أدركوا مشروع راديو دبنقا

أدركوا مشروع راديو دبنقا …
محمد آدم الحسن – هولندا

هكذا، كما تبتلي المزروعات والأراضي الخضراء بالأوبئة والجراد والحشرات القارضة وسائر الأمراض التي تهبط من غبار فضاءات السماء، قادمة مع الرياح السموم، ابتلينا بذلك اللوياثان القارض للزرع والضرع والبشر.
حيدر  حيدر
ولد راديو دبنقا عابراً أطواراً من التحولات وحاملاً  رسالته خلال السنوات الثلاث التي يبث فيها الأخبار ملهماً قوي التأثير علي مجريات الأحداث في دارفور وخارجها ، وكان اللاجئ أو النازح الدار فوري البسيط عندما يدير موجة الراديو في الصباح .. كان يدير معها ضمير العالم.
كان الناس البسطاء يقدمون أنفسهم ويحكون رؤيتهم لمستقبل دارفور ودفع البعض روحه ثمناً لذلك
بيد أن الكثير منكم تابع أحداث اعتقال النشطاء الدارفوريين بتاريخ 30/11/2010 علي خلفية عملهم في راديو دبنقا وقد تم اعتقالهم من أستوديو الراديو بالخرطوم خلال تلقيهم لدورة تدريبية.
كانت صدمتنا بالغة لسببين : اعتقال جزء من أبناء دارفور من ناحية  و بأن للراديو أستوديو في الخرطوم من ناحية أخري.
ولم نجد من مرتفع الخراب الذي يحل بدارفور جواباً يصلح أن يكون جواباً لتفسير ما قامت به الجهة التي يقع الراديو كلياً تحت تصرفها…
كان ذلك التصرف الخارج علي سياق المتعارف عليه  طعناً لميثاق المهنية والأخلاق وكان بمثابة جرس الإنذار الذي قُرع في رؤوس الجميع ، وكان وما يزال يثير كثير من علامات الاستفهام للتعرف علي الدوافع التي أدت إلي هذا التصرف.. وزاد من الخوف الغموض الذي يلف مستقبل الراديو في غمار هذا الصمت الذي تجابه  به إدارة الراديو الإجابة علي سؤال محوري : ما الذي دفع إدارة راديو دبنقا إلي إنشاء أستوديو في الخرطوم؟ نتج عنه اعتقال موظفي الراديو وتعريضهم للخطر المباشر.
مازالت إدارة الراديو مصابة بالصمم  بعد أن ارتفعت الأصوات  لتخليص سمعة ومكانة الراديو من السقوط في فخ المساومات السياسية. 
في تلك الأثناء ساءت الأمور أكثر وانحسرت قيمة الراديو في  أذن المستمع لتسرب بعض الفطريات التعيسة التي قبعت علي مصيره وكرامته وقدسيته.
كشفنا من قبل المسئولية والعار كمتلازمتين سوف يوصمان مهنية هيلدابراند – مدير مشروع راديو دبنقا
وكمال الصادق – مدير التحرير  بتورطهما في فتح أستوديو في الخرطوم.
الأول يريد أن يتوج نفسه ملكا للأرض الخراب باجتراره السلطة الاستبدادية الموروثة من قرون طويلة والثاني تم إختياره بعناية فائقة كتعويضا خسيساً لعار الأول الذي أرتكبه في راديو مرايا ومشروع جوبا بوست.
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1302184926
وفي غفلة من الزمان وضياع الوعي تربع كمال الصادق – مديراٌ لمشروع هو نفسه لا يؤمن بقضيته ولا بموضوعه ولا برسالته .. ركوعه اليومي مهزوما تحت أقدام وراتب هيلدابراند الذي يصرفه له نظيراً لصمته ووشاياته هو مؤهله الوحيد.
وهو يرتكز علي إرث عمه محمد عثمان كبر – حاملاً نفس الوضاعة والهوان والانكسار التي تسطو علي كرامة الآدميين وتبيعها بتزلف شديد تحسدهم عليها بائعات الهوى.
بحفنة مال وأشياء أخري لم يستطيع مدير التحرير أن يقول حتي الآن كلمة لا  لأن يذهب مشروع يجسد طموح وأحلام وتطلعات الدارفوريين.
سوف يتحمل المسئولية التاريخية مثله مثل هيلدابراند وسوف يبصق عليه كل من عرف بهذا الدور الرخيص الذي يقوم به بالإنابة عن ولي نعمته هيلدابراند.
بوقوف الدارفورين والمهتمين والنشطاء بعزيمة وإصرار صفاً واحد سوف يتم تخليص الراديو من أيدي هؤلاء المتاجرين  وسيبقي صوت دارفور الحر.
وهي رسالة واضحة يجب أن يستمر الراديو في عملة ولكن بعيداً عن هذه المؤسسة التي تديره حالياً وأزلامها.
وهي صرخة إن ذهبت اليوم مع الريح  لقد تذهب غداً  بالأوتاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *