابا ، والعلم الاسرائيلى يرفرف فى قاهرة المعز، والسفارة فى العمارة . باختصار ، بعد كامب ديفت انكمشت مصر افريقيا ، وفى المقابل انداحت اسرائيل فى افريقيا ، خاصة فى دول حوض النيل ، ونتج عن ذلك ان انكرت دول حوض النيل اعترافها باتفاقية تقسيم مياه النيل لعام ١٩٥٩ المبرمة بين السودان ومصر ( وهى دول مصب) ، تقاسمت بموجبها ( كل ) مياه النيل .
٢- لم تفشل الدبلوماسية المصرية فى افريقيا فحسب ، وانما فشلت فى السودان ، ليس فى عهد الانقاذ فحسب ، وانما منذ عهد الديمقراطية الثالثة فى السودان حيث قامت مصر بايواء السفاح الهارب انذاك / جعفر نميرى . وقد وصلت العلاقات المصرية السودانية دركها الاسفل ابان المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الاسبق / حسنى مبارك . وقد وقفت مصر متفرجة على السودان وهو يتفتت ، ولم تتطور العلاقات بين البلدين حتى فى عهد مرسي الاخونجى ، حيث كان السودان اخر دولة زارها مرسى فى نهايات عهده البائس .
٣- مشاركة الرئيس المصرى المنتخب/ السيسي فى القمة الاقريقية الاخيرة المنعقدة يوم الخميس الماضى ٢٦ يونيو ٢٠١٤ بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو ، تعتبرا ضربة البداية لتدشين عهد جديد من الاهتمام المصرى الفائق بافريقيا ، وقد عززها السيسي بالزيارة القصيرة للسودان ، وهى زيارة رمزية قصد بها السيسي توصيل رسالة للشعب المصرى مفادها ان عهد اهمال الدولة المصرية للسودان وافريقيا قد ولى ، فضلا عن ان الهدف من الزيارة هو محاولة تحييد السودان لحين تنضج الظروف فى ليبيا .
ثالثا : تحديات الامن القومى المصرى فى السودان ؟؟!!
١- بالنظر الى المحيط المصرى ، مما جميعه ، داخليا وخارجيا ، نجد ان اكبر مهدد امنى لمصر الجديدة فى عصر السيسي ، يكمن فى النظام الانقاذى الاسلامى الارهابى السودانى ، وذلك حسب الشواهد التالية :
أ- اذا كان الاسلاميون داخل مصر ، كما يبدو لدى الوهلة الاولى ، هم اكبر مهدد امنى لمصر الجديدة ، ( مصر ما بعد عهد الاخوان المسلمين) ، فان المكان المناسب لتنفيذ اعمالهم الارهابية ضد مصر الجديدة هو سودان الانقاذ ، من فعل الشئ مرة وفشل ، فانه يمكن ان يفعله مرة اخرى بنجاح ، اعنى ، نظريا ، ومنطقيا ، ان النظام السودانى الذى سبق له ان حاول اغتيال الرئيس المصرى الاسبق / حسنى مبارك ، يمكن ان يقدم مرة اخرى على اغتيال السيسي ايضا .
ب- الاغتيال السياسي هو الاسلوب المجرب الذى يعرفه الارهابيون المتاسلمون ، جربوه مع الشهيد السادات ، وجربوه فى ليبيا قبل اسابيع مع المتقاعد خليفة حفتر . اذا كان النظام السودانى قد نفذ محاولته الارهابية الفاشلة لاغتيال حسنى مبارك ، فى اديس ابابا ، خارج الاراضى السودانية ، مستخدما امكانات الدولة الرسمية المدعومة بالحصانات الديدلوماسية ، فان هذا يعنى ان النظام السودانى يمكن ان يعيد نفس التجربة ، اعنى خارج الحدود السودانية مستخدما المرتزقة الاسلامين من دول الساحل والصحراء ، الذين هم الان جزء من قوات الدعم السريع ، لتنفيذ مخططاته الاجرامية الارهابية ضد الدولة المصرية ، ورئيسها المنتخب / السيسي.
ج- ان الاغتيالات السياسية للرؤساء / الامراء ، هو جزء من التراث السلبي الاسلامى ، ويكفى ان نذكر ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه / وهو الخليفة الثانى لرسول الله ( ص) قد مات شهيدا / مقتولا ، وكذلك عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وكذلك الامام على كرم الله وجهه ، كلهم ماتو مقتولين ، وقد حاول الانقاذيون اغتيال حسنى مبارك ، كما سبقت الاشارة ، اذن فحين نقول ان النظام الانقاذى السودانى هو اكبر مصدر للتهديد الامنى للدولة المصرية ، وللسلامة الشخصية للرئيس المصرى المنتخب حديثا ، فاننا لا نبالغ ، وانما نضع النقاط فوق الحروف ، ونسمى الاشياء بمسمياتها .
رابعا : كيف تواجه مصر تداعيات مكافحة الارهاب فى ليبيا وتنظيف ليبيا من الارهابيين ؟!
يجمع المحللون على ان ليبيا مقبلة على مرحلة استكمال ثورتها الظافرة التى قضت على عهد المستبد القذافى ، وان جماعة الكرامة والقوى الحية فى ليبيا الراقبة فى الوفاق ، والتحول الديمقراطى ، ستخوض معركتها الفاصلة ضد الارهابيين فى ليبيا ، وان دول الجوار ( مصر والجزائر) المنزعجة لاقصى الحدود من سعى الارهابيين الاسلاميين الحثيث للسلطة فى ليبيا سوف تدعم القوى الوطنية الليبية ، وذلك حفاظا على امنها القومى ، لذلك فان مسالة دحر الارهابيين المتاسلمين فى ليبيا من جماعة انصار الشريعة وحلفائهم من المليشيات القبلية هى مسالة وقت بالاسابيع ، وما يعنينا فى هذا المقال دراسة تداعيات الاوضاع الليبية بعد هزيمة الارهابيين فى ليبيا ، واثر ذلك على الامن القومى المصرى والسودانى، وامن منطقة الساحل والصحراء، خاصة دول : تشاد ، النيجر ومالى :
يمكن تلخيص تداعيات الحرب على الارهاب فى ليبيا بعد هزيمة الارهابيين الاسلاميين فى نقطتين:
الاولى هى سلاح المليشيات الاسلامية ، اين سيذهب ؟ هل سيعبر الصحراء الكبرى لاسقاط ، او زعزعة دول الساحل والصحراء ، وفى مقدمتها تشاد؟!
الثانية هى الارهابيون الاسلاميون ، الليبيون ، والذين قدموا من سوريا ، ومرتزقة قوات الدعم السريع الذين اتى بهم النظام السودانى من فلول المعارضة التشادية ، والماليين ، وافريقيا الوسطى. اين ستذهب هذه القنابل البشرية التكفيرية ، هل ستلحق ب ( بوكو حرام مثلا) ؟’
وفيما يلى نقوم بقراءة وتحليل التداعيات المتوقعة بعد تصحيح مسار الثورة الليبية ، و دحر الارهابيين فى ليبيا :
١- اذا كان من تداعيات سقوط دولة القذافى سقوط دولة مالى ، وهى بعيدة نوعا ما من ليبيا ، فاننا نتصور حجم الخطر الذى يهدد دولة مثل تشاد مثلا ، خاصة وان المعارضة التشادية موجودة فى ليبيا ضمن قوات الدعم السريع التى ترسلها حكومة الخرطوم الى ليبيا جوا وبرا لدعم مليشيات انصار الشريعة، واخواتها من المليشيات الارهابية التكفيرية .
٢- ان تداعيات الحرب على الاراهاب فى ليبيا سوف تتجلى بصورة خاصة فى سودان الانقاذ ، فسوف يقوم تنظيم الاخوان الدولى ومن خلفه ايران باعادة انتاج النموذج السورى بشكل او باخر فى السودان ، باعتباره اخر دولة اسلامية تحت سيطرة الاسلام السياسي، بحيث يكون السودان مركز تحرك للاعمال الارهابية الموجهة ضد الدولة المصرية باعتبارها هدفا قريبا من الحدود السودانية ، خاصة مراكز صناعة السياحة المصرية المتمركزة فى الاقصر وجنوب مصر.
٣- ان هدف التنظيم الاخوانى الدولى هو زعزعة مصر الجديدة ، واستنزافها من ( الجنوب) ، لاجبارها على التصالح مع الاخوان المسلمين ، او على الاقل لمنع السيسي من تحقيق انجازات اقتصادية كتلك التى حققها اردغان فى تركيا ، مع الفارق ، وشاهدنا ان الانجازات الاقتصادية تجعل اى نظام مقبولا، فالناس مع مصالحها ، بغض النظر عن النظام الحاكم .
خامسا : اين موقع الجبهة الثورية / الحركات الدارفورية من زلزال التغيير فى مصر وليبيا ؟!
١- بالقطع فان الجبهة الثورية السودانية تاسف لهذا الوضع الماساوى ، والدور الوقح الذى اختارته الدولة الانقاذية لتكون اكبر مهدد للامن القومى المصرى ، ولتضع موارد السودان وامكانيات السودان فى خدمة ( دولة العقيدة / الاسلام السياسي) بما يهدد دول الجوار العربية الاسلامية / السعودية / مصر / ليبيا / الامارات ، لصالح خدمة المحور الايرانى الذى يتاجر بقضايا الامة العربية القومية خدمه لمصالحة الخاصة ، ومشروعه التوسعى الطامع فى الارض والثروة العربية ، بدليل احتلاله للجزر الاماراتية .
٢- ان تداعيات دحر وكنس الارهاب فى ليبيا المشار اليها اعلاه، بالقطع تهدد وجود اطراف الجبهة الثورية ، خاصة الحركات الدارفورية بسبب قربها من ليبيا ، بمعنى ان هذا الوضع اذا لم يتم احتواء اثاره سيعزز موقف المرتزقة والارهابيين الفارين من ليبيا الى السودان ، مما قد يعزز قوات الدعم السريع بالسلاح والرجال الارهابيين ، مما سيفاقم الاوضاع المتردية اصلا فى دارفور ويزيد معاناة الدارفوريين ، ويهدد وجود الحركات المسلحة، ان هذا الوضع ، وبمنطق ( عدو عدوك صديقك ) ، يخلق حالة شراكة طبيعية بين مصر الدولة ، وليبيا الدولة من طرف ، وبين الجبهة الثورية السودانية من طرف اخر .
سادسا : تلافى تداعيات دحر وهزيمة مليشيات انصار الشريعة مسالة تحتاج الى جهود كل دول منطقة الساحل والصحراء( بما فى ذلك الحركات المسلحة الدارفورية ) + فرنسا :
١- الاجراء الطبيعى الذى سوف تفعله دول الجوار ( مصر ، تونس ، الجزائر، النيجر ، تشاد ) هو اغلاق حدودها بالضبة مع جارتها ليبيا ، وذلك لمنع تسرب الارهابيين الفارين من ليبيا ولمنع تسرب السلاح الليبي الى اراضيها ، وتفاديا ، لزعزعة الامن القومى لكل دولة من هذه الدول المجاورة لليبيا .
٢- الدولة الوحيدة من دول الجوار الليبي التى سترحب بالارهابيين الفارين من ليبيا وبالسلاح الليبي هى دولة الانقاذ ، وذلك للاسباب التالية :
أ- الدولة السودانية هى التى صدرت الارهابيين من قوات الدعم السريع الى ليبيا لتقاتل فى صفوف الارهابيين من جماعة انصار الشريعة وحلفائهم ، فبديهى ان تعود هذه القوات / بعد هزيمتها الى المكان الذى اتت منه ، وذلك من اجل مواصلة الجهاد واسترداد دولة الشريعة فى كل من ليبيا ومصر .
ب- الدور المرسوم للدولة السودانية الانقاذية من قبل التنظيم الدولى للاخوان المسلمين وايران هو دعم الاخوان المسلمين فى مصر من اجل استرداد دولة ( مرسي) الاسلامية المفقودة فى مصر ، وقد كان الاسلام السياسي يامل ان يصل انصار الشريعة فى ليبيا للسلطة ، لخلق كماشة حول مصر، اما لاسقاط دولة السيسي ، او خلق (زعزعة ) مستديمة لمصر الجديدة مما يمنعها من تحقيق اى نجاح اقتصادى ينسي الانسان المصرى عهد مرسي الظلامى .
ج – ان مجرد الحديث عن ( خطر انتقال الارهابيين من ليبيا ، بسلاحهم ، عبر السودان ) ، الى دول الساحل والصحراء ، يرفع حالة الاستعداد فى فرنسا الى الدرجة القصوى ، لان معنى ذلك ان مصالح فرنسا فى دول الساحل والصحراء الاسلامية ستكون فى خطر عظيم ، نعم ، خطر حقيقى ، لا يحتاج الى شطارة كبيرة لتلمسه ، فقد استخدم الطوارق السلاح الليبي المهرب ، واستخدموه فى اسقاط دولة مالي ، وانشاء امارة اسلامية اعتبرتها فرنسا مهددة للمصالح الفرنسية فى منطقة الساحل والصحراء كلها . ان تهريب السلاح الليبي الى افريقيا سوف يدعم جماعة ( بوكو حرام ) ، ويوفر لها الرجال والعتاد لتهديد المصالح الفرنسية فى منطقة الساحل والصحراء .
اخلص من كل ما تقدم الى ان زيارة الرئيس المصرى / السيسى الخاطفة للخرطوم القصد منها اعطاء جرعة ( مسكن) ، لحين اكتمال تجراءات اعادة ترتيب الاوضاع فى الاقليم المجاور لمصر ، ( ليبيا ، تونس ، الجزائر) ، والقاسم المشترك بين هذه الدول ، انها دول الربيع الاسلامى ، التى اصبحت تهدد الامن القومى العربى / السعودية / الامارات / مصر / الجزائر …الخ ، فالرئيس المصرى الزائر يدرك ان نظام الانقاذ لا يصلح ان يكون شريكا ( لمصر الجديدة ) ، وان النظام السودانى الانقاذى الذى رهن القطر السودانى لصالح ايران والتنظيم الدولى للاخوان المسلمين هو اكبر مهدد امنى لمصر الدولة ، ولحياة الرئيس السيسي شخصيا . ان هذا الدور الخطير الذى وضع النظام السودانى نفسه فيه ، يستوجب ، الان ، ذهاب نظام الانقاذ الذى فقد مبررات وجوده ، فنظام الانقاذ الهزيل، الفاقد للشرعية ، والمرفوض من شعبه ، قد كان مسنودا امريكيا من اجل نيفاشا ، وانفصال الجنوب ، وقد تم ، كما انه كان يساهم فى تزويد المخابرات الامريكية بالمعلومات عن الارهاب فى القرن الافريقى / الصومال حتى نال شهادة ( متعاون جيد) ، الان ، سيصبح النظام السودانى اكبر وكر للارهاب ،الاسلامى فى افريقيا ( بعد سقوط دولة مرسى ) ، مما سيهدد حلفاء امريكا فى السعودية ومصر ، وامن البحر الاحمر بما فى ذلك امن اسرائيل . باختصار اشد : هذا النظام الانقاذى غير صالح ( للشراكة) مع مصر الجديدة ، ويتعين ذهابه ، فهو نظام فاقد للشرعية ، وفقد شرعيته الثورية المزعومة حين اباد شعبه فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ،
ابوبكر القاضى
كاردف
٢٩ يونيو ٢٠١٤