أمريكا: السودان تراجع عن حافة مواجهة لكنه يواجه أزمة غذاء وشيكة
واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون كبار يوم الاربعاء ان السودان وجنوب السودان تراجعا عن حافة مواجهة شاملة وانه يتعين على المجتمع الدولي اغتنام هذه الفرصة لضمان إمكانية توصيل المساعدات الانسانية للمناطق التي يعصف بها الجوع والضغط من أجل تحقيق مصالحة أوسع.
وقال برينستون ليمان أكبر مسؤول في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مكلف بشؤون السودان ان اعلان الرئيس السوداني عمر البشير يوم الثلاثاء أنه سيزور جنوب السودان في الاسابيع القادمة قد يكون إشارة الى مرحلة جديدة بين جارين ينظر الى علاقاتهما المتوترة كتهديد باعادة اشعال واحدة من أعنف الحروب في القارة الافريقية.
وقال ليمان أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “قررت الدولتان التراجع عن حافة الهاوية. نظرت كل منهما الى الاخرى وقالتا اننا نسير في الاتجاه الخاطئ.
“رأينا هذه التأكيدات من قبل. ولذلك فبينما نستمد منها قدرا كبيرا من الامل فستعتمد أمور كثيرة على ما سيتحقق في الاسابيع القليلة القادمة.”
ومن الشخصيات التي أدلت أيضا بافادات أمام اللجنة كل من جورج كلوني نجم هوليوود وهو ناشط منذ فترة طويلة في قضية السودان ويرى أنه يتعين على واشنطن أن تكون أكثر صرامة مع البشير ومع مسؤولين سودانيين اخرين وجهت لهما المحكمة الجنائية الدولية اتهامات في إطار تحقيق تجريه في الفظائع التي ارتكبت في اقليم دارفور في الفترة من أغسطس اب 2003 وحتى مارس اذار 2004 .
وقال كلوني ان العنف بين الجنود السودانيين والمتمردين المتحالفين مع جنوب السودان في مناطق حدودية من بينها جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان اشتمل على هجمات متكررة على مدنيين عزل يواجهون بالفعل أزمة انسانية خطيرة.
وقال أمام اللجنة “انهم يثبتون أنفسهم كأكبر مجرمي الحروب في هذا القرن الى الان” وطالب بتعزيز الجهود الامريكية لاكتشاف وتجميد حسابات مصرفية في الخارج للمسؤولين السودانيين الصادر ضدهم لوائح اتهام.
وعرض كلوني العائد مؤخرا من زيارة لجبال النوبة على أعضاء مجلس الشيوخ شريط فيديو يتضمن تفاصيل عن الاوضاع الانسانية الكئيبة للسكان الذين يكافحون من أجل البقاء وهم يتعرضون لهجمات بالقنابل والصواريخ.
وقال ليمان انه كان يأمل أن تؤدي المحادثات الجديدة بين البشير وسلفا كير رئيس جنوب السودان الى تحسن الوضع بشكل عام ولكن حتى اذا تم التوصل الى اتفاق بشأن النفط فان تدفق العائدات النفطية قد يستغرق فترة تصل الى أربعة أشهر.
وقال ليمان ان الولايات المتحدة ستكثف الان العمل مع دول أخرى من بينها دول عربية والصين وهي أكبر مشتر للنفط السوداني للضغط على الجانبين للتوقيع على اتفاق عملي مع وعود بتقديم مساعدة اقتصادية.
وأضاف “اعتقد انه في وسعنا بذل المزيد لتوحيد هذا الجانب من المجتمع الدولي لان السودان يواجه هذه الازمة الدولية الحادة جدا وهناك طريق واحد فقط للخروج منها.”
وحذر مسؤولون أمريكيون وخبراء المعونة من أن ما يصل الى 250 ألف شخص في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق قد تكونان على حافة المجاعة بنهاية أبريل نيسان ويطالبون الخرطوم بانهاء عرقلة وصول المساعدات الانسانية والسماح بدخول جماعات المعونة.
وقالت نانسي ليندبورج وهي مسؤولة كبيرة في الوكالة الامريكية للمعونة الدولية ان الولايات المتحدة تتطلع الى أن تفتح الاتفاقيات الجديدة المقرر توقيعها أثناء زيارة البشير الباب للوصول الى المناطق الاكثر تضررا.
وأضافت “سنبحث تقديم دعم غير مباشر للفاعلين السودانيين في مجال الاغاثة الانسانية اذا كانت هناك ضرورة لذلك.” وتابعت “مستعدون لتوصيل مساعدات غذائية وانسانية لمن يحتاجونها على الفور.”
من أندرو كين