المشبه : الرئيس السودانى عمر البشير ونظامه ، ورئيس الوزراء اللبناني المحتجز حالياً سعد الحريري .
المشبه به : رئيس جمهورية بنما الأسبق مانويل نورييجا .
وجه الشبه : يشترك رؤساء تلك الدول في كثير من
أوجه الشبه التي تتضح بجلاء في ولائهم المطلق لتنظيمات ودول أخري ، وخدمتهم عندها – رغم تسنمهم رئاسة بلدانهم – كموظفين لتنفيذ أجندات ومخططات دول وتنظيمات خارجية بدلاً عن تحقيق تطلعات شعوبهم .
* تعود بنا واقعة رئيس الوزراء اللبناني “المحتجز” منذ مطلع نوفمبر الجاري و التي أثارت حيرة المراقبين وقضت مضاجع شعوب دول الشرق الأوسط هذه الأيام إلي ما شهدته بداية التسعينات من القرن الماضي عندما بعث الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب بقوات إلي جمهورية بنما ، حيث تعقبت أثر رئيس البلاد “مانويل نورييجا ” لتعتقله وتطير به إلي الولايات المتحدة وسط دهشة العالم أجمع .
* حاول بوش الأب وقتها تحسين صورته لتأكيد الإلتزام الذي قطعه قبيل انتخابه بالضرب بيد من حديد علي تجار المخدرات ، حتي لو تطلب الأمر اقتفاء أثرهم خارج الولايات المتحدة ، فلم يجد أمامه أفضل من “نورييجا” كي يجعل منه كبش فداء ليثبت من خلاله للشعب الأمريكي أنه مصر علي مكافحة المخدرات في منبعها مهما كان موقع الفاعل ..
ولأن الرئيسي الأمريكي يعلم يقيناً أن نورييجا من أكثر رجال العالم ثراء عن طريق تجارة السموم رغم خدمات نورييجا السياسية الكثيرة التي قدمها للإدارة الأمريكية والمخابرات المركزية الأمريكية – بصفة أخص – إلا أن المستر بوش ضحي به بمنتهي السهولة ، حتي يضفي نوعاً من المصداقية علي سياسته فيما يتعلق بمكافحة السموم البيضاء ،
والسر في ذلك هو أن هذا الرئيس إنتاج أمريكي بامتياز ، فكما أن الإدارة الأمريكية أتت به إلي السلطة ، كان لها مطلق الحرية في التضحية به كيف وأين ووقتما ما تشاء .
* وإذا ما سلمنا بحقيقة ما حملته تصريحات الرئيس اللبناني ميشيل عون من أن رئيس وزراء بلاده قد تم إختطافه من قبل السلطات السعودية ، وإلزامه بتلاوة ما أعدته المملكة من بيان شمل نبأ استقالته ، ووتأكيده احتحاز أسرة الحريري حسبما أوردتها فضائية فرانس24 ، إضافة إلي تململ الرأي العام العالمي تجاه الغموض الذي يلف أحوال وظروف إقامته بالمملكة بما في ذلك توسط رئيس الوزراء الفرنسي وغيره للإفراج عنه ، نلحظ أن ثمة أوجه شبه واضحة بين واقعة اختطاف رئيس بنما الأسبق كمواطن أمريكي نصبته دولته لإدارة مصالحها بجمهورية بنما وأزف وقت التضحية به لتلميع رئيس البلاد ، وبين واقعة أزمة الحريري الذي يحمل جواز سفر سعودي ، كموظف لها إنحرف عن خط سير المملكة في دولة لبنان وحان موعد المحاسبة و الإقالة والعقاب !!
* وهو ما يجعلني أتنبأ باكراً بذات المصير للرئيس السوداني عمر البشير الذي اجتمعت فيه كل صفات الرئيسين أعلاه والإرهاصات التي سبقت إختطافهما مع إختلاف الدوافع والأسباب ،
لا سيما بعد فضيحة مدير مكتبه السابق الفريق عثمان طه وهروبه إلي المملكة العربية السعودية كمواطن سعودي بجعبته كل ملفات أسرار جمهورية السودان ، والتي سلمتها المملكة لإدارة حليفتها الاستراتيجية أمريكا في طبق من ذهب ، والأخيرة بدورها أهدتها إلي حليفتها إسرائيل !!
علاوة على ولاء الرئيس البشير المطلق لتنظيم “جماعة الإخوان المسلمين ” الارهابية العالمية التي أتت به إلي السلطة في السودان فقط لتنفيذ مشروعها الحضاري في دول افريقيا والشرق الأوسط إنطلاقاً من ولاية السودان ، وبالتالي لها الخيار في إبقاء البشير في السلطة أو إحتجازه وتوقيفه وإقالته متي ما حاد عن الطريق المؤدي الى تحقيق مرامي الجماعة .
* بقي أن نتناول أدوات التشبيه التي تربط بين الحريري والبشير ونورييجا ، إلا أنني سأفسح المجال لك – عزيزي القارئ – لمواصلة حصرها حتي أجنب محبرة قلمي النفاد قبل أن تنفد كلمات تلك الأدوات الفظيعة .