أمير قطر يؤدي اليوم زيارة إلى السودان للبحث عن ملاذ للعناصر الإخوانية الذين لم تعد الدوحة تستطيع إيواءهم بفعل الضغوط الخليجية…قطر تبحث تحميل السودان عبء العناصر الإخوانية المطاردة

.
العرب  [نُشر في 02/04/2014، العدد: 9516، ص(3)]
    
ماذا يملك سودان مأزوم لقطر مهددة بالعزلة
    
لندن – يحل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم بالخرطوم في زيارة إلى السودان صنّفها مراقبون، ضمن محاولات الدوحة فكّ طوق العزلة الذي بات يتهدّدها على خلفية أزمتها مع دول خليجية غاضبة من سياساتها المضادة لأمن المنطقة ومصالح شعوبها، ووجهت إليها إنذارا أوليا تمثّل بسحب السفراء، فيما أبدت استعدادا لتصعيد إجراءاتها العقابية إذا لم تتراجع القيادة القطرية عن سياساتها، وخصوصا الوقوف في خندق جماعة الإخوان المسلمين في “حربها” على بعض الدول.
وقالت مصادر مطلّعة إن زيارة أمير قطر للسودان اليوم ستكون جزءا من جولة أوسع ستتخذ شكل “حملة” مبكّرة لمقاومة شبح العزلة عن الدولة الخليجية التي سبق وأن ناصبت العداء لكثير من الدول العربية وعادت اليوم تحاول استرضاءها، بعرض مغريات مالية واقتصادية، خصوصا على الدول المأزومة التي تواجه مصاعب متنوعة بفعل أوضاع داخلية غير مستقرة، على غرار السودان وتونس وموريتانيا والجزائر التي يتوقّع أن تشملها جولة أمير قطر.
وصنّف مراقبون أهداف جولة الشيخ تميم بحسب الدول التي زارها وسيزورها.
ففيما قال هؤلاء إن الزيارة التي أداها أمير قطر مؤخرا إلى المملكة الأردنية استهدفت بالأساس محاولة توسيط المملكة في الخلاف مع دول الخليج نظرا لما تحظى به عمّان من مصداقية لدى تلك الدول، واعتبارا لانسداد قناتي الوساطة الممكنتين عبر الكويت وسلطنة عمان، أكّدوا في المقابل أن لزيارة السودان هدفا مختلفا تماما.
    4 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين السودان والسعودية
وتناقل المراقبون قول مصادر إن قطر تبحث في السودان عن ملاذ للعناصر الإخوانية الفارّة من مصر، بعد أن انسدت في وجوههم بعض الوجهات الأخرى، وآخرها الوجهة البريطانية حيث تعتزم السلطات هناك فتح تحقيق في اتخاذهم أراضي المملكة المتحدة، منطلقا لممارسة أنشطة مشبوهة ضد بعض الدول.
وفي المقابل قالت المصادر، إن استقبال قطر للعناصر الإخوانية المغضوب عليها خليجيا ومصريا، وبعضها مطلوب للعدالة تحوّل إلى عبء لم يعد بإمكان الدوحة تحمّله في ظل تصاعد ضغوط دول خليجية عليها.
غير أنّ إقدام حكومة السودان التي تعاني سلسلة لا متناهية من الأزمات والمتاعب بدءا بمواجهة الغضب الشعبي عليها ومرورا بحالة الإنهاك الاقتصادي وصولا إلى الصراعات المسلّحة داخل الدولة مع جماعات التمرّد والانفصال، على الوقوف في صف قطر نصرة للإخوان، لن يكون دون ثمن، بحسب مراقبين.
وتوقّع هؤلاء أن يجرّ ذلك على السودان غضب دول خليجية، مازالت تحتفظ بعلاقات ودية معها وتبذل لها بعض المساعدات.
    65 بالمائة من العمال السودانيين بالخارج تستضيفهم المملكة
ونُقل عن خبير سياسي سوداني قوله إن زيارة الشيخ تميم للخرطوم “تضع نظام الرئيس عمر البشير ذي الخلفية الإسلامية في مواجهة مع محور السعودية والإمارات”.
وسيكون غضب السعودية من السودان ذا وقع شديد على الأخيرة بالنظر إلى أن الرياض ثاني أكبر شريك تجاري للخرطوم بعد الصين وبحجم تبادل يبلغ نحو 4 مليار دولار، وكان يؤمّل أن يتضاعف إلى 8 مليار دولار خلال العام الحالي بعد دخول استثمارات سعودية جديدة إلى السودان.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، حاج حمد محمد خير، إن “السودان بلد متلقّ وليس فاعلا في السياسة الخارجية ويحتاج لأي دعم لمعالجة أزماته الاقتصادية”.
وتابع: “قطر بمقدورها أن تغطي جزءا من الفارق الذي يحدثه توتر العلاقة مع السعودية”، لكنه استدرك بالقول “على الخرطوم أيضا أن تحسب خطواتهـا جيـّدا لأن السعودية مهمـة لاقتصادها وتستضيـف 65 بالمئة من العمالـة السودانيـة حـول العـالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *