إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة: ما بين سبعينية جوزيف شوامبيرغر وسبعينية البشير تقاعس في تحقيق العدالة لضحايا الإبادة الجماعية في السودان

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة: ما بين سبعينية جوزيف شوامبيرغر وسبعينية البشير تقاعس في تحقيق العدالة لضحايا الإبادة الجماعية في السودان

باختصار جوزيف شوامبيرغر – هو من الجنود من وحدة إس إس النازية، ومسؤول عن ثلاث مخيمات لليهود في بولندا المحتلة في عهد النازية في الحرب العالمية الثانية (مرجع رقم ١).

في عام ١٩٤٣ وصل شوامبيرغر إلى معسكر زوروادو للسُخرة، حيث مات سجناء بالمئات، العديد منهم قتلهم بنفسه رمياً بالرصاص. وفي نفس العام قام بتنظيم إعدامات جماعية لـ ٥٠٠ سجين يهودي في معسكر برزيل وأقدم شخصياً على إعدام ٣٥ شخصاً وذلك بإطلاق النار في الجزء الخلفي من الرقبة. بعدها قام بإرسال من تبقى من اليهود إلى معسكر الموت في أوشفيتس. في ميليك في عام ١٩٤٤ قام بعمليات تطهير عرقي واغتصابات جماعية في المدن المؤدية إلى معتقل اوشفيتس مما جعل الطريق المؤدي إلى المحرقة مليئ بالجثث. وكيف كان يباهي بأن إغتصاب جنود اس اس لنساء اليهود يعتبر شرف لهُنّ.
تم القبض عليه في المرة الاولى في النمسا عام ١٩٤٥ وبعد سجن دام ثلاثة أعوام تمكن من الهرب عام ١٩٤٨ إلى إيطاليا ومنها إلى الأرجنتين.

خلاصة حكايته ، تمت ملاحقته والقبض عليه عام ١٩٨٧ وتم ترحيله إلى ألمانيا عام ١٩٩٠ حيث تمت محاكمته بحضور شهود وأهل ضحايا جرائم الابادة الجماعية ( القتل الجماعي) والتطهير العرقي. أحد الضحايا قال إن شوامبيرغر كان يرمي بالسجناء في نار كبيرة، ويقتل الباقيين بضربهم في الرأس خصوصاً الأطفال لانه لم يكن يريد خسارة الأعيرة النارية.
حُكم جوزيف شوامبيرغر بالسجن المؤبد بعد ان تمت إدانته ومات بعدها بعامين في السجن – ١٩٩٤ – عن عمرٍ يناهز ال٩٢.

أمس الاول في قلب قارة أفريقيا، تمت إحالة عمر حسن أحمد البشير – رئيس السودان “المخلوع” إلى الإصلاحية لمدة عامين او كما سماها بعض القانونيون الظرفاء – دار المسنين – بعد أن تمت إدانته بحيازة المال العام والتعدي عليه – أي فساد مالي.

أعظم الدروس وأكثرها دِقّة تكون من التاريخ، حيث يسهل رسم خطوط متوازية بين الاحداث هنا وهناك.
ما قاله والي وسط دارفور السابق ورئيس حزب المؤتمر الوطني المُنحل أنس عمر عن “انو الطلقة ب٧ جنيه فلا تخسرها في المواطنين او الأسرى” يمكن ربطه بما قاله شوامبيرغر.
ايضاً قتل شوامبيرغر للأسرى بتلذذ يمكن ربطه بالرسالة التي كانت يأمر بها أحمد هارون – والي شمال كردفان سابقاً – كان يأمر بها جنده “نحنا ما دايرين أسير، أكسح أمسح قشّو ما تجيبو حي، أُكلو ني، ما دايرين أعباء إدارية”.
الثالثة هي ما سرده حسن الترابي عن ما قاله البشير عن إغتصاب نساء دارفور، قال البشير “دا شرف ليهن”، يمكن رسم خط متوازي عن ما قاله البشير ونفذه جنوده وعن ما قاله شوامبيرغر وتم تنفيذه بواسطة جنوده.

المنطقة الوحيدة التي لم يتسن رسم خط متوازي بين المجرمين هي المحاكمة، فالأول (شوامبيرغر) تمت محكمته الحتمية في قضايا كبيرة ترتقي بآمال وحق ضحايا الحرب. والثاني (البشير) تمت محاكمته الأولى في قضية لا ترتقي أن تذكر مقارنة مع كم الأهوال التي قام بها ونذكر منها التالي:-
الإبادة الجماعية، جرائم الحرب، جرائم ضد الإنسانية – وعندما تم جمع أدلة كافية قام المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بتقديم الأدلة إلى المحكمة والتي بدورها أقدمت على إصدار مذكرة توقيف للمتهم عمر البشير في الثلاثاء ٤ مارس ٢٠٠٩ بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وفي يوليو ٢٠١٠ تم إضافة أم الجرائم إلى سجله الدائم، ألا وهي جريمة الابادة الجماعية (مرجع ٢)، ولا زال المتهم هارباً من العدالة الدولية التي كانت ولا زالت تمثل ضحايا الإبادة الجماعية وترتقي إلى مطالبهم. إحصاءات قتلى حرب النظام على مواطن السودان بدارفور فاقت بكثير العدد المذكور في التقارير الرسمية للأمم المتحدة التي أُعلِن عنها عام ٢٠٠٣ – ٣٠٠ ألف شخص. الأرقام الجديدة تُقدّر بحوالي نصف مليون قتيل، أما المتضررين من مهجرين فهم حوالي ٣ مليون نسمة. إمتدت رقعة حرب البشير ونظامه لتشمل مناطق أُخرى مثل جبال النوبة والنيل الأزرق حيث مارس النظام جرائم التطهير العرقي ضد العُزّل.

لذلك يصعب رسم خطوط متوازية بين النظامان اللذان قاما بمحاكمة كل من شوامبيرغر والبشير. فالنظام الألماني قام بمتابعة المجرم، وتوجيه التهم الكبرى إليه، والتقصي والملاحقة والقبض والإدانة بالقانون. أم النظام الحالي في السودان فهو مكون من قوى متحالفة مع الشيطان، وعليها فروض وقروض وقيود تجعل من مسألة محاكمته بالجرائم الكبرى عائق وموضوع يورّط آخرين ويمكن أن يفصح عن الإتفاق الحقيقي بين المكون العسكري والمدني، و”الشيطان” في التفاصيل، والأهم من ذلك بالنسبة لهم بأن المجرم الحقيقي البشير هو إبنهم وكما قالوا “ما بنجر في جلدو الشوك “، والشوك هنا كناية عن مُحاكمة ‘عادلة في لاهاي’. كل ذلك على حساب الضحايا…لكن مرة أُخرى التاريخ …أعظم مُعلم…يوضح لنا جليّاً مصير كل من يقف عائقاً (حلفاء الشيطان) في وجه العدالة…هذا المُعلّم سوف يكشف الحقائق كما هي…وسينال المجرم جزاءه …سبعينياً كان أم تسعينياً.
التحية لشهداء السودان في الذكرى الاولى لثورة ديسمبر المجيدة التراكمية. والعودة المفقودين والشفاء للجرحى، وماشين في السِكّة نمد.

أُسامة محمود
شُعبة الإتصال
إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
الموقع : http://darfurunionuk.wordpress.com
إيميل: [email protected]
تويتر: darfurunionuk@

مرجع رقم ١:-
https://www.history.com/news/the-7-most-notorious-nazis-who-escaped-to-south-america

مرجع رقم ٢:-
https://www.icc-cpi.int/darfur/albashir/pages/alleged-crimes.aspx

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *