ذكرت فى المقال السابق متلازمة الفشل التى إنتابت المدعو (أحمد كبر جبريل) وكيف تحول من مناضل ثورى يبحث عن حقوق المهمشين والغلابة إلى ديكتاورى صغير وألعوبة تحركها الأجهزة الأمنية لنظام المؤتمر الوطنى بواسطة ضابط جهاز الأمن (زينب داؤد) خريجة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا , وكيف تجاهل رفاق الأمس الذين بنضالاتهم تبوأ أعلى المناصب التى لم يكن يحلم بها فى يوم من الأيام , وقذفت بهم ظروف العيش والحياة إلى أماكن تعدين الذهب والزراعة والعطالة ليجنى ثمار كفاحهم أولئك الإنتهازيون أمثال (زينب داؤد) وآخرين من أزيال نظام المؤتمر الوطنى, وإنه لم يكلف نفسه بأداء واجب العزاء لأسر الشهداء ومعاودة الجرحى والمعاقين فى أبشع صورة لإنعدام القيم وإنحطاط الأخلاق والإفتراء على مبادىء الثورة التى قدم العشرات من الرفاق أرواحهم فداءً لتحقيق الأهداف والمبادىء السامية التى قامت لأجلها.
فى هذا المقال والمقالات القادمة سنواصل السرد ونسليط الضوء على هذا الكائن السلطوى الذى أساء للثورة وقيمها ومبادئها النبيلة ولرفاقه الذين رحلوا عن هذه الفانية وأولئك المعاقين والجرحى والمشردين فى أنحاء الوطن وخارجه , الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل وطنهم وشعبهم ولكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط وأصبح دمية فى يد النظام الحاكم وأجهزته الأمنية ويكون نمراً من ورق بل هو قط من ورق بحق وحقيقة.
أكتب هذه المقالات بعد أن عجزت كل الوسائل للإصلاح وتصحيح المسار إبراء لذمتى وتوثيقاً لحقائق التأريخ , وحق الأجيال الحالية والقادمة لتتعرف على الذين سرقوا ونهبوا وقتلوا بإسمهم واسم الثورة وليس لدوافع شخصية أو تلفيقات وأكاذيب ضد أحد.
إنً إحدى سقطات أحمد كبر جبريل التى لا تغتفر بعد أن دانت له السلطة التى ظل يلهث وراءها وإستغل عرق البسطاء لتحقيقها هى تنكره لرفاق النضال حيث إستنفر قواته وقوات الدفاع الشعبي فى شهر إكتوبر 2012م بأوامر من أرباب نعمته فى الخرطوم فلبس الكاكى وقادهم بنفسه لقتال حركة تحرير السودان والعدل والمساواة السودانية فى حدود مناطق أبو كارينكا وجاد السيد وكان حينها وزيراً ونائباً لوالى ولاية شرق دارفور , وهذه لعمرى أكبر سقطة أخلاقية وتنكر لمبادىء الثورة وتوضح بجلاء حقيقة هذا الشخص وحبه للسلطة والمال حتى لو كان يأتى عن طريق قتال رفاق الأمس أعداء اليوم !.
إنّ (أحاديث المدينة) نقلت إلىّ ردة فعل الأمنجية الإنتهازية الأرزقية (زينب داؤد) من مقالى السابق الذى أصابها فى مقتل وفضح أفعالها ونواياها الشريرة وإنتهازيتها , وإعجابها بهذا القط الورقى ونعتها له بأنه من رفاق جون قرنق ومناضلاً شريفاً قبل أن يعرف أهل دارفور الثورة وكأنها قاتلت معه لمدة يوم واحد فى الأحراش !, فهل المناضل الحقيقى يا (بت داؤد) يبيع مبادئه الثورية ورفاق النضال من أجل الأموال والمناصب و يرمى بنفسه بين يدى سلطة ديكتاورية وعملاء الأجهزة الأمنية مثلك؟! إنك لم تعرفين هذا المخلوق أكثر من الرفاق الذين قاتلوا معه فى الأحراش لسنوات تقاسموا فيها الجوع والعطش والمرض وليس أمثالك الذين ينتظرونها جاهزة لإكتناز الأموال وبناء العقارات وشراء السيارات, وأقول لك يا متسلقة عرق الأحرار (الما عندو سروال ما برقد على قفاه).
ونواصل..
محمد مختار المحمودي
26 اكتوبر 2014م
[email protected]