أدركوا سفينة السودان الباقي /نور الدين مدني
كلام الناس
نور الدين مدني
أدركوا سفينة السودان الباقي
*نعلم أن الكتابة حول ما يدور في جنوب كردفان تعني الدخول وسط الألغام السياسية وقد نبهنا إلى أهمية إحداث اختراق سياسي ليس فقط بين الحزبين اللذين كانا شريكين في الحكم وأصبحا للأسف أكثر من عدوين وإنما بين أهل السودان كافة.
*كنا من أنصار تأجيل الانتخابات لأن الأجواء السياسية ملغمة والتنافس اتخذ طابعاً استفزازياً لا يخلو من أحكام مسبقة بين الطرفين المتنافسين بل واتهامات متبادلة، لذلك فإن نتائج الانتخابات وسط هذه الأجواء لن تفلح في محاصرة نيران الفتنة القائمة أصلاً.
*للأسف مازالت العقلية القديمة التي أدارت المعارك السياسية وتسببت في الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمعارضة تدير كل الملفات الساخنة بذات النهج الذي فشل في تحقيق الاتفاق القومي، وبالتالي في حلحلة الاختناقات الماثلة، ليس فقط في جنوب كردفان وإنما في كل أنحاء البلاد.
*ما حدث تجاه دارفور يؤكد صدق ما ذهبنا إليه، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن مشروع استفتاء لأهل دارفور مختلف عليه أيضاً في ظل الخلاف القائم حول القضايا المتفاوض عليها فاجأت الجميع بإعلان ولايتين جديدتين في دارفور وكأنها تعمل بالمثل الغريب الذي يقول “إذا غلبك حلها وسع قدها”.
*نبهنا مراراً وتكراراً إلى أن البلاد ليست ضيعة خاصة بالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية وإن كانت الحركة الشعبية قد فرزت عيشتها في الجنوب؛ لكن الخلاف لم ينته بينها وبين المؤتمر الوطني في المناطق الثلاث التي شملتها اتفاقية نيفاشا، إضافة للنزاع القائم بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور، وبينها بين أحزاب المعارضة في السودان الباقي.
*حتى الحوار الذي نرى أنه السبيل الأقوم للاتفاق القومي يتعثر وتوضع أمامه العراقيل من سدنة المؤتمر الوطني الذين يصرون على أن الأمر قد آل إليهم وأنهم أصحاب الكلمة العليا في السودان الباقي.
*مرة أخرى ندعو الحكماء في المؤتمر الوطني لتدارك الموقف داخل سفينتهم وفي سفينة السودان الباقي، وأن يدرك الذين يقفون ضد تيار الإصلاح والتغيير السلمي أن الاختناقات عندما تتراكم فلا أحد يدري من أين تنفجر وحينها لن تسلم سفينتهم ولا سفينة الوطن الباقي.
المصدر: ( سودانيز اون لاين – صحيفة السوداني)