(إنقطاع الكهرباء)..شماعة مروي..الخبيرة :عايدة المهدي : سد مروي ادخل السودان في ديون خيالية واجبة السداد..والاستفادة ضعيفة

إنقطاع التيارالكهربائي ليس بالأمرالجديد علي المواطن في كل ولايات السودان، بل ظلت الأغاني والدراما السودانية تتناول هذه القضية الحيوية علي مر التاريخ بمفردات عديدة وتناول درامي ومسرحي ، وليست ( كسكتة الأستاذ الفاضل سعيد رحمه الله ) ببعيدة عن الأذهان حيث صورت الإنسان حتي عندما يريد أن ينتحر يفشل في إستخدام الكهرباء كأسهل وسيلة للإنتحار نتيجة لإنقطاع الكهرباء الدائم، بينما ظلت مبررات الهيئة القومية للكهرباء دائماً الطمي بتوربينات خزاني الرصيرص وسنار،وتلك أصبحت (شماعة محفوظة ) لدي الكبير والصغير،ولكن الغريب في الأمر أن مبررات الهيئة تغيرت هذه الأيام وهي تعزو إنقطاع الكهرباء لخروج الوحدات العاملة بمحطة سد مروى رغم دخول كهرباء السد تدريجياً في الرابع من مارس الماضي بتوربينتين وقفزت إلي (6) توربينات مؤخراً لتمد الشبكة القومية للكهرباء بـ(750) ميقاواط بواقع (125) ميقاواط لكل وحدة _ أي وجدت الهيئة شماعة جديدة اسمها سد مروي _ ومن هنا بدأت حرب التصريحات والتصريحات المضادة بين الهيئة القومية للكهرباء وإدارة سد مروي ، وإحتدم الجدل بينهما خلال الأيام الماضية للدرجة التي دفعت بوزيرالطاقة والتعدين إلي عقد موتمرصحفي للرد فيه علي تصريحات من مدير وحدة تنفيذ السدود تقول بان الهيئة القومية للكهرباء لاتستغل كهرباء سد مروي والتي توجد منها (42%) كهرباء السد ليؤكد وزير الطاقة أن الهيئة تستغل (91%) .. ومن هنا يبرز سؤال أين الحقيقة ..؟ تفيد متابعاتنا بان جهات سياسية عليا تدخلت لإحتواء حرب التصريحات هذه وتعمل الآن علي طي هذا الملف ، ولكن قبل أن يطوي هذا الملف ،أعاد إنقطاع التيارالكهربائى أمس الأول الجدل من جديد إلي السطح حيث عزت الهيئة القومية للكهرباء إنقطاع التيارالكهربائى إلى خروج كل الوحدات العاملة بمحطة كهرباء سد مروى دفعة واحدة حيث تمثل 65% من جملة الكهرباء بالشبكة مما أدى الى إنهيارالشبكة وبالتالى حدوث إظلام كامل، وقال مصدرمسئول بالهيئة القومية للكهرباء فى تصريح لوكالة السودان للانباء إنه وفى تمام الساعة الثالثة و27 دقيقة عصرأمس الاول كانت الشبكة القومية للكهرباء تعمل بطاقة 1110 ميقاواط (720 ميقاواط من سد مروى و390 ميقاواط من المحطات الأخرى ) حيث خرجت الوحدات العاملة بمحطة كهرباء سد مروى كلها من الشبكة دفعة واحدة.
ويبدو أن مبررات الهيئة هذه المرة حقيقية حيث أكدت مصادرمطلعة بإدارة سد مروي ان سبب إنقطاع التيار امس الاول يعود الي خطأ فني صاحب دخول التوربينةرقم (7) من سد مروي وأدي الي خروح كل الوحدات او التوربينات العاملة بسد مروي دفعة واحدة بينما بدأت في العودة بفضل جهود مهندس السد عند الساعة الثامنة وثمانية وثلاثين دقيقة وتواصل العودة تدريجياً لتعود(5) محطات بحلول الساعة الواحدة من صباح امس بطاقة (625) ميقاواط بينما هنالك توربينتين بطاقة (250) ميقاواط في انتظارالطلب من الهيئة القومية للكهرباء .
لكن الخبراء يفسرون الجدل الدائر بين الهيئة القومية للكهرباء وادارة سد مروي حول المتسبب في انقطاع التيارالكهربائي بان هنالك أسباباً فنية معلومة لدي الطرفين ولكنهما يتجاهلانها ويرفضان ذكرها صراحة، لكنها تبدو بوضوح لتتجسد في ضعف مواعين الهيئة القومية للكهرباء في استيعاب الطاقة الكهربائية المنتجة بسد مروي من خطوط ناقلة ومحطات مصاحبة لها فضلاً عن الخطأ الكبيرالقائم علي إنشاء سد مروي قبل تعلية خزان الروصيرص بحيث تضمن التعلية إمداداً مائياً مستقراً للسد.
وإن كان هذا التفسيرصحيحاً اومبررات الهيئة والسد صحيحة فان الحقيقة التي تبدو واضحة وصحيحة هي ان هنالك انقطاعاً متكرراً للتيار الكهربائي وعدم استقرارملحوظ فيه منذ دخول كهرباء سد مروي في مارس الماضي مما دفع البعض المطالبة بالعودة الي ماقبل مارس بينما تفيد متابعاتنا بان لجنة الطاقة بالمجلس الوطني ستعقد اجتماعاً اليوم لمناقشة قضية إنقطاع الكهرباء امس الاول وعودة الظلام الدامس إلي مدن وولايات السودان وعاصمته الوطنية.
وقالت مصادرمطلعة بادارة سد مروي إن انقطاع التيارالكهربائي امس الاول سببه خطأ فني صاحب دخول التوربينة الـسابعة من سد مروي وأدي الي خروج كل الوحدات او التوربينات العاملة بسد مروي دفعة واحدة .
وتعهدت المصادربان دخول التوربينة الـثامنة من سد مروي سيشهد تنسيقاً من إدارة السد مع الهيئة القومية للكهرباء لتفادي حدوث إظلام تام كما حدث امس الاول مبيناً في هذا الصدد انه كلما وجد تنسيق كلما تم تفادي حدوث ظلام مشيراً الي استمرارإدارة السد في تشغيل بقية التوربينات ليكتمل دخولها بحلول ابريل من العام القادم .
وفي السياق أكد الخبراء ان السبب الحقيقي لإنقطاع الكهرباء يعود الي ضعف مواعين الهيئة القومية للكهرباء في استيعاب الكهرباء المنتجة بسد مروي بجانب تأخر تعلية خزان الروصيرص والذي وصفته بخطأ استراتيجي في ترتيب الأولويات بين تنفيذ التعلية والتي بإمكان مواعين الكهرباء استيعابها وبين تنفيذ سد مروي الذي تعجز مواعين الهيئة عن استيعابه لتصبح الكهرباء المنتجة منه غيرمستغلة الآن.
وأكدت عابدة المهدي وزيرالدولة بوزارة المالية الاسبق والخبيرة الاقتصادية المعروفة ان سد مروي ادخل السودان في ديون خيالية واجبة السداد ، نأمل ان يخرج منها خاصة في ظل ضعف الإستفادة من العائد من السد وضعف الإستفادة من الكهرباء المنتجة منه نتيجة إلي ضعف مواعين الهيئة القومية للكهرباء في استيعابها بينما كان الخطأ الإستراتيجي في ترتيب الأولويات يكمن في عدم إعطاء أولوية لتنفيذ تعلية الروصيرص قبل تنفيذ سد مروي.
وأضافت عابدة في حديثها لـ(الرأي العام) أن الحل للأزمة سياسي للأسف الشديد وليس اقتصادياً لا سيما وان الاقتصاديين من غيرالسياسيين لا يفعلون شيئاً في كل القضايا بما فيها الكهرباء ..
ويبقي الوضع المحبط بينما العالم يشهد قفزات في كل شئ والدليل ما أظهرته الصين في الإحتفال بستينيتها) .
تقرير:سنهوري عيسى
الرأي العام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *