أوغندا تثير تكهنات بشأن مذكرة أوكامبو

فتح إعلان أوغندا الالتزام بتنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بحق الرئيس عمر حسن البشير الباب واسعا للتكهنات بشأن هذا الموقف، وما إذا كانت كمبالا تعرضت لضغوط دولية أو إغراءات وابتزاز بقضية جيش الرب لتتخذ اتجاها يعاكس قرار القمة الأفريقية التي قضت بعدم التعاون مع مذكرة التوقيف.
 
واستنكرت الخرطوم الموقف الأوغندي الجديد وقلل بعض مسؤوليها من شأنه، ولم يستبعد محللون وخبراء سياسيون إمكانية تلقي كمبالا “محفزات دولية”.
 
وكانت أوغندا قالت إنها ستبحث مذكرة التوقيف إذا جاء البشير إلى كمبالا في مؤتمر الشراكة الذكية الدولي للقادة الأفارقة نهاية الشهر الحالي، رغم أنها طمأنت الخرطوم لاحقا بأنها لا ترغب في فتح صفحة خلافات.
 
وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية السماني الوسيلة إن بلاده لن تحمل الأمر على محمل الجد “طالما لم يأتها عبر القنوات الرسمية المعروفة”.
 
وقال في تصريحات صحفية إن أوغندا كانت أعلنت التزامها بقرار الاتحاد الأفريقي بعدم التعامل مع المحكمة الجنائية، “وبالتالي لا نعتقد أنها قد غيرت رأيها بالوقوف خارج رغبة القارة الأفريقية”.
 
لكن محللين وخبراء سياسيين حذروا حكومة السودان مما أسموه أجندات دولية يخضع لها النظام الأوغندي.
  
ولم يستغرب المحلل السياسي الفاتح السيد موقف أوغندا بعد موافقتها على قرار الاتحاد الأفريقي في سرت، مشيرا إلى الرضا الذي تلقاه لدى الدول الكبرى الداعمة للمحكمة في موقفها من السودان.
 
وقال إن القيادة الأوغندية تجيد المراوغة “بل وتحتفظ -بقدرة ساحرة- بعلاقات متناقضة مع كثير من الدول”، وبالتالي فموقفها يظل ملازما للتناقض والانتهازية السياسية مما ساعد على تطويل عمر النظام الأوغندي رغم المشكلات.
 
وأكد للجزيرة نت أن جعل المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو أوكامبو كامبالا أولى محطاته الأفريقية بعد قرار الاتحاد الأفريقي “لم يأت مصادفة، لأن أوغندا تحظى بوضعية خاصة عند بعض الدول الكبرى وبالتالي فمن الممكن جدا الاعتماد عليها في محاولة كسر وحدة الموقف الأفريقي”، والموقف الأوغندي اللاحق “محاولة تكتيكية لعلمها بالضرر الذي سيلحق بها جراء معاداة السودان”.
 
إغراءات وضغوط
أما المحلل السياسي محيي الدين تيتاوي فأشار إلى ما سماه ضعف الدول الأفريقية في مواجهة الإغراءات أو التهديدات الغربية.
 
وقال إذا تعرضت بعض الدول لأي إغراءات أو ضغوط فحتما ستغير آراءها في كافة المواقف “وبالتالي فليس من المستبعد أن يكون النظام الأوغندي قد تلقى شيئا من قبيل وعود بإلغاء ديونه الخارجية وتقديم الدعم وملاحقة جيش الرب المعارض مقابل أن تظهر على الأقل ولاءها للدول الكبرى في قضية المذكرة”.
 
ولم يستبعد تيتاوى أن تكون كمبالا وجدت تأكيدا من مدعي المحكمة بملاحقة قادة جيش الرب، قائلا إن أوكامبو يعتقد إمكانية محاصرة البشير عبر بعض دول الجوار.

الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *