مبارك الكودة
طالعتنا صحيفة الصيحة اليوم الخميس ١٣/ ديسمبر في صفحتها الأولي بتصريح للأمين السياسي للمؤتمر الوطني الأخ عمر باسان جاء فيه أن : السودان يتمتع بأفضل عشرة اقتصاديات في أفريقيا!
وبما أنني لست اقتصادياً محترفاً قلت في نفسي وأنا أقرأ هذا الخبر ربما لهذه الجملة كمصطلح اقتصادي (يتمتع بافضل عشرة اقتصاديات) معنيً آخر في علم الاقتصاد غير الذي ظننته، والذي ظننته كمعنيً لهذه العبارة أننا كسودانيين نعتبر من أفضل عشرة دول في إفريقيا من حيث أفضلية الاقتصاد الذي تتجلي عافيته وأفضليته في قفة الملاح والخدمات والصحة العامة للمواطن وإن كان ظني هو مقالك فإنك أخي عمر باسان قد بالغت ( بوليغ ) بهذا التصريح العجيب كما قالت تلكم الصغيرة، وقد بلغ بك الاستخفاف والاستفزاز والأزدراء لهذا الشعب مبلغاً عظيماً ، مما جعلني أحتقر نفسي ووطنيتي فالوطن عندي أخي الكريم قيمة مضافة لإنسانيتي وليس خصماً عليها.
ولكن يبدو أنني كمواطن أستحق هذا الازدراء وهذا الاستخفاف لأني كلما صُفِعت في خدٍ أدرت لكم الآخر ( فأنا استاهل )كما أنني بعد الذي رأيته تأكد لي تماماً أن قصة فرعون الذي مشى بين قومه عرياناً صحيحة مئة بالمئة، وللأسف الشديد فقد وصل بنا الحال في السودان أن افتقدنا حتى ذلكم الطفل الصغير الذي يقول لنا إن مليككم لعريان.
لا أجد حرجاً في أن أسوق لكم بهذه المناسبة مثلاً سمعته من ( أهلي الكبار ) خاصة والدتي رحمة الله عليها وهي تلفتنا الي ما نحن عليه من حال يستدعي الى السخرية بقولها: الحاجّة قاعدة أم فكو ومافي زول قادر يقول ليها اتغطي.
دحين يا باسان أخوي فقد بلغ بكم العُرِي ما يجعلني أقول لكم غطوا عوراتكم يرحمكم الله. ونصيحتي لكم أن تكُفوا ألسنتكم عنّا فالشعب السوداني لازال يبحث عن مخرج آمن بالتي هي أحسن، والحمد لله القائل (قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)
واللهم اهدنا سواء السبيل.
مبارك الكوده
١٣ / ديسمبر / ٢٠١٨