أميركا تُلقي بثقلها للتقريب بين متمردي دارفور في الدوحة
ا
الدوحة – محمد المكي أحمد
ألقت الولايات المتحدة بثقلها السياسي أمس لتسهيل التواصل في مفاوضات الدوحة بين «حركة العدل والمساواة» برئاسة الدكتور خليل إبراهيم و «حركة التحرير والعدالة» التي أُعلن عن تشكيلها في الدوحة قبل أيام برئاسة الدكتور التجاني سيسي الشخصية الدارفورية المرموقة.
وأكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى السودان الجنرال سكوت غرايشن أنه التقى خلال زيارته الحالية للدوحة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود والوسيط الأفريقي الدولي جبريل باسولي وقيادات في حركتي «العدل والمساواة» و «التحرير والعدالة» التي تضم عدداً من الفصائل التي أعلنت وحدة بينها في العاصمة القطرية. ودعا غرايشن في اجتماعاته كافة حركات دارفور إلى إيجاد أرضية مشتركة بينها لتحقيق السلام.
وسألته «الحياة» عمّا طرحه على ممثلي الحركتين، فقال إنه أبلغ الجانبين «أهمية الوحدة (بينهما) والتأكيد أن الوقت حان للنظر إلى مستقبل دارفور، و»قلت للجانبين إنه يوجد حالياً ثلاث حركات (متمردة) وإن ايجاد فريق تفاوضي قوي ونشط سيساعد على تحقيق القضايا التي يريدون (الحركات الدارفورية) التفاوض في شأنها مع الحكومة السودانية».
وشدد غرايشن على أن القرار «يعود لهم (أي ممثلي الحركات الدارفورية) وأن كل ما تقوم به أميركا هو تسهيل (أجواء التفاوض) وتشجيع (الحركات) على (الحل التفاوضي)، ولكن القرار يعود إلى حركتي العدل والمساواة والتحرير والعدالة». وشدد على أن الرؤية الأميركية التي تشجع وتسهل أجواء التفاوض في شأن دارفور هي الرؤية نفسها في التعامل مع قضايا الشمال والجنوب، وقال: «إن مهمتنا ليست إجبار أحد على توقيع أي اتفاق بل نسعى إلى ايجاد بيئة (مناسبة) للمفاوضات، فالناس والأطراف (المعنية) هي التي تتخذ القرارات في النهاية»، مشدداً على أن أميركا ترغب في اتفاقات تلتزم الأطراف تنفيذها.
ونوّه غرايشن بجهود قطر لإحلال السلام في دارفور، وكذلك بالتطورات الايجابية في العلاقات التشادية – السودانية ودور الرئيس التشادي إدريس دبي في التوصل إلى «اتفاق إطار» بين الحكومة السودانية و «حركة العدل والمساواة». كما لفت إلى دعم ليبي لسلام دارفور، وإلى دور إثيوبي ايجابي، إضافة الى تنويهه بدور الاتحاد الافريقي.
وسئل في لقاء محدود مع صحافيين عما اذا كانت واشنطن تسعى الى تأجيل التوصل لحل مشكلة دارفور حتى يجرى الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في عام 2011، فرد قائلاً: «هذه اشاعة سيئة، ونحن نريد المفاوضات والتوصل إلى اتفاق للسلام بل نريد التوصل إلى اتفاق مبكر في هذا الشأن … نريد السلام الآن في دارفور». وشدد على أهمية الحل الشامل للأزمة الدارفورية و «نريد أن تتكامل عمليات السلام في الشمال والجنوب».
ودعا «حركة العدل» إلى أن تكون أكثر مرونة. وسئل عن تمنع زعيم «حركة تحرير السودان» عبدالواحد نور المقيم في فرنسا عن المشاركة في مفاوضات الدوحة، فأجاب بأن في مقدور عبدالواحد أن يأتي إلى الدوحة في أي وقت، معتبراً أن نور يعزل نفسه. وكشف أنه سافر إلى فرنسا لمقابلته ودعوته إلى المشاركة في المفاوضات غير مرة لكن نور لم يقبل. وأشار إلى ضرورة أن يشمل سلام دارفور معقل نور في جبل مرة، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق سلام من دون أن يشمل جبل مرة ليس حلاً.