ألمانيا : مخاوف من اعتداء قبل الانتخابات التشريعية
عززت الاجراءات الأمنية بالمطارات ومحطات القطار
برلين – ا ف ب – قبل يومين من الانتخابات التشريعية الالمانية، تدرس السلطات بجدية مخاطر وقوع اعتداء وعمدت الى تعزيز الاجراءات الامنية، فيما حذرت الولايات المتحدة رعاياها في المانيا. وتم تشديد الاجراءات الامنية في المطارات ومحطات القطار في تدابير قالت برلين انها كانت مقررة منذ فترة طويلة مع اقتراب موعد الانتخابات. ويسير شرطيون مدججون بالسلاح ومجهزون بالسترات الواقية من الرصاص دوريات في المطارات ومحطات القطار. واعلنت وزارة الخارجية الامريكية في بيان على موقعها الالكتروني ان “القاعدة نشرت اخيرا شريط فيديو تهدد فيه المانيا بوضوح” داعية الامريكيين الى “لزوم الحيطة والحذر باستمرار” ولا سيما في الاماكن العامة و”الحد من خروجهم علنا”. ووضع اسلاميون اشرطة فيديو على الانترنت خلال الايام الماضية وجه احدها تهديدا صريحا لالمانيا في حال اعيد انتخاب المستشارة المحافظة انغيلا ميركل الاحد، وهو ما ترجحه استطلاعات الرأي. وتوعد الماني مغربي معروف لدى اجهزة الامن الالمانية ويشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة في هذه الحالة بان الالمان سيفيقون على “يقظة مؤلمة” بعد الانتخابات في حال لم تؤد الى سحب القوات الالمانية من افغانستانان البالغ عديدها 4200 عسكري. ونصح الاسلامي الذي قدم نفسه في الشريط على انه “ابو طلحة الالماني” وهو الماني مغربي متحدر من بون يدعى بكاي حراش (32 عاما)، “اشقاءه” بالامتناع عن اي تنقل “غير اساسي” وابقاء اطفالهم بجانبهم “لمدة اسبوعين بعد الانتخابات”. واعلنت وزارة الداخلية انها تنظر الى هذه التهديدات بجدية، في وقت تواجه المانيا تهديدات ارهابية متكررة اتخذت بحسب برلين “بعدا جديدا”، علما ان هذا البلد يعتبر نفسه رسميا هدفا للقاعدة. وكانت معظم اشرطة الفيديو الواردة هذا العام تندد بشكل صريح بنشر قوات المانية في افغانستان. وظهر “ابو طلحة” وحده في اربعة اشرطة منذ يناير. وقال الخبير في مسائل الارهاب غيدو شتاينبرغ لوكالة فرانس برس ان الشريط الاخير “مثير للقلق بصورة خاصة” لانه يتضمن للمرة الاولى اطارا زمنيا لوقوع اعتداء. وافادت صحيفة بيلد الخميس عن مؤشرات “من مصادر امريكية” تشير الى ان “ارهابيين قد يسعون لاسقاط طائرة جمبو جيت فوق فرانكفورت او مدينة المانية كبرى اخرى” بواسطة صاروخ ارض جو. ونفى مصدر امني لفرانس برس ان تكون هناك “معلومات من اجهزة الامن الامريكية تسير في هذا الاتجاه”. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية شتيفان باريس “ليس هناك ما يدعو الى الذعر”. وتابع “ثمة خطر مبهم تؤكده اشرطة التهديد التي تلقيناها. اننا ندرس الوضع بجدية والسلطات تبذل كل ما في وسعها”. وكان مؤيدون للقاعدة يتحدثون مؤخرا على منتديات الدردشة على الانترنت عن “11 سبتمبر الماني”، في اشارة الى الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة عام 2001، على ما اوردت مجلة دير شبيغل على موقعها الالكتروني. وينشط تنظيم القاعدة لتجنيد متطوعين في المانيا سواء عبر الانترنت او ميدانيا. ويقوم التنظيم بتدريب ناشطين معظمهم المان اعتنقوا الاسلام او اتراك شبان، في معسكرات في باكستان قبل ان يعيدهم الى المانيا. وتفيد برلين ان حوالى ستين “جهاديا” عادوا الى المانيا فيما لا يزال ثلاثون اخرون “يتلقون التدريب”. وتخشى المانيا وقوع عمليات خطف المان في الخارج وهجمات جديدة على جنودها في المانيا.
الراية القطرية