أحمد حسين آدم:عناق خليل إبراهيم للبشير يوم التوقيع مجرد مسألة شكلية ولا تعبر عن تنازل

الدور المصري مهم وزعيم الحركة سيزور القاهرة قريبا

عناق خليل إبراهيم للبشير يوم التوقيع ” مسألة شكلية ” ولا يعبر عن تنازل

تبرع قطر بـ 2 مليار دولار ضمان حقيقي لإستمرار العملية السلمية

القاهرة- أفريقيا اليوم/ صباح موسى

كشف ” أحمد حسين آدم” الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة عن نية زعيم الحركة الدكتور خليل إبراهيم القيام بزيارة إلي مصر قريبا, وذلك تأكيدا علي دور القاهرة, وأهمية إطلاعها على كافة التفاصيل بشأن دارفور, مؤكدا أن العدل والمساواة أمام خيارين في الدوحة الآن : إما فشل المسارات الموازية للتفاوض, أو عدم المشاركة فيما وصفه ب” فوضي التفاوض ” متهما الحكومة السودانية بأنها تريد إتفاقا تكتيكيا, تستطيع بموجبه تغيير الأوضاع, كسبا للوقت لتحقيق الإنتخابات, مشيرا إلى أن مبلغ الـ 2 مليار دولار التي رصدتها قطر يعتبر منحة سخية في ظل الأزمة المالية العالمية, وثمن موقف سمو الأمير ” حمد بن خليفة آل ثاني” أمير قطر في إحراز تقدم حقيقي نحو تحقيق سلام شامل, منوها إلي أن عناق خليل إبراهيم للبشير في يوم التوقيع لا يمثل تنازلا من جانب العدل والمساواة. وقال ” آدم” في حوار خاص لـ ” أفريقيا اليوم” : قمنا بتأخير التوقيع 4 ساعات لمشكلات في صياغة النسخة العربية للإتفاق.

وفيما يلي نص الحوار.

* في البداية نريد أن تضعنا في صورة مايجري الآن في الدوحة بعد توقيع الإتفاق الإطاري بينكم وبين الحكومة؟

**عندما وقعنا على الإتفاق الإطاري بالأحرف الأولى في أنجمينا كنا نحسن النية في تحقيق السلام, وتوجنا ذلك بالتوقيع النهائي على الإتفاق بالدوحة, وقلنا أن هذا الإتفاق هو بداية حقيقية على طريق السلام, وأنه ليس عملا تكتيكيا, ولا آنيا…. القضايا المطروحة لتحقيق السلام واضحة من حيث التفكير والتعريف, وكثير من هذا القضايا تحتاج للتوقيع فقط, ونحن ملتزمون بالإتفاق الإطاري, ولابد أن تلتزم الوساطة معنا بما قطعناه معا, على أن تكون العملية التفاوضية جادة وحاسمة. الآن في الدوحة يتحدثون عن مسارات تفاوضية متوازية بين الحكومة وباقي العناصر, وموقفنا واضح منذ البداية, وثبتناه بخطاب رسمي سلمناه للوساطة, بأننا نرفض هذا الأمر, وهو أن المسارات المتوازية تعطل العملية السياسية والتفاوضية, وأن هذه المسارات المتوازية لايوجد مصير لها, بل إنها إجهاض للعملية برمتها, فلابد من تدارك الموقف قبل فوات الآوان, ونؤكد أن السلام خيار إستراتيجي بالنسبة لنا, ولكن الإستمرار في المسار التفاوضي بهذا الشكل, وسوف يعطل الأمور كثيرا.

* هناك مجموعة حركات في الدوحة لاتريد الإندماج تحت رايتكم, فهل ستمضون في إتفاق ثنائي مع الحكومة وتتكرر نفس التجربة في أبوجا بالتوقيع مع مناوي وترك باقي الحركات وأنتم منها؟

** الحركات الموجودة الآن أتت نتيجة لظروف إقليمية ودولية, قذفت بها إلى الدوحة, وليس لها وجود, وإنما هي مجموعات لاتتماشى ظروفها التأسيسية مع المعايير المطلوبة للحركات.

* وماهو الحل في نظركم؟

**إستراتيجيتنا بها رؤى واضحة, بأن نستصحب قيادات المجتمع المدني الحقيقي معنا, والتي تعي تماما ماهي الأزمة, وفي بالنا أيضا أن يأتي معنا ممثلون من اللاجئين.

* وهل يأتي هؤلاء أيضا تحت مظلتكم؟

** لا يمكن أن نقول تحت مظلتنا, ولكننا نريدهم كمستشاريين لنا في جذور الأزمة.

* وماذنب الحكومة في ذلك فأنتم تريدون وحدة إندماجية مع باقي الحركات وهم يرفضون؟

**إستراتيجية الحكومة كما هي ( فرق تسد) كما حدث في إتفاقيات الجنوب والشرق من قبل.

* كيف ستوقعون إتفاقا للسلام مع الحكومة, وأنتم لا تثقون فيها بهذا الشكل؟

** الحكومة تعي جيدا أننا الحركة الكبيرة الموجودة على أرض دارفور, وأن الباقي مجرد مجموعات.

* هذا عما تسمونهم مجموعات وماذا عن عبد الواحد نور فهل هو الآخر لا يمثل حركة؟

**عبد الواحد لم يأت للدوحة

– وماتعليقكم على وصفه للإتفاق الإطاري بأنه مجرد إتفاق سياسي؟

* *هذا الرأي يسأل عنه عبد الواحد, ولا أريد هنا أن أدخل في مشاحنات, ومن حق عبد الواحد أن يقول مايقوله, ولكننا في تقديرنا أننا نفعل ماهو في مصلحة شعبنا, وعلى الأرض وقعنا ونحن في موقع قوة, ليس هرولة نحو الحكومة, ولا أملا في مناصب, وإنما تمليكا للحقوق الضائعة.

خطة

* وماهي خطتكم الآن في الدوحة؟

** نحن ضد المسارات المتوازية, ولن نكون في العملية السياسية إذا إستمرت بهذا الشكل, لأنها ستكون فوضوية, ونحن نريد عملية سياسية جادة, تنعكس نتائجها على الأرض .. لانريد علاقات عامة, ومحاولة توليد قيصيرية للحاق بالإنتخابات, ولدينا مسئولية تاريخية, وعلى الوساطة إذا كانوا يريدون سلاما حقيقيا وإستقرارا, أن يسعوا لأن يكون الأمر جادا , ونحن لا نريد إجهاضا للقضية من الداخل وانما نريد سلاما حقيقيا , ونحن أمام طريقين الآن إما أن يفشل المسار الموازي, ووقتها سنقبل بشكل مباشر على التفاوض, وإما أننا لن نستطيع المواصلة مع هذه الفوضى, ولن نكون طرفا في هذه الفوضى, ونرجو أن يتدارك الوسطاء ذلك, فنحن الذين إقترحنا منبر الدوحة, ولدينا مسئولية تجاهه, ولكن على المنبر أن يعي في المقابل أن لدينا مسئولية تاريخية أمام شعبنا بدارفور.

* ترددت أنباء عن خرق لوقف إطلاق النار من جانب الحكومة فور التوقيع. ماصحة هذا الكلام؟

**نعم حدث خرق لوقف إطلاق النار من جانب الجيش السوداني, ونحن إلتزمنا بموجب التوقيع بالأحرف الأولى, وبعد التوقيع الرسمي بالدوحة, ولم نسمح بأي هجوم, وتحلينا بالصبر, ولكن للصبر حدود, وخروقات الحكومة هذه تمثل إشارات سالبة لأنها بذلك تعمق فقد الثقة بيننا, فهم يريدون توقيع تكتيكي, ولا يريدوا تغيرا على الأرض, ولكنهم لن يستطيعوا ذلك, وكل المحاولات التي تمت في هذا الإطار فشلت تماما, فنحن نتحدث عن وقف شامل لإطلاق للنار, وأبلغنا الوساطة بهذا الخرق, وندين ماحدث, وندعوهم للإلتزام.

* ولكن الحكومة أثبتت حسن نيتها وقامت بإطلاق سراح العشرات من منسوبي الحركة؟

**ونحن أيضا أطلقنا من جانبنا سراح العشرات, ولكنهم لم يعطوهم الحرية الكاملة, ونطالبهم بالتنفيذ الكامل, بدلا من هذه الإقامة الجبرية للمطلق سراحهم, وعدم التلاعب في هذا الأمر, وما فعلوه ليس منحة, فهم يطلقوا سراح المعتقلين وفقا لإتفاق بيننا.

دور تشادي

* بعد إجراء المصالحة السودانية التشادية وجدنا سرعة ملحوظة في توقيع الإتفاق بينكم وبين الحكومة, ماهو تأثير الرئيس التشادي ” إدريس ديبي” عليكم في هذا الأمر؟

** هذا السؤال تسأل عنه الحكومة, فعندما يتواجدون في تشاد نراهم مقبلين على العملية التفاوضية بصورة سلسة, وإيجابية, ولكن عندما يتواجدون في الدوحة الوضع يتغير تماما.

* رصدت قطر 2 مليار دولار لدارفور ألا يعد هذا المبلغ كافيا لإعادة بناء الإقليم؟

**يمكن أن يكون هذا المبلغ ضمانا حقيقيا للإستمرار في العملية السلمية, ولكن المهم لدينا الآن أن نصل لسلام حقيقي, وبعدها سوف نفكر في عملية إعادة البناء والتعمير. وأؤكد أن سمو أمير قطر ” حمد بن خليفة آل ثاني” صادق وجاد في هذا الأمر, وأنه مشغول جدا بعملية التنمية وإعادة الإعمار, وأقول أن هذا المبلغ يمكن أن يفعل الكثير, ولكننا نحتاج للكثير, ولدينا خطة طموحة للتنمية في الإقليم, والتبرع بـ 2 مليار دولار في ظل الأزمة المالية العالمية هو تبرع سخي, وعلى الأسرة الدولية والعربية والإفريقية أن تساعدنا في إعمار دارفور والتي تعادل مساحة دولة مثل فرنسا, فالناس تريد مساكن ثابتة وتعويضات, وتأهيل نفسي, وتنمية حقيقية, فلدينا ثروات كثيرة, ونريد أن تكون سوق إفريقي حقيقي, وعلى المستثمريين أن يشاركونا في ذلك.

مجهودات عربية

– وماتعليقكم على مجهودات الدول العربية والجامعة العربية في الإعمار بدارفور؟

** نريد ملكية للمشروعات التي نفذتها الجامعة, وأن يكون المواطن جزء من التخطيط, ولا نريد طرفا من أطراف النزاع يأخذ هذه الإستثمارات ويستثمرها سياسيا, نريد شركة حقيقية للمواطن.

* لاحظنا تأخر توقيع الإتفاق الإطاري بينكم وبين الحكومة لمدة 4 ساعات فهل لنا أن نعرف تفاصيل ماجرى في هذه المدة؟

**لم تكن هنالك مشكلة كبيرة, ولكن كانت هناك مشكلة في الصياغة ففي النسخة الفرنسية للإتفاق الإطاري كان هناك إطلاق سراح الأسرى فور التوقيع, أما في النسخة العربية كان هناك إطلاق السراح بعد التوقيع, وكنا دقيقين في هذا الأمر, وهناك أشياء أخرى قد حدثت, ولكن ذكرها قد لا يكون مهما.

_البعض قال أن الحركة كانت تريد أن تضغط في اللحظات الأخيرة لكسب المزيد. ما تعليقك؟

**نحن حركة مبدئية, ولنا قضية, ولا نحاول ابتزاز أحد, ولكننا أردنا أن تكون الأمور واضحة, فهناك إتفاقات كثيرة حدث بها مشاكل من قبل بسبب الصياغة .

* في يوم التوقيع شاهدنا عناقا حارا بين البشير والدكتور خليل إبراهيم هل معنى ذلك أن ماكان قد إنتهى بالفعل؟

** هذا العناق ليس نهاية الموضوع, أو أننا غيرنا مبادئنا, ولكن هذا العناق كان بدعوة من أمير قطر بأن يتصافح الإثنان, وإستجاب الدكتور خليل, ولكن هذا لايدل على تنازل, فهذه مسائل شكلية, وإستجابة للمضيف.

لقاءات مصرية

* ماهو سبب زيارتكم الحالية للقاهرة؟

**هي زيارة خاصة

* هل قابلتم الجانب المصري وقدمتم لهم تنويرا عما حدث بالدوحة؟

**أنوي الجلوس مع المسؤولين في الجانب المصري وسوف أنقل لهم أن الدكتور ” خليل إبراهيم” يريد أن يزور مصر, كما سأرتب معهم ترتيبات هذه الزيارة, وأذكر هنا أننا قبل التوقيع بالأحرف الأولى في تشاد, قام د. خليل بالإتصال بالقيادة المصرية والأريترية والإنجليزية وجرايشن وغيرهم من الأصدقاء وأطلعهم على ما تم, لأننا نقدر لدور مصر, وأهمية إطلاعها على أدق التفاصيل.

* وقعت حركة العدل والمساواة في جنوب كردفان إتفاقا مع الحكومة بالقاهرة .. ما هو تعليقكم على هذا الإتفاق؟

** ليس له أي أثر, فهؤلاء الناس إلتقوا بنا , في فترة قصيرة جدا, وقالوا أنهم سيأتوا ثانية, وكانوا يسعون إلي أن يكونوا معنا, ولكننا نقول أن أهل كردفان الحقيقيون معنا منذ عام 2003, أما هذه الحركة فماهي إلا مجرد فقاعات, ولا تمثل شيئا.

* وماهو مصير أبوجا ومناوي إذا وقعتم إتفاقا شاملا ونهائيا مع الحكومة؟

**مناوي وحركته جزء من أبناء دارفور, ولكن إتفاق أبوجا لم يأت برحمة للناس, ولذلك يجب أن يتركونا نوقع إتفاقا يأتي بهذه الرحمة, ونحن لا نتحدث عن وظائف لأنفسنا, ونريد حقوقا كلية, وتأمينا لرجوع النازحيين, ولذلك لابد من إتفاق حقيقي, وهذا يحتاج لفترة إنتقالية, أما الحشر الذي تريده الحكومة لن يؤدي لشئ.

* ماتعليقكم على الدوحة كمضيف للتفاوض, وكوسيط للإنتخابات؟

**عندنا خلافات مع الوساطة, لكن بالنسبة لقطر لا ننكر دورها ونواياها الصادقة تجاه تحقيق سلام شامل, وأمير قطر لديه رؤية في مسألة البناء, ونقدر هذا المجهود القطري, والآن هناك خلاف حقيقي حول موضوع المسارات المتوازية كما ذكرت, ونرجو من الوساطة إستقلالية حقيقية حتى نحقق السلام.

* أخيرا .. هل لديكم رسالة معينة تود توجيهها ؟

** أقول أننا نريد السلام, لأن بلادنا تعبت كثيرا, ونحن في مفترق طرق, والجميع لديه مسئوليات تاريخية, ولا ينبغي أن نتعامل مع الإتفاقيات بشكل تكتيكي, ولابد من إيجاد مخرج حقيقي, وعندنا فرص حقيقية بمشاركة الآخرين في إيجاد مخرج حقيقي وسلمي لأزمة دارفور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *