البرنامج سيتغلب على الرقابة السودانية ويقدم أخبارا عن تطور المحاكمات المتعلقة بجرائم الحرب
سيتمكن سكان دارفور هذا الأسبوع من الإستماع إلى أول حلقة من برنامج يعالج قضايا حقوقية محلية وعالمية وهو من إنتاج مشترك مع معهد صحافة السلم والحرب وتبثه إذاعة يديرها دارفوريون يعيشون في الخارج ومن المتوقع أن يجذب بشكل منتظم أكثر من مليون مستمع في إقليم دارفور. وسيبث البرنامج المسمى “في الميزان” مباشرتاً في الإقليم من استوديوهات راديو دبنقا في هيلفرسوم في هولندا. ويعيش غالبية المستمعون المتوقعون في مخيمات للمهجرين في دارفور وفي مخيمات لللاجئين خارج الحدود في شرق تشاد، وهذا بالإضافة إلى مستمعين في أرجاء أخرى من السودان.
وتدار إذاعة دبنقا من قبل مجموعة من الدارفوريين في هولندا بالتعاون مع شبكة من مراسلين يتواجدون في الميدان في السودان لبث الأخبار والبرامج المنوعة لمدة ثلاثة ساعات يوميا لدارفور.
وتقدر الإذاعة أنه هنالك أكثر من مليون شخص يستمعون إلى برامجها أثناء بثها وهذا حسب المعلومات التي قدمها المستمعون والأبحاث الميدانية التي قام بها المراسلون.
وتعد الرقابة الحكومية حالة روتينية في السودان إذ تتمثل في منع الصحف والإذاعات من كتابة أو بث التقارير الإخبارية التي تنتقد الحكومة وهو ما يجعل قيام صحافة حرة داخل البلاد أمرا شبه مستحيل.
وتقول كايتي غلاسبورو، منتجة برنامج “في الميزان”: “لهذا فإن معهد صحافة السلم والحرب متحمس للعمل مع راديو دبنقا وهي إذاعة إستطاعت إيصال أخبار غير خاضعة للرقابة حكومية إلى دارفور لأنها تبث من خارج السودان وبفضل المهارات التقنية التي تستخدمها.”
“لقد رأينا في البلدان حيث يعمل معهد صحافة السلم والحرب الأثر السلبي لنشر المعلومات المضللة والدعاية الحكومية والرقابة خاصتاً في تلك التي تعيش صراعات أو التي خرجت لتوها من حرب. نعتقد أن المعلومات المحايدة هي أداة تساعد عامة الناس وهو ما تفتقره دارفور حاليا.”
وتحاول الحكومة السودانية التشويش على إرسال راديو دبنقا ولكن بفضل التدابير التقنية وزيادة موجة تردد قصيرة أخرى، لا يزال سماع الإذاعة بوضوح ممكنا في كل المنطقة. تاج الدين عبدالله آدم هو أحد الصحفيين من دارفور والذين يعملون في البرنامج.
ويقول: “موضوع العدالة هو موضوع مهم جدا بالنسبة للمستمعين في دارفور وهذا بسبب الأعمال الوحشية التي تحصل منذ العام ٢٠٠٣. وسيقدم هذا البرنامج للجمهور صوتا لم يألفوه من قبل وسيمنحهم الفرصة بأن يشاركوا في سير نهج العدالة وعملية البحث عنها.”
ويضيف أساديغ موسى، محام من دارفور يعمل مع فريق “في الميزان”: “العدالة هي… عامل مهم جدا في استقرار المجتمعات كافة. وأنا سعيد جدا بمشاركتي في هذا البرنامج وأتمنى أن أساهم في عملية رفع مستوى الوعي لدى شعبي بما يتعلق بالعدالة وحكم القانون في حياتهم.”
وقد درب معهد صحافة السلم والحرب العام الماضي عددا كبيرا من أعضاء فريق دنقا وهذا على كيفية إعداد تقارير حول قضايا العدالة وخاصتاً تلك المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية والتي أطلقت قضايا ضد أربعة سودانيين ومن بينهم الرئيس عمر البشير.
ويشدد هيلديبراند بيجلفلد من بريس ناو (الصحافة الآن)، وهي المنظمة غير الحكومية التي تدير راديو دبنقا، على ضرورة بناء القدرات المهنية للصحفيين الذين يغطون القضايا الخاصة بالعدالة.
ويقول: “غالبا ما تقوم وسائل الإعلام ببث الإتهامات فقط وهذا وفقا لأجندة جماعات المصالح. ويحاول هذا البرنامج كسر حلقات الصياح غير البناء بتقديم مقالات صحفية تم تحضيرها بشكل جيد.”
ويبث “في الميزان” باللغة العربية المحكية في دارفور، لغة الفور، الزغاوة، الماساليت، وهي اللغات الأربعة الرئيسية المستخدمة في الإقليم.
وستكون أول حلقة عن زعيم من دارفور تم توقيفه واعتقاله تحت قانون الطوارئ في السودان. وسيتم إجراء مقابلات مع أعضاء من عائلته ومحاميه لشرح ملابسات عملية القبض عليه وظروف اعتقاله.
وسيتم أيضا إجراء لقاء مع وزير الإعلام ومتحدث بإسم الحكومة في شمال السودان الذي يؤكد أن الوضع الأمني في دارفور يبرر اعتقال الأفراد بتلك الطريقة.
وستناقش حلقات أخرى من البرنامج رأي الإتحاد الإفريقي حول حلول العدالة في دارفور، حق اللاجئين بالعودة إلى قراهم، بالإضافة إلى العنف الجنسي في دارفور وتمكين النساء من المطالبة بالعدالة.
للمزيد من المعلومات، نرجو الإتصال بكايتي غلاسبورو ( [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته )أو على: +31 (0) 70 322 5177
حول معهد صحافة السلم والحرب:
يقوم معهد صحافة السلم والحرب بتنفيذ برامج لبناء القدرات في أكثر من أربعة وعشرين منطقة تعاني من النزاعات والأزمات حول العالم. وقد تم إنشاء المعهد في العام ١٩٩٣ ويركز عمله على التدريب وإعداد التقارير وبناء المؤسسات. وهذا يتضمن إنشاء وسائل إعلام محلية مستقلة، تدريب مراسلين محليين ومحررين ومنتجين وذلك على مهارات أساسية وتخصصية، بالإضافة إلى دعم كتابة تقارير معمقة وشاملة حول حقوق الإنسان والحوكمة وقضايا مشابهة، ونشر منهجية كتابة التقارير المبنية على الحقائق في البلدان النامية وفي كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى تعزيز قدرات التواصل لدى مجموعات حقوق الإنسان المحلية والمنظمات التي تعنى بقضايا المرأة والقضايا المحلية الأساسية.
سودانايل