بقلم / حماد صابون – القاهرة
اقليم جبال النوبة ظل فى الماضى والحاضر يتعرض لعدة غزوات ثقافية واقتصادية وعسكرية ومازالت مستمرة فى جيلنا الذى ادرك وتمرد وشكل حركة ثقافية لمواجهة التحديات الثقافية والسياسية معا من خلال ميدان ( العلم والقوة الشعبية المسلحة ) التى تقوم بدور مواجهة مليشيات الدولة الدينية التى اشعلت حرب الفتاوى الجهادية الاولى فى التسعينات و فشلت فى صمود امام شباب جبال النوبة الذين دحروا جميع المتحركات الداخلية والخارجية التى تم استيرادها لمواجهة شعب جبال النوبة الذى اصبح المهدد الرئيسى بقوتة لإزالة الدولة الدينية التى اعلنت ايضا الحرب الثانية فى فجر 6/6/ 2011 بهدف القضاء على امبراطوربة جبال النوبة محددا بذلك السقف الزمنى 72 ساعة لإنهاء العملية والسيطرة على عرش اراضى الاقليم لبسط سيطرتها واستعباد شعب جبال النوبة للأبد ، ولكن ماذا حدث منذ ميلاد تلك الحرب 2011 الى تاريخ0 اللحظة 2014 ؟ بلاشك الهزائم تتوالى والغنائم تتدفق الى مخازن الجبال والمقابر تستقبل المليشيات المحلية والمستوردة والمستشفيات امتلات بالجرحة وفاقدى الاطراف وغيرها من نتائج التحدى الممنوع الذى اختاره الموتمر الوطنى لمبارزة النوبة بحسابات عسكرية لم يتم دراستها من هيئات اركان الحرب الناجحة بل دخلت فى معامل المليشيات التى تفتقد التقديرات الحربية لموزانات القوة والخبراءت الكمية والكيفية .
ولذلك نتائجها كانت مليئة بالهزائم المستمرة الى تاريخ اللحظة ،ومن هنا احلام البشير الذى كان يسعى ان يحققة قبل التنحى بنظرية المفاجاه قد حفر له مقبرة كبيرة بلاشك ، وتراكم غبن الهزائم قد جعل البشير يسعى للانتحار لمواجهة شعب معروف تاريخة البطولى فى مسيرة الحركة الوطنية السودانية قبل وبعد الاستقلال الذى لا يعرف سجلة الحربى الهزيمة امام اى طاغىية ظالم فى الارض
،ولذلك كانت اخر طلقة للبشير بالامس الجمعة25يناير 2014 قام يقصف منطقة كاودا ب 48 صاروخ ولم يستخدم البشير ربع هذا العدد لمواجهة اسرائيل التى استهدفت ميناء السودان وعاصمة السودان بضرب مصنع الشفاء وبعض المؤسسات الحيوية ذات الصلة بالانتاج الحربى ، هذه كانت اخر طلقة و الخطة الاخيرة الذى نفذه البشير تحت شعار عسى ولعل ان يدمر كل مخلوقات وكائنات حيا تحمل ماركة او جينات جبال النوبة الذى ارهق هذا النظام الطاغى . لانه فقد كل المليشيات ونفد رصيده الاقتصادى و الحربى ويعيش على اسطوانة اعلامية كاذبة فضحت اكاذيبة بنفسه تحت شعار ( لدى حلم لحسم التمرد ) .
المهم فى الامر ما جاء فى عنوان المقال هو بيت القصيد وكان شاعره مفتى ديار الاسلام السياسى الذى سنركز على على امره الغريب ، ولكن لم يكن مستبعدا فى ظل ثورة الانحراف الذى حل برجال المشروع الحضارى الذين نصبوا انفسهم رسولا للامة السودانية التى كشفت حال كذبهم الباين بلاشك ، ومع علم الجميع ان لكل مجتمع او قبيلة سودانية ارث ثقافى يعبر عن قيمهم الاجتماعية و الثقافية التى تعبر عن هويتهم التى تميزهم من الاخرين وسمى هذا الامر بالتنوع الذى جعل السودان متنوعا وفشلت كل الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان فى ادارة هذا التنوع ، ولكن الغريب فى الامر ان هنالك اخرون يرونا ان ثقافات الاخرون يجب ان يكون مكانه الطبيعى المتحف وبالضرورة يتم اعادة انتاج الاخرين فى داخل ثقافتة الذاتية التى تعبر عن هويتة القبلية او الاثنية دون الاخرين المدعوين للانتساب بشروط مركز الهوية الاثنية بغرض تدمير هويات الاخرين مستخدميين جميع الوسائل بما فيها الخطاب الدينى الاسلامى ، هذه الفرضيات بمرور الزمن مع ارتفاع معدل الواعى بطبيعة الصراع وخطر الاندماج الثقافى القسرى قد احداث مفاهيم التمرد الثقافى فى غابات العودة للجذور وسرعنا ما انزعج مراكز الانتاج الثقافى لمركز الهوية العربية فى السودان بان عملية الشحن الثقافى ستعانى من مشكلات الاستقبال لان هنالك ثورة ثقافية مضادة عنيفة لديها القدرة لتفريغ المكونات الثقافية التى لم تعبر عن ذاتها وامكانية شحن موجبات تعبر عن ذاتها الثقافى لمواجهة الجسم الغريب الذى احداث فى ذهنة تشوهات ثقافية وخلق انقسام فكرى وثقافى بين الاجيال نتيجة لعوامل هذا الاستيلاب الذى يواجه الحركة الثقافية التى عبر عنها النوبة من خلال المهرجانات الثقافية لتراث جبال النوبة الذى ازعج احد ائمة مساجد الاسلام السياسى فى امبدة الحارة 24 بدار السلام خطب فى خطبة الجمعة وقام بتكفير هذا المهرجان الثقافى لتراث جبال النوبة وكان احد الاسباب التى جعلته يقود حملة فتاوى التكفير ضد النوبة لان ( المريسة كانت حاضرة ) كطرف اساسى فى مراسم الطقوس االذى ازعج المنافقون الذين يتناولونا كاسا فى الظلام ويحرمونه فى منابر الخطب الدينية فى المساجد ، والسؤال الذى يطرحة نفسة ان المساجد لله والحديث فيه لا يخرج عن ( قال الله وقال الرسول ) ،ما الذى دعا مفتى الاسلام السياسى ان يتدخل فى شان تراث وثقافة قبيلة تعبر عن هويتها التى خلق الله بها ؟ هل الدوافع العنصرية والكراهية للنوبة دفعه لذلك ؟ ام نجاح الثورة الثقافية وراء فتوى مؤجات الهؤس الدينى ؟ولكن هنالك موقف بطولى من رجل وطنى من ابناء جبال النوبة قام مدافعا عن ما قيل من المنصة الدينية عن هويتة و تقدم بعريضة وفتح بلغ ضد مفتى الديار الذى يكفر الفعل الثقافى لشعب جبال النوبة . وقد عقدت اول جلسة فى محكمة الحارة 17 بسوق ليبيا يوم الخميس الماضى ، من هنا تباينت ان كل المؤسسات الثقافية والعسكرية والسياسية والعدلية والدينية اخيرا كلها اصبحت ضد النوبة و لذلك لابد من مناشدة لكل الزملاء من الاعلاميين السودانيين وبشكل خاص ابناء النوبة بالداخل والخارج فضح هذا السلوك العنصرى الذى لا يعبر عن شخصية رجل دين غير ملتزم بحدود الله قولا وفعلا ، وكما نناشد جميع ابناء النوبة الحقوقيين تقديم الدعم القانونى لشاكى حتى تنتصر هذه القضية العادلة حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف التى يمكن تاتى يوما يصدر فتوى بان النوبة ليسوا بسودانيين فى ظل فوضى الفتاوى المزاجية والعنصرية التى اشعلت الحروب والفتن فى ارجاء الوطن وقسمتها اكثر .
[email protected]