أحمد محمود كانم
تعريف الشيطان :
الشيطان على وزن فيعال مشتق من شطن: أي بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير،
وشيطن وتشيطن، صار كالشيطان وفعل فعله ،
وذكر ابن الأثير أن نون الشيطان إذا جعلت أصلية كان من الشطن وهو: البعد عن الخير،
والشطن: البعد، ومنه شطنت داره، أي بعدت،
ويقال: نوى شطون أي بعيدة،
وبئر شطون: أي بعيدة القعر، ويقال للحبل شطن ، وجمعه أشطان .
والمراد بالشيطان في هذه المواضع -حسبما أوردته الكتب السماوية – هو ذلك المخلوق من النار، والذي كان يجالس الملائكة ويتعبد معهم ، وهو من الجن ، فلما أمر الله ملائكته بالسجود لآدم خالف أمر ربه بتكبره على آدم لادعائه أن النار التي خلق منها الجن خير من الطين الذي خلق منه آدم الإنسان ، فكان جزاء هذه المخالفة أن طرده الله من رحمته, ومحل أنسه, وحضرة قدسه, وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة، وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلى الأرض ، فصار بذلك شطونا بعيدا عن دروب الخير قريباً من دروب الشر .
و على هذا الأساس فإن كل من يتصف بهذه الصفات ينطبق عليه بالضرورة إسم الشيطان .
* في لقاء جماهيري كبير بإحدى ولايات دارفور المنكوبة قبل بضعة أشهر دعا الرئيس السوداني عمر البشير شعب دارفور إلي لعن الشيطان الذي فتنهم وأوصلهم إلي هذا الحد من الدمار والتقتيل !!
وفي لقاء له ببيت الضيافة بالخرطوم الثلاثاء مع من أسموهم ممثلوا مجتمعات النازحين بدارفور جدد البشير دعوته بكل وقاحة واستحمار وقلة أدب لطرد ما وصفه ب”الشيطان” الذي دخل بينهم وفعل بهم الأفاعيل !!
* إذا ما أمعنا النظر جيداً حول فحوي إلحاح البشير و تكرار دعوته لشعب دارفور بضرورة طرد (الشيطان) ، نجد إما أنه يحاول الضحك مجددا على عقول شعب دارفور “اللوح والدوايه” عبر إلباس كل (خوازيقه) لباس الروحانيات والماورائيات كأمور ربانية قدرية لا يد للبشرية فيها وبالتالي عزو كل تلك المحارق والمذابح والفظائع الإجرامية إلي ذلك المخلوق الغيبي الذي يراهم من حيث لا يرونهم ،
وإما أنه بالفعل جاد في تصريحاته التي يجهل أنها تتضمن دعوته الصريـــــــحة لإسقاط حكومته وطرده والقضاء عليه ، بناء على التعريف الذي يجعل من القاتل الناهب المغتصب كائناً مؤهلاً لأن يتوج رسولاً لشياطين الإنس والجن ، وهو ما ينطبق نصاً علي الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير الشاطن المبتعد بأفعاله عن طبع البشرية وفطرته بلا منازع .
* ولا ينتطح عنزتان حول حقيقة أن عمر البشير هو من شرع ودبر وفكر وأصدر التعليمات والقرارات الرئاسية القاضية بالقضاء على كل سكان دارفور “عربا” كانوا أو “زرقة ” مستخدماً طائراته الحربية التي تمطر رؤوس الأبرياء براميلا وقنابل مشتعلة ، ومليشيات بريةً لتقضي علي ما تبقى ومن تبقي من بقايا الضربات الجوية ، فارتكب أبشع الجرائم التي يتواري لها الشيطان خجلا .
* ولم نسمع يوماً بأن الشيطان الرجيم قد قاد جيشه وطائراته لقتل الآدميين المختلفين عنه عرقياً أو دينياً وحرق منازلهم واغتصاب العجائز داخل المساجد ونهب ممتلكاتهم ، وهو العدو المبين ، لكن البشير فعل وزاد .
* ولم نرى للشيطان أية محاولة لجعل شعبا بأكمله درعاً يتخفي به عن ملاحقة العدالة الدولية و للمحافظة على كرسي الرئاسة رغم مقدرته الهائلة علي ذلك ، وهو العدو المبين ، لكن البشير فعل وزاد .
* إذاً وجب على شعب دارفور وكل الشعب السوداني فهم رسالة البشير وحملها محمل الجد وتلبية دعوته بالتوجه فوراً لطرده وكل أتباعه ، بل حتي أولئك الذين يتحينون فرص الجلوس معه بإسم النازحين بحثاً عن فتات ما يجود به من جنيهات نظير تنفيذهم مخططاته الرامية إلي تفكيك و”إخفاء” معسكرات النزوح ووأد معالم جرائمه البشعة وإعادة النازحين قسراً إلي قراهم بغية القضاء عليهم بعيداً عن عيون البعثات الدولية التي يخشاها الشيطان البشير كخشية الله .
* كسره : يقبع كل مردة الشياطين حالياً مثقلة بالسلاسل والجنازيز في السجون والمعتقلات الإلهية .
فما المانع إذاً من أن يشمر الشعب السوداني ساعده في هذا الشهر للقبض علي رسول الشياطين البشير ويلحقه ببني جنسه -الشياطين- مكلبشاً مركولاً إلي كوشة النفايات أو أقرب “بلاعة” دورة مياه كمقر إقامته الطبيعي ، لأن معتقلات المحكمة الجنائية الدولية التي ترعبه أطهر من أن
يودع بها الشياطين أمثاله