بسم الله الرحمن الرحيم 00
إرهاب آخر بهوية عربية في ولاية تكساس الأمريكية 00
عبدالغني بريش اللايمى //أمريكا
كان الإرهاب ظاهرة عالمية ، لا جنسية ولا دين له قديما ، غير أن هذه الصورة تغيرت وبدأت جنسيته تتحدد بعد الأحداث الارهابية المؤلمة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 واوقعت قرابة ثلاثة الف قتيل أمريكي برئ ، وأعقبتها الأحداث الإرهابية التي أصابت كل من قارة أوروبا وآسيا وأفريقيا في الفترة من 2001 حتى الآن ، كل هذه الأحداث ارتبطت ارتباطاً وثيقاً باشخاص لهم خلفيات ترجع الى منطقة الشرق الأوسط وبالإنسان العربي على وجه الخصوص 0 وقد شهد العالم كله وعايش تفجيرات اندونيسيا ( بالي ) عام 2005 ، والتفجيرات التي وقعت في قاطرات اسبانيا ( مدريد ) ، وتفجيرات لندن ( مترو الانفاق ) ، وتفجيرات شرم الشيخ والمملكة العربية السعودية والجزائر والاردن واليمن 00 الخ ، كل هذه الافعال الشريرة ارتكبت على ايادي أشخاص يحملون الجنسية العربية أو على علاقة بهم ، وهي جرائم لم تفرق بين الآمنين الأبرياء والمطمئنين ، ولا تمييز بين الاطفال والشيوخ ، وبين النساء والرجال , أو بين مسلم وغير مسلم ، فالهدف الاساسي الذي يسعى إليه هؤلاء الارهابيون العرب هو إحداث أكبر دمار ممكن للاهداف التي يختارونها ، وإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى باستخدام شتى الوسائل والسبل 0
في الخامس من نوفمبر 2009 ارتكب ” ميجور ” نضال مالك حسون 39 سنة امريكي الجنسية من أصل ” اردني ” عملاً ارهابياً راح ضحيته 13 قتيلا و31 جريحا بعضهم في حالة خطرة ، وذلك في قاعدة فورت هود العسكرية الأمريكية بولاية تكساس التي تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم ، والمنشأة العسكرية الوحيدة في الولايات المتحدة القادرة على تزويد الجيش الأمريكي بفرقتين مدرعتين كاملتي العدد والعدة ، هما فرقة الفرسان الأولى ، وفرقة المشاة الرابعة 0
وتقع القاعدة على مساحة 878 كيلومتر مربع في وسط تكساس وتضم أكثر من 65 ألف عسكري ، إلى جانب عدد من العاملين المدنيين وأفراد العائلات ، سميت القاعدة على اسم الجنرال الأمريكي جون بيل هود الذي قاد كتيبة من تكساس خلال الحرب الأهلية الأمريكية 0
ونضال مالك حسون يعمل طبيبا نفسيا برتبة ميجور في الجيش الامريكي ويبلغ من العمر 39 عاما ، ورداً على سؤال عما اذا كان ما قام به هذا العربي من هجوم على زملاءه يدخل ضمن الاعمال الارهابية ، رد الناطق باسم قاعدة فورت هود العسكرية الجنرال بوب كون بالقول انه لا يستبعد ذلك 0
وتظهر السجلات العسكرية إن الميجور نضال ولد في ولاية فيرجينيا الأمريكية ، في حين أظهر مكتب للسجل المدني الاتحادي أن نضال يعود لأصول أردنية ، وتعين في الجيش عام 1997، بعدما تخرج من جامعة فيرجينيا ( بدافعي الضرائب الأمريكان ) 0
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” فإن نضال حسون غير متزوج ، وله أخ يعيش في فيرجينيا ، وآخر في القدس ، بحسب ما نقلته الصحيفة عن ابن عمه نادر، الذي أكد أن أفراد عائلة حسون هم محامون ومصرفيون وأطباء ، وبحسب الجيش الأمريكي ، فإن الميجر نضال ترفع في عام 2003 إلى رتبة نقيب ( كابتن ) ثم إلى رائد (ميجر) عام 2009، وحصل على وسام الدفاع الوطني ، ووسام الحرب على الإرهاب 0
بعد وقوع مجزرة قاعدة فورت هود أصدرت عائلة القاتل بيانا اعربت فيه عن تعازيها لذوي القتلى والجرحى واعتزازها بالانتماء للولايات المتحدة ، كما أصدرت منظمات عربية أمريكية بيانات استنكرت فيها الهجوم مؤكدة أنه لا يمكن تبريره 00 لكن هذه البيانات الاستنكارية تبدو انها فقط لحفظ ماء الوجه ، ذلك ان العرب ما زالوا يعملون بمقولة ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) وما كان لهذه البيانات الاستنكارية ان تصدر من تلك المنظمات العربية لولا وجودها في الأراضي الأمريكية ، ولولا اشتداد خناق السلطات الأمريكية عليها وعلى أنشطتها الإرهابية حول العالم لفترة طويلة ، فقتل غير مسلم عندهم يعد من الاعمال البطولية التي يقيمون لها الاحتفالات الرسمية والكرنفالات الشعبية ، ويخصصون لها يوما قومياً ، كما ان قتل ما يطلقون عليهم بالنصارى واليهود يعتبر عندهم مجاهداً و ( شهيدا ) تنتظره الجنة ، فلماذا الدموع التماسيحية المذرفة والبيانات الاستنكارية الكاذبة ؟ 0
قال نادر حسان وهو ابن عم القاتل لصحيفة نيويورك تايمز أن نضال كان يعرف جيدا الحقائق المروعة للحرب , إذ كان يستمع إلى الجنود يوميا وهم يحكون عن الفظائع التي رأوها في جبهات القتال , ولذلك كان يخاف جدا من أن يرسل إلى تلك الجبهات ، وهو الذي جعله على ارتكاب جريمته 00 غير ان هذا الكلام عاري من الحقيقة الكاملة ، سيما ان بعض الذين عاشروا نضال مالك حسون من زملاءه اكدوا لشبكة سي ان ان الامريكية ان الرجل كان له أراءا متطرفة من حرب العراق والافغانستان والاستراتيجية الامريكية في العالم العربي والاسلامي بصفة عامة 0 والدليل الآخر على عدم صحة الكلام بأن دوافع نضال كان خوفه من ارساله الى جبهات القتال هو انه عندما قررت ادارة الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش احتلال العراق في عام 2003 كان اكثر من 60% من الشعب الامريكي ضد الحرب ، بإعتبار عدم وجود أي صلة بين اعتداءات تنظيم القاعدة على نيويورك ونظام صدام حسين البعثي ، ولم نسمع ان أحدهم قام بمجزرة ضد الأبرياء احتجاجا على حرب العراق ! ، واليوم ايضا اغلبية الشعب الامريكي ضد حرب العراق وافغانستان ، وهناك يأس كبير في وسط الجنود الأمريكان من العمليات العسكرية التي يقودونها هناك ، لكن لم يقم أحدهم باطلاق النار على زملاءه هكذا عشوائيا احتجاجا على هذه العمليات الحربية ! ، مما يؤكد ان نضال مالك حسون كان فعلا في مهمة دينية ! 0
إذن الدوافع الحقيقية لهذا العربي ( الأردني – الفلسطيني ) هي دوافع دينية ( إسلامية ) ، ومن يقول غير ذلك ، اما منافق او لا يفهم النفسية العربية ، خاصة انه في صبيحة يوم الحادث أهدى كل ممتلكاته بما فيها نسخ من القرآن الكريم على جيرانه متمنياً لهم حياة سعيدة حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأمريكية 0
ان نضال مالك حسون ( القاتل ) تقدم للعمل مع الجيش الامريكي بإرادته الحرة وعمل لإثني عشر عاما في صفوفه ، ولم يكن مكرها او مجبرا على الدخول فيه ، لأنه كان بإمكانه ان يتقدم لأي خدمة أخرى ، لكن وطالما اختار العمل بالجيش الامريكي كان عليه تحمل تبعات قراره وتنفيذ الاوامر العسكرية 00 فصدور امر عسكري ما بارسال فرقة عسكرية معينة الى معركة القتال يعتبر قرارا اجباريا الزاميا لا نقاش فيه ، فالقول بان نضال اقدم على فعلته الشنيعة لانه كان يخاف من ان يرسل الى جبهات القتال كذب كبير وكلام تنقصه الحقيقة 0
الاخبار التي وصلت الى وسائل الاعلام الامريكية تؤكد ان القاتل كان يحمل مسدسا أتوماتيكياً وهو ما لم يكن مصرحا به داخل القاعدة العسكرية ، مما يعني ان القاتل خطط مسبقا لإخفاء هذا المسدس والدخول به الى القاعدة العسكرية لاستخدامه لايقاع اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى ، كما ان القاتل كان يردد عبارة – الله اكبر – الله اكبر – الله اكبر – أثناء الهجوم العشوائي على زملاءه العزل ، وهذا يشير بكل وضوح الى ان الدوافع الحقيقية للهجوم كانت إرهابية ” أي ان الدوافع كانت دينية ” سيما ان هناك من المسلمين الذين يؤمنون بان كل من يقتل اكبر عدد ممكن من غير المسلمين سيدخل الجنة لا محال ! 0
يقول ” فيصل خان ” إمام مسجد ( سيلفر سبرينغ ) الذي كان القاتل يصلي فيه لمدة عشر سنوات – إنه كان شخصا جادا وشديد الغيرة على دينه ، وإنه كان يبحث عن فتاة تصلي الصلوات الخمس وتلبس الحجاب للزواج منها لكنه لم يعثر على الفتاة التي تلبي تلك المعايير 00 ويظهر من كلام إمام المسجد ان القاتل بعد ان فشل في الحصول على المرأة بالمواصفات التي يريدها لجأ الى احد شيوخ الضلال وربما نصحه أو لعب به على وتر ( الحور العين ) واختصر له صورة الجنة في مفهوم الحور العين ، والدليل على ذلك هو ترديده عبارة – الله أكبر – الله أكبر – الله اكبر – الله اكبر أثناء اطلاق الرصاص 0
المتأمل في أحداث فورد هود المؤلمة يجد أن هذه العملية الإرهابية وراءها أيادٍ خفية ، وتحريض خارجي من جهات اسلامية اصولية متطرفة ، وجماعات تكفيرية مجنونة تدعو الى نشر ثقافة الحقد والكراهية والبغضاء في المجتمع الامريكي الذي فتح ابوابه على مصراعيه للبشرية جمعاء ، وتهدف الى زعزعة أمنه واستقراره ، حتى تظل الولايات المتحدة الامريكية مشغولة دائماً بقضايا الإرهاب والتطرف 0
العرب يجب ان يدركوا ان قتل الناس هكذا جزافا كتذكرة عبور الى ” الجنة الموعودة ” أمر لا يأيده الاسلام الذي يدعونه ويتبجحون بحمايته من النصارى واليهود وغير المسلمين ، فحريا بهم اذا كانوا فعلا على الاسلام الحق ترك الناس وشأنهم يهودا ونصارى ، مسلمين وكفارا ، 00 الخ ، لأن الله سبحانه وتعالى خالق الكُل وحده أدرى بأمور عباده ، ولأن هدف الدين هو خدمة البشرية وليس تعذيبها وقهرها 0
يعد ما اقدم عليه نضال مالك حسون فعلا اجراميا بربريا وحشيا ، لا يقوم به إلآ شخص مجنون قذر وضيع مهزوم اخلاقيا يجهل أبسط قواعد دينه ، لان ما هو معلوم في كل الديانات السماوية ان قتل الابرياء بالجملة أو بالقطاعي لا يُدخل الجنة ، بل الجنة يدخلها الصالحين وأصحاب الخيرات ، وليس الأشرار الذين يفجرون أنفسهم بالأحزمة الناسفة ، ويقتلون الأنفس البريئة التي حرم الله زهقها بالباطل 0
نضال مالك حسون رجل جبان وضعيف من حيث الإيمان ، فبعد ان فتح نيران سلاحه على زملاءه الأبرياء ، قاتلا ثلاثة عشر شخصا منهم ، لم يقتل نفسه بمسدسه المسموم ، بل فضل البقاء على قيد الحياة ، لأنه جبان يخاف الموت بالضبط كشيخه اسامة بن لادن الذي يحرض المراهقين على الانتحار ، لكنه يعيش كغيره من الجبناء في منطقة ما من العالم بعيدا عن مرمى الرصاص الأمريكي 00 ونقول لهم جميعا لكم الفناء والموت أينما كنتم أيها الحقراء الجهلاء الاغبياء